الأحد، يناير 08، 2012

حتما ... سنموت


  • دخل الحسن البصري -رحمة الله- على مريض يعوده فوجده في سكرات الموت! فنظر إلى كربه وشدة ما نزل به، فرجع إلى أهله بغير اللون الذي خرج به من عندهم!
  • فقالوا له: الطعام يرحمك الله.
  • فقال: يا أهلاه! عليكم بطعامكم وشرابكم، فوالله لقد رأيت مصرعا لا أزال أعمل له حتى ألقاه!


  • مهلك العباد.. وموحش البلاد وميتم الأولاد... ومذل الجبابرة الشداد.. لا يعرف الغير.. ولا يميز بين الوضيع والوزير.. ولا يحابي صاحب المنصب الكبير.. سيوفه على العباد مسلطة.. ورماحه على صدورهم مشرعة.. وسهامه لا تطيش عن الأفئدة.

    انه الموت

  • لما نزل الموت بعمرو بن العاص -رضي الله عنه- قال له ابنه: يا أبت قد كنت تقول: إني لا أعجب من رجل ينزل به الموت ومعه عقله ولسانه كيف لا يصفه؟!
  • فقال: يا بني الموت أعظم من أن يوصف!، ولكن سأصف لك منه شيئا والله لكأن على كتفي جبال رضوى وتهامة!، وكأني أتنفس من سم إبرة!، ولكأن في جوفي شوكة عوسج!، ولكأن السماء أطبقت على الأرض وأنا بينهما!

    أليس مما يدخل الفزع في النفوس! أن نبينا -صلى الله عليه وسلم- يوم أن أجاب داعي ربه سأله ربه -تعالى- أن يخفف عنه سكرات الموت؟!!، فها هي أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- تحكي لنا ذلك فتقول: وبين يديه ركوة أو علبة فيها ماء، فجعل يدخل يديه فيا لماء فيمسح بها وجهه يقول: «لا إله إلا الله إن للموت سكرات!» [رواه البخاري]، وللترمذي: «اللهم أعني على غمرات الموت! أوسكرات الموت!» [حسن غريب].
  • أرأيت كيف سعدت تلك الأنفس الزكية بلقاء بارئها -تعالى-؟!، فما أسعدها من أرواح عاملت ربها -تعالى- في الدنيا بالصدق والإخلاص فلقاها جزاء الصادقين.. وألبسها رداء الصديقين.. ولمثل هذا فليعمل العاملون...
  • ثم أخي أما بلغك خبر تلك الأرواح التي تنكرت لخالقها -تعالى-! فكفرت بعبوديته -تعالى-؟!، فما هي قصتها يا ترى لقد جازاها الله -تعالى- جزاء أعدائه!، الذين أعد لهم من العذاب والنكال ما تتفطر لذكره الأفئدة! فها هو نبينا الصادق -صلى الله عليه وسلم- يخبرنا عن تلك الأنفس الخبيثة التي لم تقم بوظيفة العبودية لله -تعالى-! قال -صلى الله عليه وسلم-: «وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة، نزل إليه من السماء ملائكة سود الوجوه! معهم المسوح فيجلسون منه مد البصر، ثم يجيء ملك الموت حتى يجلس عند رأسه فيقول: أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب!» قال: «فتفرق في جسده! فينتزعها كما ينتزع السفود (حديدة يشوي بها اللحم) من الصوف المبلول! فيأخذها، فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين! حتى يجعلوها في تلك المسوح، ويخرج منها كأنتن جيفة وجدت على وجه الأرض! فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا ما هذا الروح الخبيث؟! فيقولون: فلان بن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا! حتى ينتهي به إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له! ثم قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
    {لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ} [الأعراف: 40].
  • فيقول الله -عز وجل-: اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى فتطرح روحه طرحا!
  • ثم قرأ: {وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ} [الحج: 31]» [رواه أحمد وغيره، صححه الألباني].
  • أخي::/أختى أرأيت كيف هو مصير أهل الخواتم الرديه؟! أعاذني الله وإياك من الخواتم السيئة..
    أخي::/أختى ما أشقى روحه ملائكة العذاب! {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ} [الأنعام: 93].
  • أخي المسلم إنها منزلتان بعد الموت! لا ثالث لهما: إما لهما: إما أن تأتيك ملائكة الله تزف لك البشرى برضوان الله -تعالى-، وأنت يومها السعيد فزت وأفلحت.. وإما أن تأتيك ملائكة سود الوجوه تبشرك بسخط الله -تعالى- وسوء الخاتمة! فما أشقاك! وما أعظم خسراتك!
  • أخي::/أختى ألا دموع تذرفها؟! ألا زفرات تنفثها؟! ألا توجعات من بين الضلوع تخرجها؟!
  • حقا! قست القلوب! وران عليها غطاء الذنوب!
  • نودع الأموات والقلوب أموات!
  • نودع الأموات ولا عبرة ولا عظات!
  • نودع الأموات ولا سؤال: أين القرار في النيران أو الجنات؟!
  • نودع الأموات وها نحن قبل الممات أموات!
  • أخي:/أختى في الله: إنه (كأس الموت!) وهو حكم الحي الذي لا يموت -تبارك وتعالى-.. فهل تذكرت أخي أنك ستتجرع يوما هذا الكأس حتى النهاية؟!!
  • أخي::/أختى (إنه هادم اللذات!) دعاك النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى كثرة تذكرة إذ يقول -صلى الله عليه وسلم-: «أكثروا ذكر هاذم اللذات» [رواه الترمذي ونسائي، المحدث: الألباني، حسن صحيح، صحيح الترغيب 3333].
  • أخي::/أختى أتدري ما معنى: (هادم اللذات؟!) إنه قاطعها ومعدمها! حقا! أنه مزيل النعم... وقاطع اللذات! فهل من معتبر؟!
  • أخي:/أختى : تذكر الموت يورث صدق الإقبال على الله -تعالى- ويمحو عن القلب آثار الدنيا!
  • قال الدقاق: "من أكثر من ذكر الموت أكرم بثلاثة أشياء: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة".
  • أخي::/أختى ألا تنضم إلى قافلة أهل الصائر؟! الذين كان ذكر الموت شعارهم.. ومحاسبة النفس دثارهم.. فهنيئا أخي لمن كان في ركابهم! وهاهم يمرون فيملأون النفس عظة وذكرى..
  • - فهذا سفيان الثوري -رحمه الله- كان إذا ذكر الموت لا ينتفع به أياما! فإن سئل عن شيء، قال: لا أدري! لا أدري!
  • - وقال التيمي -رحمه الله-: "شيئان قطعا عني لذة الدنيا: ذكر الموت! وذكر الموقف بين يدي الله -تعالى-!".
  • - وكان محمد بن واسع -رحمه الله- إذا أراد أن ينام قال لأهله قبل أن يأخذ مضجعه: أستودعكم الله! فلعلها أن تكون منيتي التي لا أقوم فيها! فكان هذا دأبه إذا أراد النوم.
  • أخي المسلم: تلك هي حال الصالحين.. عرفوا أنهم لهم يوما يفارقون فيه دار الغرور! فتذكروا ساعة الرحيل.. وأعدوا الزاد للسفر الطويل..
  • أخي: :/أختى يا ترى ما الذي دهانا؟! قد أطبقت الغفلة على القلوب وما تركت فيها موضعا لتذكر ذلك اليوم الموهوب.
  • أخي::/أختى هذا لمن سمع ندائي:
  • إخواني ما هذه السنة وأنتم منتبهون؟!
  • وما هذه الحيرة وأنتم تنظرون؟!
  • وما هذه الغفلة وأنتم حاضرون؟!
  • وما هذه السكرة وأنتم صاحون؟!
  • وما هذا السكون وأنتم مطالبون؟!
  • وما هذه الإقامة وأنتم راحلون؟!
  • أما آن لأهل الرقدة أن يستيقظوا؟! أما حان لأبناء الغفلة أن يتعظوا؟! واعلم أن الناس كلهم في هذه الدنيا على سفر! فاعمل لنفسك ما يخلصها يوم البعث من سقر!
  • آن الرحيل فكن على حذر *** ما قد ترى يغني عن الحذر
  • لا تغترر باليوم أوبغد *** فلرب مغرور على خطر

    انت اذن ماذا اعدت لتلك اللحظة ؟؟!!

    غيبة ؟
    نميمة ؟
    افتراء او جر شر على اخيك المسلم ؟
    ظلم الناس وذكرهم بالغيب؟
    صد عن سبيل الله؟
    اعراض عن نصح ؟
      سخرية من الاخرين؟
    سبق بسوء الظنون ؟
    كذب وبهتان ؟
    غش وتدليس ؟
      اعانة ظالم على ظلمه ؟
    هتك اعراض الناس ؟
      ثلويث سمعتهم وتشويهها ؟

    هل هذا هو ما اعدتته للحظة وداعك للدنيا ؟
    اعلم انك بهذه الذنوب والمعاصى غير سالم فى دينك ودنياك .
    غير سالم فى عرضك ولا مالك ولا نفسك .
    اعلم ان الله قد يغفر تجاوزك فى حدوده ولكن الله لا يعفو فى حقوق الآدميين ابدا الا بعفو الآدمى لك .

    حاسب نفسك قبل ان يحاسبها ربها ، فانه من نوقش الحساب سيعذب .

      واليك سر السعادة

    بحثتُ عن سـرّ السّـعادة جاهـــــــداً *•*´¨`*•* فوجدتُ هذا السّـرّ في تقواكـ
     
      فليرضى عنّـي النّـاسُ أو فليسخطوا *•*´¨`*•* أنا لم أعُـد أسعى لغيـر رضاكـ

    أدعــوكَ يا ربّـي لتغفـــــــر حوبتــــي *•*´¨`*•* و تُـعينني و تمدّنـي بهُــــداكـ
     
      فاقبل دعائي و استجــب لرجائـــــي *•*´¨`*•* ما خابَ مَن دعاكـ و رجـــــاكـ
    دمتم سالمين فى رعاية الله


  • هناك تعليق واحد: