الأربعاء، يونيو 22، 2011

تركستان الشرقية الدولة المسلمة المغيبة … تنتفض لإسلامها



تركستان الشرقية بالعربية أو شينجيانغ -الأرض الجديدة- بالصينية … اسمان لدولة مسلمة محتلة غيبت في بطون الجغرافيا والتاريخ منذ القدم ، ففي الجغرافيا غيبت عندما ضمتها الصين الشيوعية إليها، وبالتاريخ عندما نساها أو تنساها اخوتها في الإسلام في باقي أجزاء المعمورة، تركستان المسلمة شهدت بالآونة الاخيرة احدث انتفاضة ضد الصيني الشيوعي المحتل، قدم خلالها أبناؤها مئات الشهداء والآلاف من الجرحى والمعتقلين من الشباب المسلم في صور أيقظت جماهير العالم الإسلامي دون زعماؤها، سوى ما كان من الزعيم التركي اردوغان، فمن هي تركستان وما حكايتها؟
موقعها
شينجيانغ المسلمة الذاتية الحكم، تقع في أقصى شمال شرق الصين مساحتها 1.660.000 كلم2، عاصمتها مدينة أورومتشي واسمها الأصلي هو دولة تركستان الشرقية وهي ذات أغلبية مسلمة، والاسم ينقسم إلى كلمتين ترك وستان ومعناها أرض الترك، تركستان نالت استقلالها عام 1944 ولكن بعد ثورة 1949 في الصين واعلان قيام الشيوعية قامت الصين باحتلالها وضمها إلى أراضيها واعتبارها مقاطعة صينية كونها غنية بالنفط والغاز الطبيعي وخامات اليورانيوم فضلاً عن مناجم الذهب التي تنتشر فيها ووصل إنتاجها في مطلع هذا العام إلى ما يقارب السبعة آلاف كغم من الذهب.
يحد الإقليم المسلم المحتل من الشمال الغربي كل من طاجيكستان، قرغيزستان وكازاخستان، ومن الشمال الشرقي جمهورية منغوليا، ومن الشرق مقاطعتي قانسو وتشينغهاي، جنوبا منطقة تبت، ومن الجنوب الغربي الهند وأفغانستان.

ومن الجدير بالذكر ان ارضى تركستان تحتوى فى باطنها على مخزون كبير من الذهب ومن الحديد والنحاس والفحم والمنجنيز والنفط ،ولذلك تعرضت تركستان الى الغزاة منذ قرنين ... فمن روسيا تارة ومن الصين تارة أخرى ، حتى وصلت فى عام 1949 م إلى احتلال كامل من جانب الصين التى أرادت طمس هوية تركستان الشرقية فغيرت هذا الإسم الى شينج يانج أى الأراضى الجديدة .
وقد واجهت الصين فى بادئ الأمر مشكلة كبير وهى أنه أكثر من 90% من سكان هذه البلاد من الإيجور المسلمين فأرادت الصين أن تحد من هذه الأغلبية فاتبعت سياسة التهجير مع المسلمين الإيجوريين إلى الصين للعمل فى المصانع بأجور رخيصة حتى ما لبس عدد قليل من السنوات أصبحت نسبة المسلمين 70% وأيضا اتبعت الصين سياسة تهجير الصينين إلى تركستان للتأثير على أغلبية المسلمين فى هذا الإقليم المسلم .

أتراك بالأصل..

عدد سكان الإقليم يبلغ قرابة 18.6 مليون نسمة، تركيبة السكان في إقليم شينجيانغ متنوعة، يأتي الأويغورر بالدرجة الأولى، وهم شعب مسلم ذو أصول تركية، وهي أهم مجموعة عرقية، وتأتي قومية الهان الصينية في المرتبة الثانية من حيث التعداد، بقية التركيبة العرقية تتكون من: الكازاخ والمانتشو، الروس والمنغوليون.
الجغرافيا والنووي الصيني
تضاريس الإقليم المسلم تمتاز بالمنطقة الجبلية وتنتشر عبر مرتفعات هذه الجبال العديد من السهول الخصبة، وفيها منطقة تسمى لوب نور تكثر فيها المستنقعات والبحيرات، حيث تستعمل الحكومة الصينية هذه المنطقة لإجراء التجارب النووية ويقدر عدد التجارب النووية التي أجريت فيها منذ الاحتلال بحوالي 46 تجربة نووية ولذلك كثرت حالات الإصابة بالسرطان بين سكانها المسلمين.

فتحها الإسلامي

بعد أن انتهى المسلمون العرب من فتح بلاد فارس وخراسان، قاموا بأربعة فتوحات على تركستان الغربية في سنة 94 هـ ثم اتجه الجيش العربي المسلم تحت قيادة قتيبة بن المسلم الباهلى نحو الشرق حتى وصلوا إلى كاشغر عاصمة تركستان الشرقية وفتحوها في سنة 95هـ، وفي نهاية العصر الأموي وبداية العصر العباسي الأول في القرن الثالث للهجرة وفي سنة 232 هـ تشرف الخاقان سلطان ستوق بغراخان (مؤسس الدولة القارا خانية) بالدخول في الإسلام وتبعه أبناؤه وكبار رجال الدولة، ومنذ ذلك اليوم أصبح الإسلام دينا رسميا للدولة التركستانية وتمت ترجمة القرآن الكريم وأقيمت المساجد بدلاً من المعابد وتم بناء 300 مسجد في مدينة كاشغر وحدها وكان للكثير من أبنائها شرف في التاريخ الإسلامي لقيامهم بأداء واجبهم في نشر الرسالة السماوية والاشتراكات في الفتوحات الإسلامية وظهر العلماء والمتفقهون الذين اجتهدوا في دينهم وبرعوا في علومهم وتركوا للمكتبة الإسلامية ذخيرة غنية من المؤلفات العظيمة وكان مئات الطلبة المسلمين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي يأتون إلى كاشغر للدراسة الإسلامية، وبقيت تركستان جزءاً واحداً قبل أن يتم تقسيمها إلى تركستان الغربية وتركستان الشرقية وكان هذا الاقتسام الظالم ثمرة لصراع مرير دام 200 سنة.

جزئها الغربي

الجزء الغربي من تركستان تم احتلاله تدريجيا من قبل الروس في عام 1865 ومن ثم عرفت تلك المناطق بتركستان الغربية وبعد قيام إتحاد الجمهوريات الاشتراكية الروسية في عام 1922 قسمت هذه البلاد إلى خمسة جمهوريات التي تسمى اليوم بالجمهوريات الإسلامية المستقلة في آسيا الوسطى

جزئها الشرقي

قامت بين المسلمين التركستانين الشرقيين وبين حكام منجو الصينية معارك دامية في عام 1759 م ذهب ضحيتها أكثر من مليون مسلم ومنها أحداث عام 1862م التي شهدت كفاح شعب تركستان الشرقية ضد احتلال المنجو الصيني 42 مرة ومنها انتفاضة عام 1863م والتي كانت إسلامية، حيث نجح الشعب التركي المسلم في طرد حكام منجو من وطنهم وأقاموا دولة مستقلة إسلامية تحت زعامة يعقوب بك بدولة الذي إستمر حكمه 16 عاما ولكن نظرا للتوسع الروسي خلال عهد التسارست فقد تخوف البريطانيون وقوع تركستان الشرقية تحت الاحتلال الروسي فقدم الانكليز النصيحة والأموال للحكام المنجو الصينيين باحتلال تركستان الشرقية مرة ثانية واستطاعت الجيوش الصينية الضخمة بقيادة الجنرال تانغ مهاجمتها واحتلاها مرة أخرى في عام 1876 ومنذ ذلك التاريخ تم تسمية تركستان الشرقية باسم شنجيانغ وفي 18/11/1884 ضمت داخل حدود إمبراطورية المنجو وأصبحت تابعة لها.
انتفاضات تركستانية

حالياً تركستان لها حكم ذاتي هامشي كونها بالأصل دولة محتلة من قبل الصين، وبعد تولي الحكومة الشيوعية الصينية مقاليد السلطة في الصين عام 1911 حاول شعب تركستان الشرقية التحرر من الاحتلال الأجنبي من جديد فقاموا بعدة ثورات، ونجحوا مرتين الأولى في عام 1933 والثانية في عام 1944 حيث تمكنوا من إقامة دولة مستقلة إسلامية في تركستان الشرقية إلا أن تلك الدويلة المستقلة لم يكتب لها الاستمرار حيث أن موسكو لم تتردد في كلا المرتين في إرسال قواتها البرية والجوية والقيام بكل ما من شأنه للقضاء على هذه الجمهورية الفتية لأنهم كانوا يعرفون أن تركستان الشرقية ستكون دعما لشقيقاتها في آسيا الوسطى -تركستان الغربية- في كفاحها للتخلص من ربقة الشيوعية، كما عمل الصينيون بعد سقوط الحكومتين على قتل أكثر من مليون مسلم.
تركستان تكبل بالشيوعية

على اثر المجازر الدامية التي ارتكبت بحق المسلمين التركستانيين من قبل الصينيين، أصبحت تركستان الشرقية واقعة تحت حكم القبضة الشيوعية الصينية، وقسمت البلاد إلى 450 معسكر لإضعافها وللعمل الإجباري، ليعمل فيها العمال والفلاحون المسلمون، ونتيجة لذلك لقي الكثير من المسلمين حتفهم في هذه المعسكرات وألغيت الملكية خاصة وصودرت كل ثرواتهم بما في ذلك حلى النساء، وأعلنت حتى الأفراد والأولاد ملكاً للحكومة الصينية وجعل طعام الناس جماعياً، ومنع الطبخ في البيت وفرق الأزواج من بعضهما لأن فيه ضياع الوقت -بحسب الزعم الشيوعي- حيث يؤتى للمتزوج بزوجته لعدة دقائق بعد كل أسبوعين وتمنح للمرأة إجازة لثلاثة أيام فقط للولادة، واستمرت فكرة التفريق الاجتماعي حتى أيامنا هذه حيث أشارت بعض التقارير بان السلطات الصينية أقدمت في 9-4-2008 على اختطاف مجموعة من المسلمات التركستانيات، وتم إرسالهن إلى المدن الصينية للسخرة.


شعائر تركستان المغيبة

منعت الحكومة الشيوعية إقامة الصلاة وصوم رمضان وبقية أركان الإسلام وقراءة الكتب الدينية والقرآن والصحف الأجنبية وكذلك الاستماع إلى إذاعات الدول الأجنبية ومنعت من استضافة الضيوف ومساعدة أسر المعتقلين ومن الحزن على الأقارب المنفذ فيهم حكم الإعدام ومن إقامة مراسم للأفراح أو للجنائز ومنعت أكل المأكولات باللحم والسمن وإخفاء النقود أو الأشياء القيمة في المنازل، وأجبرت الشيوعية الصينية المسلمين فيها على التحدث عن الزعيم الروحي للشيوعية ماوتسى تونغ بوصفه (الإله الحي) وعلى القبول ما تقول له الشيوعية دون قيد أو شرط.

استمرار بالكفاح

نتيجة لتلك المعاناة وحتى يدافع المسلمون عن وطنهم والمحافظة على دينهم وهويتهم قام شعب تركستان الشرقية بـ 45 ثورة ضد الشيوعيين في الفترة من عام 1949 إلى 1968 م، والتي أدت إلى إعدام ما يقارب 360 ألف مسلم من تركستان الشرقية من الذين وقفوا في وجه الشيوعيين مدافعين عن حقوقهم الشرعية. ونجح أكثر من 200 ألف في الهجرة إلى الدول المجاورة بينما أعتقل ونقل 500 ألف منهم إلى 19 معسكر أشغال شاقة في تركستان الشرقية.

تركستان تنهض اليوم

لم يتوانى الشعب التركستاني المسلم على الانتفاض ضد الصينيين على جريمة الاحتلال ومصادرة الحريات بعدة انتفاضات على مر الأيام، كان آخرها انتفاضة شهر حزيران من هذا العام 2009 حيث قدم الشعب التركستاني الآلاف من الجرحى ومئات القتلى، فضلاً عن الآلاف من المعتقلين في سجون الشيوعيين، غير ان المشكلة الأكبر التي برزت هو غياب صوت العالم الإسلامي الرسمي المساند لقضية شعب تركستان المسلم في كفاحه، سوى ما كان من موقف رئيس الوزراء التركي رجب اردوغان الذي وصف ما يجري بالأداة الجماعية بحق المسلمين هناك الأمر الذي أدى انزعاج الصين من تركيا بشدة وطالبت بسحب الموقف التركي هذا،غير ان تركيا لم تعر بالاً للرد الصيني بل عززت موقفها هذا بالموقف الاقتصادي حيث أعلنت العديد من كبريات الشركات التركية المستوردة للمنتجات الصينية بإيقاف أنشطتها مع الصين كرد اعتبار للمسلمين

الاثنين، يونيو 13، 2011

اغبياء ولكن جبناء


عندما يمتلك المرض من القلوب الضعيفة

الفتنة أشد من القتل

البينة او حد القذف

الظن أكذب الحديث

الغيبة من محبطات الاعمال

قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ)

 ( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا )

قبل سرد المقال اطلب من كل قارىء ان يضع نفسه فى مكان من تروج الفتن والاشاعات فى حقه من دون تثبت او دليل ولسأل نفسه ماذا سيكون موقفه او رد فعله وقتها ؟؟؟


.....................................................................................................................
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ( 70 ) يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ( 71 ))


منذ قرابة قرن ونصف، جاءت التعاليم الربّانية إلى نبينا صلى الله عليه وسلم بحرمة ترويج الشائعات، ووجوب التثبت من الأخبار قبل نشرها، ولم يكن في عصرهم لا جريدة ولا هاتف ولا وسيلة إعلامية قوية تعادل قيمتها واحد بالمئة من قوة سلاح عصرنا الجديد الإنترنت، وهو أولى وأدعى للمسلمين في هذه الأيام بتدبر هذا النهي الرباني والتوجيه النبوي.

فقد قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة"، ويظن البعض هنا أن الآية تعني إباحة نقل الأخبار من غير الفاسق (أي الملتزم بتعاليم دينه)، ولكن قراءة سبب نزول الآية تؤكد أنها جاءت لتحذر من أي خبر فيه تهويل أو تزييف بغض النظر عن مروّجه، كيف لا وقد كان سبب نزولها خبر نقله صحابي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم (يراجع تفسير ابن كثير في تفسير سورة الحجرات الآية السادسة لمعرفة سبب النزول).

وكم من الإخوة والأخوات من يقوم بتوزيع وترويج عشرات الرسائل يوميا دون تثبت أو تروّ

لماذا يروّجون الشائعات ؟
....................................

إن المسلم منهي عن ترويج الأخبار الدنيوية فضلا عن الدينية دون تثبت، ومن ينظر نظرة ثاقبة في سر نهي الإسلام عن ترويج الإشاعات يجد الكثير من الأسباب، فقد تروّج شائعة تتسبب في هزيمة جيش، أو قيام حرب، أو قتل نفس، أو إفساد في الأرض ( كالانتقام من شخص ما ، او تشويه صوره وتلويث سمعته ، او التشهير به لغرض ما)، أو إقامة بدعة لا أصل لها أو هدم سنة ثابتة في الشرع، أو صرف المسلمين عن قضية من قضاياهم المصيرية. وقد يكون مصدر الإشاعة غير المسلمين وكتبت بما يوحي الحرص على الإسلام، فينخدع بها المسلمين ليكونوا جنودا في ترويجها.
وكم قرأنا في التاريخ عن ما يسمي بالحرب الإعلامية النفسية، وكيف تستخدم فيها خبرات خاصة لترويج الشائعات وبث الذعر والخوف في نفوس العدو.


كيف تعرف الشائعة ؟
................................

قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ)

الشائعة شائعة، فلن تجد مصدرا موثوقا توعز إليه يمكن بطريقة مباشرة التثبت منه، فالخبر الموثوق هو الذي يحوي مصدرا واضحا وصريحا يمكن الرجوع له،او اقامة الدليل والحجة والبرهان 
ولربما اطلق احد المجرمون اشاعة بحق الشرفاء من اجل النيل منهم وبكل خبث ومكر ينم عن سوء نية فاعلة يقوم بمحادثة الناس على الخاص مروجا لاكاذيبه فاضحا لنفسه ولسوء نواياه الخبيثة وكانه يقول للناس ( احذروا منى فانا ذا صنيع سىء ولسوف تنالون منى كما نال الاخرون ، لسوف اروج الاشاعات بحقكم كما فعلت ذلك مع الاخرين )
وعندما يسأله ( العاقلون الذين يمتثلون لامر الرسول الكريم وامر رب العزة من التثبت وقت الفتن ) عن الدليل  والعاقلون فقط هم من يفعلون ذلك ( الذين ارادول لنفسهم النجاة من ويلات يوم القيامة ) فهم يعلمون ان ظلم الناس من محبطات الاعمال ، ويعلمون ان الغيبة والنميمة من محبطات الاعمال ، ويعلمون ان حسناتهم ثمينه وليس من الذكاء اهدارها لمجرد ضنون واوهام فى رؤوس بعض الاغبياء المجرمون الذين لا يخافون عاقبة امرهم ولايخافون من الله
اقول عندما يسأله العاقلون عن الدليل ، يهرب بكلمات ساذجة لا يصدقها الا الساذجون امثاله ( الطيور على اشكالها تقع )
كلمات مثل
جارى التأكد ، جارى البحث ، جارى جمع الادلة ، جارى التوثق من الامر .

اذن فكل ما روجه من اشاعات هو بنفسه يعترف وبلسانه البغيض انه كااااااااااذب فيها وانه لايملك الدليل على صحتها ، لانه لو كان يملكه لما تاخر فى اشهاره فى وجه الجميع واولهم من يروج الاشاعه بحقه ،
ومما يثبت كذب ادعائاته البغيضه عدم قدرته على المواجهة ، فمروج الاشاعة دوما جبان غير قادر على المواجهة يجيد الخداع مستغلا رصيدا من الثقة عند المخدوعين فى شخصة ،يجيد المرواغة عندما يريد البعض ان يتثبت من صحة مقاله كثير الكلام ثرثار الى حد بعيد ، منافق مصاب بما يروجهه من اشاعات .

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ)

ثم من يتخذ مروجين الاشاعات النمامون المغتابون المجرمون فى حق انفسهم اولا ثم بحق المجتمع ثانيا  ثم بحق ضحاياهم ثالثا ، من يتخذهم بطانه ويصدقهم ويماشيهم فى اهوائهم وظنونهم المريضة التى تنم عن قباحة نفوسهم ووقاحة اخلاقهم . يصدقونهم دون تحرى او تثبت مخالفين فى ذلك امر الله السميع العليم وامر رسولنا الكريم ، فهم منهم ومن انفسهم  وعلى شاكلتهم

( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين )
 الا المتقين ، الا المتقين .

ينفون عن انفسهم صفة الايمان :

..............................................

( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ( 70 ) يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما ( 71 )

نعم
فكل مروج للشائعة يريد بها اذى غير مباح لاحد من اخوانه المسلمين وكل من يصدقه ويشاركة فى الغيبة والهمز واللمز والتنابز ولو بمجرد السكوت عن النطق بكلمة الحق ، او حتى رد غيبة اخيه المسلم ، كل من يفعل هذا فهو ليس بمؤمن على الاطلاق
فاذا ما تاملنا الكثير من الاحاديث والنصوص الواردة عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكذلك الكثير من الايات القرآنية بهذا الصدد لوجدنا ان كل من يقوم بترويج الاشاعات بقصد الحاق الاذى بالمسلمين والغيبة والنميمة وكل من يشاركهم حتى لو بمجرد التصديق فهو ليس بمؤمن على الاطلاق

وساكتفى هنا بسرد حديث نبوى واحد واية قرآنية واحدة فهما كافين تماما  .

يقول الرسول الكريم فى الحديث المشهور الذى نحفظة جميعا لكن مع الاسف لا نتدبره جيدا بل ولا نعمل به .

(عن أبي حمزة أنس بن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه")رواه البخاري ومسلم.
هذا حديث أنس رضي الله عنه وهو الحديث الثالث عشر من هذه الأحاديث النووية

يقول الشيخ ابن عثيمين فى هذا

"لا يؤمن أحدكم" : هذه الكلمة تدل على أن ما بعدها مأمور به في الشريعة ، إما أمر إيجاب أو أمر استحباب ، ونفي الإيمان هنا قال فيه شيخ الإسلام ابن تيمية في كتاب الإيمان -كما أحضرنيه بعض الأخوة- :"لا يؤمن أحدكم "إن هذا نفي لكمال الإيمان الواجب ، فإذا نُفِي الإيمان بفعل دل على وجوبه ، يعني: على وجوب ما نفي الإيمان لأجله.

"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه "دل على أن محبة المرء لأخيه ما يحب لنفسه واجبة ، قال : لأن نفي الإيمان لا يكون لنفي شيء مستحب ، فمن ترك مستحبا لا ينفي عنه الإيمان ، فنفي الإيمان دال على أن هذا الأمر واجب ، فيكون إذاً نفي الإيمان نفي لكماله الواجب ، فيدل على أن الأمر المذكور ، والمعلق به النفي يدل على أنه واجب .

إذا تقرر هذا فقوله هنا :"لا يؤمن أحدكم حتى ..."له نظائر كثيرة في الشريعة يعني: في السنة :"لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ، "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" " لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه" وهكذا إذا تقرر ذلك فإن نفي الإيمان فيها على باب واحد ، وهو أنه ينفي كمال الإيمان الواجب .

ثم قوله -عليه الصلاة والسلام- :"حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " هذا يشمل الاعتقاد والقول والعمل ، يعني: يشمل جميع الأعمال الصالحة من الأقوال والاعتقادات والأفعال ، فقوله :"حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " يشمل أن يحب لأخيه أن يعتقد الاعتقاد الحسن كاعتقاده ، وهذا واجب ، ويشمل أن يحب لأخيه أن يكون مصليا كفعله .

فلو أحب لأخيه أن يكون على غير الهداية فإنه ارتكب محرما فانتفى عنه كمال الإيمان الواجب ، لو أحب أن يكون فلان من الناس على غير الاعتقاد الصحيح الموافق للسنة ، يعني: على اعتقاد بدعي فإنه كذلك ينفي عنه كمال الإيمان الواجب ، وهكذا في سائر العبادات ، وفي سائر أنواع اجتناب المحرمات ، فإذا أحب لنفسه أن يترك الرشوة ، وأحب لأخيه أن يقع في الرشوة حتى يبرز هو كان منفيا عنه كمال الإيمان الواجب ، وهكذا في نظائرهما .

وقد جاء في النسائي -يعني: في سنن النسائي- وفي غيره تقييد ما يحب هنا بما هو معلوم ، وهو قوله :"حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير"وهذا ظاهر غير بين ، ولكن التنصيص عليه واضح .


حسنا
فلماذا يحب الرجل ان يغتاب الناس ويكره الغيبة لنفسه ؟؟
لماذا يحب ان تنتهك اعراض الناس ويكره ذلك لنفسه ؟؟
لماذا يحب ان يأكل لحم اخيه ميتا ويكره ان يأكل اخيه لحمه ميتا ؟؟

لماذا لا يحب لاخيه من الخير ما يحبه لنفسه ، لماذا لا يكره لاخيه من الشر ما يكرهه لنفسه .

ان من احب لاخيه شرا وكرهه لنفسه انتفت عنه صفة الايمان
ومن كره لاخيه خيرا احبه لنفسه انتفت عنه صفة الايمان


ولذا فان الاية القرآنية تؤكد هذا وتعضد هذا

فالله تعالى يقول فى محكم اياته تلك الاية الشهيرة التى نحفظها جميعا ونرددها كثيرا دون ان نفهمها او نعيها ولو قرأناها فلا نعقلها .

( ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ( 6 ) ) )

هل تأملتم وانتم تقرأونها ؟
هل عرفتم من ينادى الله ؟
هل رأيتم الى من وجهه الله خطابه

ان الله تعالى يقول ( يا ايها الذين امنوا )
الخطاب لمن آمن بالله اى لمن تملك الايمان من قلبه فلا يزيغ ابدا

وكأن الله تعالى يقول ( يا ايها الذين امنوا ، ان كنتم امنتم حقا فتبينوا حينما ياتيكم خبر ، او ياتيكم فاسق بنبا ، ومن يفعل ذلك منكم فهو لم يشمله الخطاب او النداء ، لانه خرج من دائرة الايمان ) .

وهذا ليس معناه انه كفر كفرا مخرجا من الملة ، لا بل هو مسلم انتفت عنه صفة الايمان الكامل ، ومن المعلوم ان الايمان ارفع درجة .
اذ انه تخلق باخلاق الجاهلية الاولى ، ودخل فى دائرة الذين يحبون ان تشيع الفاحشة بين المؤمنين
فيقول رب العالمين
 (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ

وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )

وفى تفسير ابن كثير رحمه الله يقول

هَذَا تَأْدِيب ثَالِث لِمَنْ سَمِعَ شَيْئًا مِنْ الْكَلَام السَّيِّئ فَقَامَ بِذِهْنِهِ شَيْء مِنْهُ وَتَكَلَّمَ

فَلَا يُكْثِر مِنْهُ وَلَا يُشِيعهُ وَيُذِيعهُ 


فَقَدْ قَالَ تَعَالَى " إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيع الْفَاحِشَة فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَاب أَلِيم "

أَيْ يَخْتَارُونَ ظُهُور الْكَلَام عَنْهُمْ بِالْقَبِيحِ

" لَهُمْ عَذَاب أَلِيم فِي الدُّنْيَا" أَيْ بِالْحَدِّ وَفِي الْآخِرَة بِالْعَذَابِ الْأَلِيم "

وَاَللَّه يَعْلَم وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ "

أَيْ فَرُدُّوا الْأُمُور إِلَيْهِ تَرْشُدُوا

وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن بُكَيْر حَدَّثَنَا مَيْمُون بْن مُوسَى الْمَرَئِيّ

حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَبَّاد الْمَخْزُومِيّ عَنْ ثَوْبَان

عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ

" لَا تُؤْذُوا عِبَاد اللَّه وَلَا تُعَيِّرُوهُمْ وَلَا تَطْلُبُوا عَوْرَاتهمْ

فَإِنَّهُ مَنْ طَلَبَ عَوْرَة أَخِيهِ الْمُسْلِم طَلَبَ اللَّه عَوْرَته حَتَّى يَفْضَحهُ فِي بَيْته " .

ثم أقرأو هذا الحديث الخطير

رُوِيَ مِنْ حَدِيث أَبِي الدَّرْدَاء أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :

( أَيّمَا رَجُل شَدَّ عَضُد اِمْرِئٍ مِنْ النَّاس فِي خُصُومَة لَا عِلْم لَهُ بِهَا فَهُوَ فِي سَخَط اللَّه

حَتَّى يَنْزِع عَنْهَا .

وَأَيّمَا رَجُل قَالَ بِشَفَاعَتِهِ دُون حَدّ مِنْ حُدُود اللَّه أَنْ يُقَام فَقَدْ عَانَدَ اللَّه حَقًّا وَأَقْدَمَ عَلَى

سَخَطه وَعَلَيْهِ لَعْنَة اللَّه تَتَابَع إِلَى يَوْم الْقِيَامَة .

وَأَيّمَا رَجُل أَشَاعَ عَلَى رَجُل مُسْلِم كَلِمَة وَهُوَ مِنْهَا بَرِيء يَرَى أَنْ يَشِينهُ بِهَا فِي الدُّنْيَا

كَانَ حَقًّا عَلَى اللَّه تَعَالَى أَنْ يَرْمِيه بِهَا فِي النَّار - ثُمَّ تَلَا مِصْدَاقه مِنْ كِتَاب اللَّه تَعَالَى :

" إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيع الْفَاحِشَة فِي الَّذِينَ آمَنُوا " الْآيَة .



وهؤلاء على النقيض تماما من قوله تعالى

{ إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون }

ان من مقتضيات الاستقامة ان يمتثل لامر الله تعالى وان ينتهى عما نهى عنه

الا ان هناك من المجرومون الذين بالغوا فى اجرامهم وعتوهم وظنوا انهم سينجون بافعالهم من عقاب الله تعالى وانتقامه منهم
نسيوا ان الله ذو بأس شديد

بلغ بهم الاجرام حده ان يروجوا الاشاعات بحق الشرفاء ثم عندما وجدوا انفسهم سيفضحون بافعالهم قرروا ان يطمسوا الحق ، وان يتصدوا لاى محاولة تساعد على ظهور الحق ، بل عندما وجدوا ان امرهم سيفضح لانه لاتوجد ادلة قرروا ان يقوموا بتاييد اكاذيبهم وظنونهم القبيحة ببعض الاكاذيب الاخرى وفبركة الاحداث مستغلين ان من يروجوا الاشعات بينهم وينشرون اكاذيبهم بينهم غير مطلعين على بواطن الامور ولا على سير الاحداث وليس لهم علم من قريب او من بعيد بصحة اوقالهم وما ساقوه عليهم .


.
.

وختاما

.
.
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة أعاذك الله من إمارة السفهاء قال وما إمارة السفهاء قال أمراء يكونون بعدي لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا مني ولست منهم ولا يردون على حوضي ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وسيردون على حوضييا كعب بن عجرة الصيام جنة والصدقة تطفىء الخطيئة والصلاة قربان أو قال برهانيا كعب بن عجرة الناس غاديان فمبتاع نفسه فمعتقها وبائع نفسه فموبقها رواه أحمد واللفظ له والبزار ورواتهما

وهذا الحديث ورد فى جملة احدايث اشراط الساعة
والرسول يفضح فيه صفة السفهاء ومن يصدقهم ويعينهم على سفاهاتهم وظلمهم للناس
وخطورة ذلك وموقف الرسول من هذا .
.
.
.
دمتم سالمين فى رعاية الله

الأحد، يونيو 05، 2011

وبدأ العد التنازلى لاحتلال ليبيا

ها هى الايام تثبت ما قررته منذ سنوات .
وما اعدت تقريره منذ شهور .

حذرت مرارا وتكرارا من ان الوضع الليبى مختلف تماما عن اى وضع اخر لاى بلد عربى اخر ، وان ليبيا لها خصوصية قائمة بذاتها ولايصح لليبيين القياس على ما حدث فى تونس او مصر ، فهذا الخطأ الاستراتيجى لن تغفره الاجيال القادمة للثوار الليبيين
صحيح ان القذافى طاغية ونرجوا ان نتخلص منه ومن نظامة .
الا انه لابد من اعمال العقل وتغليب المصلحة العامة للمسلمين .

الحكم الشرعى واضح وصريح ولا يقبل التأويل على الاطلاق

( لا يجوز باى حال من الاحوال الاستعانة بالكفار فى حرب المسلمين على المسلمين )

ان الغرب لم ياتى الى ليبيا لتحريرها من نظام القذافى بقدر ما تريد الى اخضاعها بقيود الييبرالية وضمان السيطرة على رابع اكبر احتياطى نفطى فى العالم ، والاهم هو السيطرة على موقع استراتيجى هام للغاية بالنسبة للقارة الاوروبية والولايات المتحدة التى تسعى سعيا دؤوبا منذ العام 2008 فى التغلغل داخل القارة الافريقية لايجاد مناطق نفوذ جديدة تسمح لها بالسيطرة الاستراتيجة واللوجوستية الكاملة ، ولهذا الغرض خصيصا قامت الادارة الامريكية فى عهد بوش الابن باعادة تقسيم مناطق الادارة العسكرية لقواتها حول العالم وما استتبعه من اعادة انتشار لقواتها حسب ما فرضته عليها متغيرات الواقع . والجميع يعلم تماما ان ليبيا التى تطل على البحر المتوسط بسواحل تزيد عن الالفى كيلوا متر فى قبالة اوروبا متاخمة لدول الشرق الاوسط تلك المنطقى الاكثر سخونة وحساسية وتعقيدا فى العالم باسرة .

وهناك فرنسا التى تحاول جاهدة استعادة مجدها فى القارة السمراء عن طريق تنامى التواجد الاقتصادى فى ظل ادارة ساركوزى وتقديمها للمساعدات الاقتصادية للعديد من دول القارة التى كانت مستعمرات فرنسية فى السابق مثل مالى والسنغال وتشاد وجمهورية افريقيا الوسطى والتى تعبترها فرنسا وغيرها من مستعمراتها السابقة منطقة نفوذ لا يجوز لاحد الاقتراب منها ، وتدخل فرنسا مع الولايات المتحدة صراعا خفيا منذ اربعة اعوام كاملة تحاول كلا منهما تكثيف التواجد على كافة الاصعدة وفى شتى المجالات فى القارة السمراء ، فنجد ان الولايات المتحدة ابرمت اتفاقيات عسكرية مع رواندا ومع اوغندا بخلاف تقديمها لمنح دراسية مختلفة للعديد من الدول الافريقية وتقديمها للمساعدات العسكرية لاثيوبيا التى دخلت قواتها الى الصومال لاسقاط نظام المحاكم الاسلامية هناك بايعاز من الولايات المتحدة الامريكية .

ان ليبيا ليست بعيدة عن كل هذه الاحداث بل هى فى قلبها لما تتمتع به من موقع استراتيجى ممتاز ومقدرات نفطية هائلة بخلاف الاحتياطى الليبى من السليكون والثروة التعدينية .
ويضاف الى هذا كون ليبيا دولة ذات اغلبية مسلمة وتدين بالدين الاسلامى

والنية مبته منذ عقود طويلة الا ان الذريعة هى ما كان يفتقدها الغرب .

هم بدأوا احتلالهم لليبيا بالفعل منذ انطلاق ثورة 17 فبراير وبدات خطواتهم بمنتهى المكر لخداع العالم باسرة وايهامه بانهم ما جاءو الى هنا الا ليسقطوا نظام القذافى .
لو كانوا صادقين فى ادعائهم لكانوا اسقطوه فى غضون ايام قلائل ثم لعادوا ادراجهم الى حيث اتوا .
الا انهم يريدون ان تنهك قوى الثوار وان تسمر معاركهم مع كتائب القذافى لاطول امد ممكن حتى يحدث التدمير المطلوب فى البنى التحتية الليبية وحتى لايستطيع الثوار ( مع ضعفهم وانهاكمهم ) ان يطالبوا بعودتهم الى بلادهم مرة اخرى ، وبذلك يتذرعون بان عليهم البقاء حتى يتم اعادة اعمار ليبيا من جديد .
تلك الذريعة المفضوحة التى صدعوا بها رؤوسنا خلال السنوات العشر المنصرمة .

انها سياسة الخبثاء ، سياسة المخربين والمفسدين فى الارض .
انا اتسال كيف يفرح مسلم ( لو كان حقا مسلما ) بان تحتل بلاده من جانب الكفار الذين لا يدينون بالاسلام بذريعة اسقاط حاكم مسلم ؟
كيف يقبل مسلم الاستعانه فى حربه على المسلمين من بنى ديانته بالكفار ليشمتهم فينا ؟
كيف يقبل مسلم ان يتخذ الكافرين اولياء من دون المؤمنين وقد نهانا الله عن ذلك واخبر ان من يفعل ذلك فهو منهم .

قال تعالى فى محكم اياته

{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [سورة الحجرات: 9].

فالله تعالى اقر المبدأ الذى نتعامل على اساسه فى مثل الحالة الليبية .
هناك فئتين من المسلمين يقتتلون ، فكان الواجب المحتم الذى شرع بامر الهى ان يقوم المسلمون بالاصلاح بينهما عن طريق بحث المشكلة وتهدئة الاوضاع بينهما وتقريب وجهات النظر وطرح حلول وحلول بديلة ، واذا بغت احداهما على الاخرى فالامر الالهى موجهه لمسلمين وليس لغير المسلمين بان نقاتل التى تبغى حتى تفىء الى امر الله ، ذلك لانها قضية مسلمين فيما بينهم ، فلا يجوز السماح بتدخل الكفار حتى لو لم تكن لديهم مطامع ( وهذا مستحيل ) لان اقل الايمان انهم يشمتون فى دين الله .

ثم انه علينا كما امرنا رسولنا الكريم بتحقيق اخف الضررين .
فهل بقاء القذافى خير ام احتلال ليبيا خير ؟؟

اذا احتج احدهم بان القذافى ظالم ومستبد
قلنا ان ظلم مسلم خير من ظلم كافر
اذا قالوا ان القذافى لا يقيم شرع الله فى الارض
قلنا ان الثوار لم ينادو باقامة شرع الله فى الارض ولم يلمحوا مجد التلميح باقامة دولة اسلامية فى ليبيا تطبق الشريعة الاسلامية .
بل ان الثوار ربما ينادون بتطبيق ما هو اسوأ من نظام القذافى الشمولى .
انهم ينادون بالليبرالية الفاسدة .

اذا قاولا ان القذافى قتل ابرياء ولوث يده بدم ابناء شعبه
فالثوار فعلوا ذلك حينما اتوا بالكفار ليستنصرو بهم على اخوانهم فى الاسلام فقتلوا ابرياء مدنيين فى هجماتهم بطائراتهم الحربية .

ثم ان القاعدة الفقيهة التى تنبع من مبدأ الولاء والبراء

( ان درء المفسدة خير من جلب المصلحة)
.
فهل فى احتلال ليبيا مصلحة ام مفسدة ؟؟

هل فى استمرار المعارك على هذا النحو الذى يهدر المليارات ويحقق الخسائر الضخمة للاقتصاد الليبى مما يعرضه للانهيار وبالتالى يسهل على الغرب السيطرة على منابع النفط الليبى فى مقابل اعادة اصلاح الاقتصاد الليبى واعمار ليبيا هل فى هذا مصلحة ام مفسدة ؟؟

طالبت منذ شهرين كاملين بان الثوار اليبيين اما خيارين لا ثالث لهم شريطة ان ينفذوا احدهم فى خلال اسبوعين فقط وقد انتهت
الاول ان يكثفوا هجماتهم بشكل كبير حتى يتمكنوا من القضاء على نظام القذافى سريعا حتى تنهار ذرائع الغرب فى القدوم الى ليبيا .
الثانى : ان لم يتمكنوا من ذلك فعليهم ( وبدافع تغليب المصلحة العامة للامة ) انطلاقا من حبهم لبلدهم ان كانوا صادقين ان يجهضوا ثورتهم بانفسهم ولا يشمتوا الكفار فى دين الله ، ولا يعرضوا بلدهم الى هذا الخراب .

سالت الله كثيرا ان ياخذ القذافى اخذ عزيز مقتدر وان ينتقم منه وان يساعد اخواننا فى ليبيا على التخلص منه فى اسرع ةقت
لكم تمنيت ان استيقظ فى احد الايام لاسمع خبر تنحيه ، فالامر خطير وليس بالهين .

ولكن ان كان عنيدا لهذه الدرجة ، فعلينا ان نحكم شرع الله ففيه الخلاص لما نحن فيه .


شرع الله تعالى الخروج على الحاكم الظالم الطاغية فى حالة ان نأمن الفتنة . فى حالة ان نأمن عدم حوث ضرر اكبر من بقاءه .

فهل ما يحدث الان من تدمير لليبيا وتعرضها للاحتلال خير للمسلمين فى كل انحاء العالم .

الم يكفينا ما حدث للعراق والصومال وافغانستان والشيشان والبوسنة وغيرهم ومؤخرا السودان التى قسموها ولا يزالون يقسموها ويسعون الى بقاءها دولة متخلفة يجهضون كل محاولتها لان تنفض عن نفسها غبار الجهل والفقر والتخلف ..

أسأل الله تعالى ان يلهمنا الصبر والاحتساب وان ينصر دينه والا يملك امرنا لمن لا يرحمنا ولا يقيم العدل بيننا انه ولى ذلك والقادر عليه .



دمتم سالمين