الأربعاء، مارس 04، 2009

مشاكل الغازات والانتفاخات ..فى الميزان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوانى الاعزاء ... اخواتى الفضليات , كلنا نعانىمن بعض الغازات بين الحين والاخر , ويتخلص الجسم من هذه الغازات اما بالتجشوء او باخراجها على هيئة ريح يخرج من فتحة الشرج ويعتقد البعض ان لديهم كميات اكبر من الغازات.
فى حين ان كميات الغاز لديهم تكون فى حدود المعدلات الطبيعية, حيث ينتج جسم الانسان ما يقارب من
(0.568 الى 1.704 ) سنتيمترفى اليوم الواحد , ويخرج ريحا يقارب الاربعة عشر مرة يوميا
.......................................................................
وأشهر أعراض الإصابة بالغازات هي التجشؤ والانتفاخات المعوية والمغص. ولكن قد لا يشعر كل الأشخاص بنفس الأعراض، فالأمر يعتمد على كمية الغاز المنتجة ومدى تحمل الشخص لوجود غازات في أمعاءه. ولا تعد الإصابة بالغازات وأعراضها مرضا مزمنا إلا في حالات نادرة. أو عند إنتاج الغاز بكميات كبيرة أو كمضاعفات في بعض الأمراض.
وتتكون الغازات المعوية من ثاني أكسيد الكربون والأكسجين والنيتروجين والهيدروجين، وفي بعض الأحيان الميثان. وفي الأساس يكون هذا الخليط الغازي عديم الرائحة، ولكن تأتي رائحته الغير مستحبة بسبب بكتيريا الأمعاء الغليظة التي تنتج كميات صغيرة من غاز الكبريت الذي يتحد مع الهيدروجين مكوناً غاز كبريتيد الهيدروجين ذو الرائحة الكريهة.
وعلى الرغم من أن وجود الغازات في أمعائنا أمر طبيعي وشائع للغاية ونصاب به جميعا، إلا أنه قد يكون غير مريح ومحرج أيضا في بعض الأحيان. وفهم الأسباب وطرق تخفيف الأعراض والعلاج سيساعد معظم الناس ويخفف عنهم.
إن "بلع الهواء" يعتبر أحد أكثر الأسباب شيوعا للإصابة بالغازات في المعدة. ويفعل الجميع ذلك دون أن ينتبهوا لذلك وهم يتناولون الطعام والشراب. ويعتبر الأكل بسرعة، ومضغ العلكة (اللبان)، والتدخين من العوامل التي تزيد من عملية بلع الهواء هذه.
وتحاول المعدة جاهدة أن تساهم في تقليل الغازات بأن تقوم بطرد معظم الهواء الذي تم بلعه عن طريق التجشؤ. أما ما يتبقى، فيعبر المعدة إلى الأمعاء الصغيرة، حيث يمتص جزئيا هناك. وتبقى بعد ذلك كميات صغيرة يتم إخراجها من الأمعاء الغليظة.
قد لا يستطيع الجسم هضم وامتصاص بعض الكربوهيدرات مثل السكريات والنشويات والألياف الموجودة في الكثير من الأطعمة، بسبب نقص أو غياب إنزيمات معينة. هذا الطعام الذي لم يهضم يكسر في الأمعاء الغليظة بواسطة بعض البكتيريا المسالمة. مما ينتج عنه غاز الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون، وعند ثلث الناس تقريبا الميثان. وفي النهاية تخرج كل هذه الغازات من القولون.
الأشخاص الذين ينتجون غاز الميثان في أمعائهم لا يخرجون ريحا بالضرورة ولا يظهر عليهم أعراض معينة. ولكنهم يخرجون برازا يطفو على سطح الماء باستمرار. ولم تتوصل الأبحاث إلى السبب الذي يجعل بعض الأشخاص ينتجون الميثان دون البعض الآخر.
الأطعمة التي تؤدي إلى تكون غازات عند شخص ما، لا تكون بالضرورة غازات عند آخر. هذا لأن بعض البكتيريا في الأمعاء الغليظة يمكنها تكسير غاز الهيدروجين المنتج من البكتيريا الأخرى. ومدى التوازن بين هذين النوعين من البكتيريا هو الذي يفسر لماذا يعاني بعض الناس من الغازات أكثر من البعض الآخر.
هذا بالإضافة إلى أن العادات الغذائية تؤثر أيضا بشكل مباشر على كمية الغازات الناتجة. فالكربوهيدرات تنتج غازات أكثر عند هضمها مما تنتجها البروتينات والدهون مثلا.
............................................
وفيما يلي سنتناول بعض الأطعمة المسببة للغازات:
أ- السكريات: تشير الأبحاث بأصابع الاتهام إلى سكر الرافينوز واللاكتوز والفراكتوز والسوربيتول وتعتبرها سببا رئيسيا وراء تكون الغازات.
الرافينوز "Raffinose" يحتوي الفول والفاصوليا واللوبيا والبقوليات عموما على كميات كبيرة من هذا السكر المركب. كما أنه يوجد أيضا -ولكن بكميات أقل- في الكرنب والبروكلي والهليون والقمح والحبوب الكاملة غير المقشرة.
اللاكتوز "Lactose" اسم هذا السكر مشتق من الحليب. واللاكتوز أو سكر الحليب -كما يدل اسمه- يوجد بوفرة في الحليب ومشتقاته ومنتجات الألبان كالزبادي والجبن والآيس كريم وخلافه. كما أن بعض الأغذية المصنوعة كالخبز ورقائق الذرة مثلا تعتبر غنية باللاكتوز.
والعديد من الناس، خاصة من ينحدرون من أصول آسيوية أو أفريقية أو أمريكية أصيلة يعانون بطبيعتهم من انخفاض مستويات إنزيم اللاكتيز المسئول عن تكسير سكر اللاكتوز ومن ثم هضمه. كما أن هذا الإنزيم يقل تدريجيا مع التقدم في العمر.
وكنتيجة لكل ما سبق، فإن العديد من الناس يشعرون بتزايد في الغازات بعد تناول أطعمة محتوية على سكر اللاكتوز.
الفراكتوز "Fructose" ويوجد في الخرشوف والبصل والكمثرى والقمح. ويستعمل الفراكتوز كمادة للتحلية في بعض المشروبات والعصائر.
السوربيتول "Sorbitol" سكر السوربيتول موجود في الطبيعة في الفواكه، بما في ذلك التفاح والكمثرى والخوخ والبرقوق. يستعمل مرضى السكري هذا السوربيتول للتحلية بدلا من الجلوكوز، والعديد من الأطعمة المخصصة لمرضي السكر تكون محضرة باستخدام السوربيتول. كذلك الحلوى والعلكة الخالية من السكر.
ب- النشويات: إذا أردنا أن نضع قاعدة، فستقرر أن النشويات تسبب الغازات. فأغلب النشويات كالبطاطس والذرة والمكرونة والقمح تنتج الغازات المعوية عندما يتم تكسيرها وهضمها في الأمعاء الغليظة .
ويستثنى الأرز من القاعدة على اعتبار أنه الوحيد من بين النشويات الذي لا يسبب الغازات.
ج- الألياف: العديد من الأغذية تحتوي على ألياف، سواء أكانت قابلة للذوبان أم لا. أما الألياف القابلة للذوبان، فهي تذوب بسهولة في الماء وتأخذ شكلا لينا مشابها للجيلي. ويوجد هذا النوع من الألياف في نخالة الشوفان والفول والبازلاء ومعظم الفواكه. ولا تكسر الألياف السائلة إلا عندما تصل إلى الأمعاء الغليظة، حيث يسبب هضمها الغازات.
وعلى الجانب الآخر، تمر الألياف غير القابلة للذوبان عبر الجهاز الهضمي بدون تغير يذكر. ولذلك فهي تنتج القليل من الغازات. وتوجد هذه الأنواع من الألياف نخالة القمح وبعض الخضروات.
وبعد أن استعرضنا المسببات، فلنستعرض سويا العلاجات. أكثر الطرق شيوعا لتقليل الإزعاج الناتج عن كثرة الغازات والانتفاخ هي تغيير العادات الغذائية وتناول الأدوية و بعض الأعشاب وتقليل كمية الهواء المبلوع قدر الإمكان. والعديد من الأدوية التي لا تستلزم وصفات طبية لصرفها متوفرة لعلاج الأعراض الناشئة عن زيادة الغازات. بما في ذلك مضادات الحموضة المحتوية على مستحضر السايميثاكون، والفحم المنشط الذي يعمل على تقليل الغازات فيزيائيا من خلال عملية الإمتصاص.
بالإضافة إلى مركبات الإنزيمات الهاضمة التي تساعد بصورة كبيرة على هضم النشويات والكربوهيدرات وتسمح للناس بتناول الأطعمة التي تسبب لهم غازات عادة.
وإنزيم اللاكتيز الذي ذكرناه من قبل متوفر على صورة أقراص وشراب. وبإضافة بعض قطرات من اللاكتيز السائل على كوب الحليب قبل شربه، أو مضغ قرص من الإنزيم قبل الطعام يساعد كثيرا على هضم اللاكتوز وعدم تكون غازات. كما أن الأدوية التي تحتوي على محلول "ألفا جالاكتوسيداز"، وهو إنزيم ينقص الجسم لهضم السكريات الموجودة في الفول والبقول التي كانت لا تُهضم أصلا وتسبب الغازات.
وفي النهاية أود أن أضيف أن الطهي الجيد للطعام، خاصة البقول كالفول والبازلاء، يقلل الغازات المعوية والانتفاخات بشكل ملحوظ.
والسلام ختام

السلفيون ومأساة غزة.. تطور يراوح مكانه! >>على عبد العال

تباينت وسائل التعبير عن غضبة أصحاب المنهج السلفي، مما يتعرض له المستضعفون من أهل غزة، ولعل مرجع هذا التباين إلى عدد من الأسباب، أهمها: الظروف السياسية التي تحكم الأوضاع في كل قطر عربي، وموقف السلفيين من المشاركة السياسية، والضوابط الشرعية الحاكمة التي يلتزمها السلفيون تجاه بعض وسائل التعبير.فقد لوحظ تنوع إن لم يكن تباينا واضحا بين ردود الفعل السلفية التي اختلفت من بلد عربي لآخر، مما عكس تعددا في المدارس السلفية بالعالم العربي، وربما تعدد داخل المدرسة الواحدة، لكنه تعدد ظل وقفا على الوسائل والآليات ولم يتخطها إلى بنية الخطاب السلفي.
....................................................
سلفيو مصر.. الخطابة في الصدارة
ففي مصر، وبينما نظم الإخوان المسلمون مظاهرات حاشدة في معظم المدن تقريباً لم يتجاوز السلفيون وسائلهم المعروفة في الدعوة والتعبير عن مواقفهم كالمحاضرات والخطب في المساجد، فضلا عن المقالات التي كتبها كبار شيوخهم ونشرتها مواقع إلكترونية قريبة منهم، إلى جانب بعض المطويات والملصقات.
وبأقلام عدد من شيوخ ورموز السلفية في مصر نشرت مجموعة من المقالات التي تناولت العدوان وما ينبغي تجاهه، وقد تنوعت بشكل لافت وجاءت جريئة في بعض الأحيان، ففي مقاله "الهجوم على غزة" هاجم الشيخ سعيد عبد العظيم المبررين للعدوان، معتبراً أنه: "لا يتعاون مع الكفرة الفجرة على إبادة المسلمين وحصارهم وإضعافهم إلا من كان على شاكلتهم ممن أسلم قياده لشياطين الإنس والجن، وباع دينه بدنيا غيره، وصار أداة طيـِّعة لأعداء الإسلام والمسلمين"، وهو ما قد يفهم على كونه ردا غير مباشر على من يتهمون السلفيين بالسكوت على مواقف الحكام وتوجهات الأنظمة السياسية المتخاذلة، بل والمناقضة لمقتضيات الأخوة الإسلامية.
وخاطب الشيخ ياسر برهامي حكام العرب مباشرة بالقول: "اتقوا الله فيما في أيديكم من أمانات، واتقوا الله في أرواح المسلمين التي تُزهق كل ساعة جوعا ومرضا وحبسا وفقرا وضعفا.. اتقوا الله واصنعوا شيئا فبأيدكم إمكانات لو اجتمعتم وأحسنتم استغلالها لأثَّرتم في العالم". ففي مقاله "أحداث غزة وحقيقة الأعداء" يشير برهامي إلى أن أحداث حصار غزة فضحت "ما يسمونه "بالشرعية الدولية"، وشعارات "حقوق الإنسان"، و"الديمقراطية"، و"حرية الشعوب"، فضيحة لا تدع لعاقل شبهة في أن هذه الشعارات ليست إلا أصنام عجوة حين جاع الغرب الحاقد أكلها".
ركز السلفيون كثيرا في كتاباتهم على كون الهجوم الإسرائيلي على غزة بدأ يوم السبت، "وهو اليوم الذي يمتنع اليهود عن العمل فيه"، بحسب الشيخ سعيد عبد العظيم، ولكن يبدو أن شهوة اليهود لدماء المسلمين "يُستباح لها كل اعتبار، وتتقدم في تحليل الحرام".وحول القضية ذاتها أفرد الشيخ عبد المنعم الشحات مقاله "غارات السبت من أصحاب السبت"، واعتبر فيها أن قصة أصحاب السبت تلخص السمات النفسية لليهود: التمرد على أمر الله، والحرص على الحياة، والتظاهر على المنكر، والاحتيال على أمر الله فضلا عن البَشَر؛ إذ "ظل اليهود كلهم أصحابا للسبت عبر العصور، يلزمون الدنيا بأسرها أن تغلق يوم السبت -لاسيما البنوك الربوية- بينما لا يتركون هم في دولتهم اللقيطة التنزه والتسوق"!.
كما نظم الدعاة السلفيون عددا كبيرا من المحاضرات والخطب من أجل إيقاظ النفوس، تنوعت في عناوينها فشملت كافة أطراف وتفاصيل الأزمة: "آلام غزة"، "واجبنا تجاه غزة" لياسر برهامي، و"محرقة غزة وجهاد الدفع" لسعيد عبد العظيم، و"نصيحة وتحليل لما يحدث في غزة" لأحمد النقيب، و"حول الانقسام الفلسطيني" لسعيد عبد العظيم، و"غزة لن تنكسر" لأبي إسحاق الحويني، "بشائر وأمل" للشيخ سعيد الروبي، "غزة وطريق النصر" لأحمد فريد، وكلهم رموز سلفية مصرية معروفة تحظى بكثير من القبول لدى السلفيين والإسلاميين بشكل عام.كما كان الشيخ أبو إسحاق الحويني من بين 40 داعية إسلاميا مصريا أصدروا بيانا طالب بنصرة المقاومين، وفيه طالب الشعب المصري والعالم الإسلامي بالقيام بـ"واجبهم الشرعي الذي يفرضه الإسلام"، وهو الجهاد في سبيل الله، وتقديم العون المادي للشعب الفلسطيني، وإعلان المقاطعة الاقتصادية والسياسية والثقافية لإسرائيل ومن يساندها.
وقد طرأ تحول لافت على الفضائيات السلفية، التي طالما كانت تكتفي بالجانب الوعظي، إذ تفاعلت قنوات "الناس" و"الرحمة" مع الحدث فبثت عددا من اللقطات المؤثرة من المأساة، وأذاعت عددا من الأناشيد الحماسية التي يدعو بعضها للجهاد، وزادت في عدد البرامج التي تتناول مأساة غزة بما فيها برامج الأطفال.
وحيث يبدو أن الخطاب السلفي الذي يستحضر العداء الأزلي بين اليهود والمسلمين قد أثار انتباه، بل وانزعاج دوائر صهيونية، فاتهم معهد الشرق الأوسط للأبحاث (ميمري) المعني بمراقبة الإعلام العربي والإسلامي الداعية السلفي المصري محمد حسان وآخرين من بينهم صلاح سلطان وصفوت حجازي، بالتحريض على قتل اليهود وكراهية الولايات المتحدة، بعد أحاديث متلفزة، تناولوا فيها العدوان الإسرائيلي. وبث المعهد الأمريكي على موقعه على الإنترنت مقاطع فيديو لبرامج بثتها "الرحمة" و"الناس" ونصوصا مترجمة لأحاديث وحوارات مأخوذة من القناتين تتكلم عن الإرهاب اليهودي، وكراهية اليهود وعدائهم للإسلام.
.............................................................
السلفية السعودية.. البيانات المشتركة
وفي السعودية التي تفرض السلطات فيها حظراً على المظاهرات اختار السلفيون -إلى جانب الخطب والمحاضرات- إصدار البيانات الموقعة بأسماء عدد كبير من كبار دعاتهم وشيوخهم، وتحت عنوان "مجزرة غزة"، أصدر عدد من الدعاة والمفكرين السلفيين تجاوز عددهم 66 داعية ومفكراً بياناً اعتبروا أن ما يحدث بغزة "لا يجوز للمسلمين السكوت عنه وخذلان إخوانهم"، معتبرين أنه لا يكفي في النصرة مجرد الشجب والاستنكار، بل "لابد من أفعال تبرهن على صدق المناصرة؛ ومن ذلك: فتح الحكومة المصرية لمعبر رفح بصفة دائمة"، معتبرين أن إغلاقه سيكون من الخذلان وتحقيقا لأهداف العدو.
وكان من بين الموقعين: الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك، والشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحي، ود.عبد الله بن حمود التويجري، ود.عبد الله الدويش، وفيصل بن عبد الله الفوزان، ود.محمد بن سعيد القحطاني، وسليمان بن عبد الله الماجد، وهم جميعا قضاة ومفكرون ودعاة وأكاديميون ينتمون إلى التيار السلفي، إلى جانب انفتاحهم على المكونات الدعوية والفكرية الإسلامية الأخرى في المملكة، من إخوان ومستقلين.
بجانب ذلك برزت أنشطة أخرى قام بها دعاة سلفيون وعلماء من ذوي الشهرة، أبرزهم الشيخ سلمان العودة -المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم"- الذي تنوعت الأنشطة التي تفاعل بها مع الأحداث، فإلى جانب البيانات شارك العودة في عدد من اللقاءات المتلفزة تناول عبرها القضية وواجب المسلمين تجاهها، فضلا عن مبادرته مع الشيخ يوسف القرضاوي من خلال "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" للقيام بجولة تشمل عددا من الدول العربية الرئيسة لوقف العدوان ورفع الحصار.
وفي نداء توجه به إلى الرؤساء والملوك العرب وفي مقدمتهم العاهل السعودي والرئيس المصري، قال العودة: إنه لا يُعذر أحد في التخلي عن غزه والوقوف موقف المتفرج، موضحا أن فلسطين هي معركة المسلمين الفاصلة حتى قيام الساعة، ومؤكدا أن العالم العربي مشترك في الحصار من حيث يريد أو لا يريد؛ لأن مجرد التجاهل والصمت يعد مشاركة غير مباشرة.
ومن بين أبرز الدعاة السلفيين السعوديين الذين عرفوا بتحركاتهم ونشاطهم من أجل نصرة أهل غزة، الشيخ الدكتور ناصر سليمان العمر -المشرف العام على موقع "المسلم"- الذي تميز بدفاعه عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس" كحركة جهادية تعمل من أجل تحرير أراضي المسلمين المغتصبة فضلا عن المقدسات الإسلامية، وفي محاضرة له بعنوان "غزة ألم وأمل" اعتبر العمر: "أن هؤلاء المجاهدين كانوا وما زالوا من أشد الناس انضباطا، وحرصا على ألا ينتقل الصراع ليكون مع دول الجوار، بخلاف شأن بعض المنظمات العلمانية، التي أساءت لفلسطين، بل باعوا قضيتها بأبخس الأثمان"، كما اتهم من يلاحق المقاومة ويمالئها العداء بالخيانة.
...........................................................
سلفية الكويت.. مظاهرات وتحرك سياسي
وكان السلفيون الكويتيون الأكثر تفرداً بين التيارات السلفية، فقد نظموا مظاهرات حاشدة نزلت الشارع تنديداً بالعدوان الإسرائيلي، وقد فاجأ النائب السلفي وليد الطبطبائي المتظاهرين برفع حذائه منتقداً رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، في حين رفع عقاله احتراماً وتقديراً لدور رئيس حكومة حماس إسماعيل هنية.وقال الطبطبائي : "إن أمريكا والأنظمة العربية الحاكمة وعلى رأسها سلطة عباس تتقاسم المسئولية عن العدوان الوحشي (...) وإن آلة القتل الإسرائيلية لم تكن لتقدم على ذلك لولا الضوء الأخضر" من هذه الجهات.


البرلماني السلفي وليد الطبطبائي رافعاً حذائهوذهب النواب السلفيون في البرلمان الكويتي أبعد من ذلك حين تقدموا بمشروع قانون يحظر كل أشكال التعامل مع "العدو الصهيوني"، كما يحظر على جميع الجهات الحكومية والخاصة، والأفراد والأشخاص الطبيعيين والاعتباريين عقد أي اتفاقيات أو بروتوكولات أو لقاءات، أيا كانت طبيعتها مع الكيان الصهيوني.كما طالب الأمين السابق للحركة السلفية الشيخ حامد العلي بفتح مكتب سياسي لحركة المقاومة الإسلامية في الكويت على الفور ودون مقدمات، وجاء ذلك ضمن عدد من الأنشطة التي تتوافق مع الأوضاع السائدة في الكويت كبلد يحظى فيه السلفيون بوجود سياسي معترف به، وتمثيل كبير بالبرلمان ومشاركة في الفعاليات العامة، وهو وجود غير متحقق لدى السلفيين في معظم البلدان العربية والإسلامية تقريبا.
............................................................
سلفية الجزائر.. الدعوة للجهاد
وبالاتجاه غربا، نجد صوتا أعلى للسلفيين الجزائريين جاء أشد لهجة حين طالب عدد من أقطابهم بفتح أبواب الجهاد أمام الجماهير المتعطشة لرد بيت المقدس والأقصى الشريف من أيدي العدوان الصهيوصليبي؛ حيث قال الشيخ عبد الفتاح زيراوي إنه: "لا يعقل أن يتفرج المسلمون في بقاع العالم وفي الجزائر، خصوصا على إخوانهم في غزة وهم يذبحون"، مؤكدا أن موقف علماء السلفية في العالم لا خلاف فيه، حول الدعوة إلى الجهاد، وإحياء هذه الفريضة ضد المحتلين الصهاينة، وإنه من الواجبات التي لا يختلف رأيهم في المشرق عن نظرائهم في الدول المغاربية.
ولم ينس السلفيون الجزائريون أن يذكروا بالأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعانيها سكان القطاع في ظل العدوان والحصار المطبق؛ حيث قال الشيخ زيراوي: إنه "لا يعقل أن يأكل إخواننا في غزة لحوم البهائم وأعلافها، ونحن ننعم في بلاد الأمن".كما اعتبر الشيخ يحيى صاري -أحد كبار الدعاة في العاصمة- أن التنديد والشجب أصبح لا يأتي بجدواه، في الوقت الذي استباحت فيه إسرائيل الأعراض والدماء، مضيفا أن هذا العدو "لا يمكن أن يكون بيننا وبينه إلا ما أمرنا به الله، وهو القتال والدفاع عن الأنفس والأعراض المعصومة".
وكان لافتا أن الشيخ صاري رفض الاقتصار في النصرة على النداءات الجماهيرية والخطابات الحماسية فقط، بل دعا إلى أن تكون تحت لواء عمل منظم.وبعد محاولته قيادة مظاهرة بنفسه عقب صلاة الجمعة انطلاقا من مسجد "الوفاء بالعهد"، والتوجه بها نحو السفارة الأمريكية في العاصمة الجزائر، اعتقلت أجهزة الأمن الشيخ علي بلحاج القيادي البارز في الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة، والذي ينظر إليه على اعتباره أحد رموز السلفية هناك.
............................
هل ثمة تطور؟
يمكن القول إن قضية غزة وما يجري فيها قد فرضت نفسها بقوة على الحالة السلفية، فأخرجتها من الركن الذي دائما ما حصرت فيه خطابها واهتماماتها، فلم تغب المأساة عن الخطاب السلفي، ولا عن فاعلياته، بل اشتبكت قطاعات واسعة منهم مع القضية، برغم أنها ظلت زمنا تتحاشى الاقتراب من أمور السياسة، وقضايا الرأي العام.
لكن وبالرغم من ذلك، بقيت بنية الخطاب السلفي تدور في نفس الفلك، فكل الكوارث والمآسي التي تعيشها الأمة سببها عقائدي هو (البعد عن دين الله) أو أخلاقي (الفساد الخلقي)، ومن ثم فالحل هو العودة إلى الله؛ وهو ما لخصته مقالة الشيخ عبد المنعم الشحات، في هذا الشأن؛ حيث كتب يقول: "إذا كان اليهود يستأسدون اليوم على هذه الفئة المستضعفة من المسلمين، فلا أقل من أن نجتمع على اليهود بدعائنا عليهم، ودعائنا لإخواننا، وقنوتنا في صلواتنا، وعودتنا إلى ربنا، فبالطاعات يُستجلَب النصر، وتُستمطَر الرحمات".
إذ ليس في الخطاب السلفي أبعد من هذا التفسير وأنجع من هذا العلاج، ولا مزيد من تفسيرات لأزمة المجتمعات العربية والإسلامية من التسلط، والاستبداد، والفساد السياسي والأخلاقي، والخضوع للهيمنة الغربية!.. وفي ذلك يذهب بعض المنتقدين إلى أن الخطاب السلفي يخلو من الرؤية للتعامل مع الواقع وتعقيداته، فضلا عن السعي لبناء إستراتيجية لإصلاحه. وانسجاما مع هذا يمتنع التيار الغالب بين السلفيين عن المشاركة في الاحتجاجات والمظاهرات، كما يتجلى بوضوح في الحالة المصرية، ومبررهم في ذلك ما يسوقه الشيخ ياسر برهامي: من "أن هذه الوسائل يختلط فيها الحابل بالنابل، ويحرك الدهماء فيها من لا يرتضيه الإسلاميون (..) ويدخل فيها أهل الإفساد والغصب والسرقة، ويهتف فيها أهل الزندقة والنفاق بالشعارات المنكرة التي ينساق وراءها الناس، تحت ضغط العاطفة وسلطان الجماهير الحاشدة، التي لا تنضبط بضوابط الشرع"؛ حيث يقاطع السلفيون التظاهرات والاحتجاجات دون أن يقدموا بديلا عنها، إلا انتظار تغيير الواقع بالعودة الصادقة للإسلام.
وإذا كانت المظاهرات والاحتجاجات وما فيها من "صراخ وهياج" ليست الحل الأمثل عند السلفيين، فإن الدعوة للجهاد ليست بالسهولة، على الرغم من التأكيد السلفي على أنه لا يمكن التفريط في الجهاد كفريضة، كما يوضح الشيخ سعيد عبد العظيم في محاضرته "حول اتهام السلفية بالسلبية تجاه أحداث غزة"، فالجهاد باق إلى يوم القيامة، لكن لا بد من الالتزام بضوابطه الشرعية -حسبما يقول الشيخ ياسر برهامي- والمطلوب ممن يسر الله لهم سبل الجهاد في سبيله أن يلتزموا بأحكام الشرع، وأن يلزموا غرز علماء الأمة المعتبرين، وأن يعلموا أن الجهاد إنما شرعه الله رحمة للعالمين من ظلمات الكفر والبغي، وليس وسيلة للعلو في الأرض والانتقام من الخلق.
____________________________
صحفي من أسرة إسلام أونلاين ............ منقول
تمت المراجعة بواسطة المهاجر الى الله