السبت، يوليو 26، 2008

امجاد الاخوان فى فلسطين زائفة(مهدى مصطفى /الهامى المليجى)

أبو علي شاهين الأسير‏17‏ عاما في سجون إسرائيل يروي أسرارا خطيرة‏: فى البداية اود ان اقول ان ما ستقرئه عزيزى الزائر لا يعبر عن راأى شخصى وانما هو مقال نقلتة من الهرام العربى . صحيح اننى لا انتمى للاخوان وصحيح اننى لا احب طريقتهم فى تناول القضايا ومعالجة المواقف الا اننى لم ولن اكون خصما للاخوان الافيما يتعلق بامور الشريعة الاسلامية والان اترككم مع المقال ولتحكم انت عزيزى القارىْ ولك كامل الحرية فى التعليق.
عبد العزيز شاهين‏,‏ الشهير بأبوعلي شاهين أسره جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد الدورية القيادية الفتحوية إثر نكبة عام‏1967,‏ ليلة الأول من أغسطس عام‏1967,‏ لإقامة القواعد الارتكازية المقاتلة ضد جيش الاحتلال علي جانبي خط الهدنة‏.‏ وأثناء ذلك علم بأن جيش الاحتلال قد قام بتصفية الرجال من أسرته بإطلاق النار عليهم مع بعض جيرانهم‏'‏ أكثر من عشرين رجلا وطفلا‏'.‏ وذلك علي جدار منزل أحد الجيران‏,‏ وقامت إحدي دبابات جيش الاحتلال بحفر حفرة ووضع الجثث‏,‏ ومن ثم قامت بتسوية الأرض بالجثث التي بقيت حوالي‏3‏ أسابيع لم يستطع أحد أن ينقل رفاتهم إلي المقبرة‏,‏ وبالرغم ذلك لم تسجل عليه كما اعترف النائب العسكري الإسرائيلي عام‏1984‏ في المحكمة العليا الخاصة بطرده بأنه لم يقترف أي عمل ضد المدنيين إنما ضد رجال‏'‏ الخاكي‏'‏ أي الكاكي‏,‏ والمقصود هنا توجهه ضد العسكر الإسرائيليين فقط‏.‏حاكمته المحكمة العسكرية الإسرائيلية الخاصة منفردا لمدة‏15‏ عاما‏,‏ عمل خلالها مسئولا للحركة الأسيرة في المعتقلات الصهيونية‏,‏ وقضي منها حوالي‏12‏ عاما في الزنازين الانفرادية‏,‏ حسب وثائق جمعية الصليب الأحمر الدولي‏,‏ وبعد الإفراج عنه بعشرة أسابيع وضع تحت الإقامة الجبرية لمدة‏6‏ أشهر‏,‏ أسس خلالها‏,‏ وكان الأب الروحي لحركة الشبيبة الفتحوية الفلسطينية‏,‏ وأزعج جيش الاحتلال الذي استصدر أمرا من وزير الحرب الصهيوني بنفيه إلي قرية العملاء‏'‏ الدهانية‏'‏ تحت الحراسة العسكرية المشددة‏,‏ ومن ثم أبعد عام‏1985‏ إلي لبنان‏,‏ وانتقل إلي الأردن‏,‏ وعمل مقربا من أمير الشهداء أبو جهاد‏'‏ خليل الوزير‏'.‏ واعتقل في الأردن لأشهر في العزل الانفرادي‏,‏ وأطلق سراحه ونقل إلي العراق‏,‏ حيث اختاره الشهيد أبو عمار للعمل في الساحة اللبنانية‏..‏ أمينا لسر القيادة ومفوضا سياسيا عاما‏,‏ بانتهاء مهمته توجه إلي مقر القيادة في تونس حيث عاود العمل مع مفوض الأرض المحتلة أمير الشهداء‏,‏ وعمل أمينا لسر لجنة الإشراف العليا لقطاع غزة ومسئولا عن الملف التنظيمي والعسكري‏,‏ وذلك حتي توقيع اتفاق أوسلو‏13‏ سبتمبر‏1993‏ حيث اعترض عليها متحفظا علي الكثير من بنودها‏,‏ وإن استمر مسئولا ومحررا للنشرات الحركية الخاصة باتفاقية أوسلو‏.‏منذ وصوله إلي الساحة الأردنية أشرف من قبل الأخ مفوض الأرض المحتلة والقائد العام علي ملف الحوار والعلاقات مع جماعة الإخوان المسلمين في قطاع غزة‏,‏ ومن يمثلهم من زعامات في الخارج‏,‏ حتي لقاء القاهرة في نهاية‏1995,‏ مرورا بلقاءات تونس والخرطوم وغيرها‏.‏محاولة اغتيالوعاد إلي أراضي السلطة بعد أكثر من عامين علي توقيع اتفاقية أوسلو‏,‏ حيث رفضت السلطات الإسرائيلية عودته مع إخوانه من رفاق السلاح‏,‏ أعضاء قيادة مفوضية القطاع الغربي‏,‏ أي الأرض المحتلة‏,‏ ورشحته حركة فتح في انتخابات المجلس التشريعي أوائل‏1996,‏ وفي هذه الأثناء حاولت جهات مجهولة‏'‏ إلي الآن‏'‏ اغتياله في مدينة غزة أثناء مشاركته في الحملة الانتخابية للمجلس التشريعي الأول‏,‏ واختارته القيادة الفلسطينية في مايو‏1996‏ ليكون وزيرا في الوزارة الفلسطينية الأولي بعد عودة السلطة‏,‏ واستمر وزيرا في كل الحكومات التي ترأسها عرفات‏,‏ وعاد إلي نشاطه في المجلس التشريعي أبريل‏2003,‏ حتي انتخابات المجلس التشريعي الثاني والذي أصر علي إعطاء الجيل الشاب الذي جاوز الأربعين من العمر دورا أساسيا في قيادة المرحلة السياسية الراهنة‏,‏ رافضا المشاركة في تلك الانتخابات‏.‏وبعد نجاح حماس في تلك الانتخابات تعرض لمحاولة اغتيال نجا منها بأعجوبة‏,‏ وقيدت ضد مجهول وإن عرف ذلك المجهول‏,‏ وفي أثناء حرب الأيام الستة الحمساوية في منتصف يونيو الماضي كان في اجتماعات المجلس الثوري لحركة فتح في رام الله‏,‏ وكان قد انتخب عضوا في المؤتمر العام الفتحوي الخامس‏1989,‏ والذي يدعو إلي انعقاد المؤتمر العام السادس منذ خمسة عشر عاما‏,‏ حيث يؤكد بأنه قد تدفق في مجري نهر فتح والحركة الوطنية والقضية الفلسطينية الكثير من المياه العذبة وغير العذبة‏,‏ حسبما يقول‏.‏‏'‏ الأهرام العربي‏'‏ فتحت معه كل الملفات الشائكة‏,‏ خصوصا أنه أمسك بملف حركة حماس‏,‏ وتحاور مع كوادرها‏,‏ وقرأ معظم أدبياتها السياسية‏,‏ ومع استحالة عودته في الظروف الراهنة إلي قطاع غزة حيث كان يقيم‏,‏ وفي هذه الرواية الجديدة عن جذور انقلاب حماس في غزة ـ كما أطلق عليه ـ كشف أن ما جري في يونيو الماضي كان مرتبا منذ زمن بعيد‏,‏ فحسب رأيه فإن حركة حماس هي فرع من جماعة الإخوان المسلمين‏,‏ كما تؤكد في البند الأول من ميثاقها‏,‏ وبالتالي فهي جزء من هذا التنظيم العالمي‏,‏ وهذه الجماعة لم تشارك بأي دور في حركات التحرر الوطني العربية‏,‏ كما أنها بأدورها‏,‏ بل إن أبوعلي شاهين يري أن تلك‏'‏ الجماعة‏'‏ منذ نشأتها عام‏1928‏ لم تعارض المشروع الاستعماري الغربي‏,‏ وينظر إليها منذ عام‏1945‏ بأنها رديف للمشروع الاستعماري الغربي المحارب للتحرر الاجتماعي العربي‏.‏وهو لا يتوقف عند هذه النشأة الملتبسة وحدها‏,‏ بل يدخل من باب القضية الفلسطينية باعتباره سياسيا فلسطينيا ومقاتلا ضد الحركة الصهيونية ومشروعها الاستعماري‏,‏ تلك القضية التي كانت بمثابة رافعة لوجود هذه الجماعة‏,‏ ويقول‏:‏ إنه لم يكن لهم وجود كبير في حرب‏1948,‏ بل عشرات من المتطوعين بصفة شخصية‏,‏ لكنهم بمرور الوقت بالغوا حتي صدق الوطن العربي والعالم الإسلامي أنهم كانوا وحدهم هناك‏!‏وهنا يقول أبو علي شاهين‏'‏ إن أمجاد الإخوان المسلمين في فلسطين أمجاد زائفة سابقا وحاضرا ولاحقا‏'..‏ويبدأ الرواية المثيرة منذ البداية‏:'‏ أن جماعة الإخوان المسلمين تأسست في مارس‏1928,‏ وكما قرأت في أدبيات من جانب الجماعة ومحايدين‏,‏ فإن أول تبرع لهم ب‏500‏ جنيه استرليني‏,‏ وهو مبلغ ضخم آنذاك‏,‏ قد جاء من شركة قنال السويس‏,‏ أي شركة الاستعمار الغربي‏,‏ التي كانت تتحكم في هذا الشريان المصري الإستراتيجي‏'‏ قناة السويس‏.‏السلاح سبيل للسلطةوقد عمدت جماعة الإخوان المسلمين منذ بدايتها إلي الاستحواذ علي الصيغة العسكرية في تشكيلاتها التنظيمية‏,‏ سواء في الذهن أم العقل وكذلك التخطيط للوصول إلي الحكم‏,‏ فامتلاكها السلاح لم يكن من أجل الدعوة ولكنه كان للانقلاب وصولا للسلطة‏.‏ولعل كلمة الأستاذ حسن البنا‏,‏ مؤسس الجماعة‏:'‏ نحن دعاة ولسنا قضاة‏'‏ قد وضعتها الجماعة في براد‏(‏ التجميد‏),‏ وقد أصبحت جملة دعائية‏,‏ وليست اجتهادا دعويا‏.‏وويقول‏:‏ عند نشأة الجماعة كانت أوضاع الأمة العربية تئن تحت الاحتلال العسكري الاستعماري المتعدد‏,‏ ولم يكن التوجه القومي العربي في مصر كما ينبغي في الثلاثينيات من القرن الماضي‏,‏ وهنا استغلت الجماعة هذه الأوضاع‏,‏ وهي تبحث لها عن فروع جديدة خارج مصر‏,‏ فتطلعت إلي أن تقفز إلي المحطات الأولي الجغرافية في بلاد الشام سواء فلسطين‏,‏ شرق الأردن‏,‏ سوريا‏,‏ لبنان‏,‏ ما أمكن لذلك سبيل‏,‏ والعراق إذا ما تمكنت‏,‏ وكان هذا هو توجه الجماعة جغرافيا‏.‏وهنا يقول أبو علي شاهين‏:'‏ إن المسألة الفلسطينية تهم مصر في مضمار الأمن القومي‏,‏ لأن فلسطين علي تماس جغرافي مع مصر وبما يمثل هذا التماس من بوابة الغزو التاريخي لمصر‏.‏الاتحاد النسائي المصريلقد بدأت جماعة الإخوان المسلمين الانتباه للقضية الفلسطينية من خلال الثورة الفلسطينية الكبري‏1939-1936,‏ بأن شاركوا القوي الوطنية المصرية في دعمها لتلك الثورة‏1936,‏ ومنها حزب مصر الفتاة وحزب الوفد والقوي المستقلة‏,‏ وكان دعم الجميع في الإطارين الاجتماعي والديني‏,‏ إسلاميا ومسيحيا‏,‏ولقد شاركت المرأة المصرية أي الاتحاد النسائي المصري وأخذ دورا متقدما علي الجميع‏.‏بينما كان دور الجماعة دورا حزبيا عاديا لديه مصالحه السياسية من المشاركة في الدعم‏,‏ ولديها أطماعها‏,‏ وطموحاتها أيضا‏,‏ولديها دوافعها الحزبية‏.‏إن ورقة الصراع علي تراب فلسطين‏,‏ هذا الصراع العربي الصهيوني‏,‏ المفتوح علي كل الاحتمالات‏,‏ كانت تهم هذه الجماعة في محاولاتها في تشكيل إطار تنظيمي لها في فلسطين‏,‏ وتوظيف ذلك عربيا وإسلاميا‏.‏‏'‏الشيخ‏'‏ المقاتل للصهيونية والانتداب معايقول أبو علي شاهين‏:'‏ لم تكن جماعة الإخوان المسلمين مشاركة من قريب أو من بعيد في الثورة التي أطلق شرارتها الأولي الشيخ عز الدين القسام في خريف‏1935‏ واستشهد في معركة انطلاقتها الأولي‏.‏ فهذا المناضل القومي العربي المسلم‏,‏ كان قد رفض الاستعمار الفرنسي في سوريا و شارك في الثورة العربية السورية‏,‏ وكان قد نهل من ذلك الينبوع الثوري المتمثل في ذاك الموقف العظيم الذي وقفه وزير الحربية العربي السوري يوسف العظمة في حكومة الملك فيصل الأول‏,‏ الذي استشهد في معركة ميسلون في‏24‏ يوليو‏1920,‏ في مواجهة الجنرال جورو‏,‏ وهو يعلم أن القوات لدي الجانبين لم تكن متكافئة‏,‏ عندما قال‏'‏ إن الجنرال وقواته لن يمروا إلي دمشق إلا علي جثثنا ودمائنا‏'.‏كانت تلك حالة نضالية تفتقت في ثورة‏1925,‏ وعندما انتهت هذه الثورة نهاية مؤلمة خرج عز الدين القسام إلي فلسطين‏,‏ ولا ننسي أن هذا المناضل القومي العربي كان من خريجي الأزهر الشريف‏,‏ وكان ممن يأتون إلي الأزهر لا ليتشربوا العلوم الدينية وحدها‏,‏ بل كانوا يأتون من أجل الحالة الثورية المناهضة للاستعمار‏,‏ والمناهضة بطريقة أو أخري للصيغ الاجتماعية الدينية السلبية الموروثة‏.‏وينطلق أبو علي شاهين من هذه المحطة قائلا‏:'‏ حمل عز الدين القسام هذا الإرث‏,‏ كما حمل أيضا نتائج معركة ميسلون الشهيرة‏,‏ وعندما بدأ بناء الخلية الأولي للتحرر الوطني الفلسطيني‏,‏ لم يكن من بين رجاله رجل دين واحد‏,‏ وحين رحل عام‏1935‏ ترك وراءه الخلايا السرية انتشرت إلي أن كانت أحداث أبريل‏1936,‏ حيث انطلقت الثورة المسلحة الكبري‏,‏كان قائدها الأول عبد الرحيم الحاج محمد‏,‏ وهو المدرس في مدرسة النجاح الوطنية في نابلس‏.‏ ويضيف‏:'‏ لو أننا رصدنا توجه الأحزاب الفلسطينية حينها سنجد أن حزب الاستقلال العربي‏,‏ مثلا كان ذا توجه قومي عربي‏,‏ كما هي الأحزاب الأخري‏,‏ وكان الحزب الأبرز هو الحزب العربي الذي قاده جمال الحسيني‏,‏ ولم يكن رجل دين‏,‏ وحتي الحاج محمد أمين الحسيني‏'‏ مفتي فلسطين‏'..‏ لم يكن من خريجي أي مدرسة دينية بل خريج الكلية الحربية العثمانية‏,‏ عمل ضابطا بالجيش العثماني‏,‏ ومن ثم ناضل ضد الحكم العسكري البريطاني وهرب إلي خارج البلاد‏..‏إذن فالصيغة التي كانت قائمة في فلسطين هي نضال قومي عربي‏..‏ وطني فلسطيني ديمقراطي‏,‏ ولم يكن هناك أي إشهار بإقامة دولة دينية في فلسطين‏,‏ سواء من قبل الشيخ عز الدين القسام حتي استشهاده في‏22‏ نوفمبر‏,1935‏ أم من الثورة العربية الكبري في فلسطين‏,‏ ولم تسم هذه الثورة بغير اسمها العربي‏.‏كانت جميع الاحزاب تناضل من أجل إقامة حكم وطني ديموقراطي‏,‏ هكذا يقول أبو علي شاهين‏,‏ ويشير إلي أنه لم يكن هناك أي تحرك إسلامي في ثورة‏1936,‏ وشارك فيه جميع ألوان الطيف من أبناء حزب الاستقلال والمجموعة القومية العربية والوطنيين‏,‏ فعلي سبيل المثال كان الأمين العام للحزب الشيوعي الأردني فيما بعد‏,‏ فؤاد نصار علي رأس عصبة الأنصار‏,‏ التي رفضت‏1943‏ التوجه الصهيوني في التركيبة الماركسية اللينينية للحزب الشيوعي الفلسطينين كما كان هو من المجموعات التي قاتلت في جبال الخليل مع القائد عبد الحليم الجولاني‏'‏ الشلف‏'‏ مع المناضل بدوي جنيد‏.‏ظاهرة وطنية عربيةوبالتالي‏-‏ حسب أبو علي شاهين‏-‏ فإنه لم يكن للثورة الفلسطينية لون ديني معين‏,‏ أو طبقي أو حزبي‏,‏ لقد كانت ظاهرة وطنية عربية‏,‏ أما الأهم فهو أن المتطوعين العرب في جيش الإنقاذ بقيادة فوزي القاوقجي كانوا من كل الأقطار العربية‏,‏ خاصة المشرقية منها‏,‏ وهنا لابد من القول بأننا لم نستمع حتي تاريخه إلي أن هناك أحدا قد جاء إلينا من أبناء العالم الإسلامي علي الإطلاق‏.‏ فمثلا كان هناك سعيد العاص‏,‏ ذلك المواطن العربي السوري الذي قاد جيش الجهاد المقدس الفلسطيني ابن جبل النصيرية‏,‏ وقد أتي واستشهد في معركة الخضر‏,‏ودفن هناك ولا يزال قبره قبلة يتوجه اليها الجميع في المناسبات للزيارة‏.‏يقول أبو علي شاهين‏:‏ إن المشروع الفلسطيني كان ولايزال مشروعا وطنيا‏..‏ ديقراطيا‏..‏ عربيا في فلسطين‏,‏ يقاتل ضد المشروع الاستعماري الصهيوني‏,‏ والصراع سيظل مفتوحا علي رحاه‏,‏ مكانا وزمانا وعتادا وقوة‏,‏إنه أولا وأخيرا صراع إرادات‏,‏ قوة الإرادة ضد إرادة القوة الاستعمارية الصهيونية‏,‏ و نحن نجزم بأن حركة التاريخ ستقرر نتيجة هذا الأمر أخيرا‏.‏ فالغزاة مروا جميعا ولكنهم لم يستقروا قط‏,‏ فدوما ينتصر الدم علي السيف‏.‏حقيقة دور‏'‏ الإخوان‏'‏نشبت الحرب العالمية الثانية وانتهت‏,‏ وعرفنا فيما بعد أن جماعة الإخوان المسلمين جمعوا الكثير من الأسلحة من أرض المعارك في مصر والصحراء الليبية‏,‏ وخبأوها خصوصا في المقابر القديمة‏,‏وفي عام‏1948‏ كان هناك تضخيم دعائي عن دور هذه الجماعة في الحرب العربية ضد الصهيونية‏,‏ كما بدأنا نقرأ عن هذا الدور الوهمي‏,‏ ولكن هذا اختلاق و اعتداء علي تاريخ رجال قاموا بأدوراهم خير قيام لم يكونوا من جماعة الإخوان المسلمين‏.‏كتيبة البطل أحمد عبدالعزيزجميع المتطوعين العرب عملوا في قيادتين‏,‏ إما جيش الإنقاذ شمالا‏,‏ وكان معظمهم من البعثيين والقوميين العرب المستقلين‏,‏ والقوميين السوريين وغيرهم من الوطنيين‏,‏ أو في الكتيبة التي أنشأها الشهيد البطل أحمد عبد العزيز‏,‏ وقصته معروفة‏,‏ حيث لم تكن وحدته ضمن الوحدات التي سيوكل لها أمر الدخول إلي فلسطين فجر‏15‏ مايو‏,1948‏ وعرض علي الفريق محمد حيدر باشا وزير الحربية المصري آنذاك بأنه يريد أن يقاتل في فلسطين‏,‏ واقترح إنشاء كتيبة الفدائيين العرب تحت إمرة الجيش المصري‏,‏ وبالفعل تم الاتفاق علي ذلك‏,‏ ووافق الملك فاروق بأن يكون هناك كل المتطوعين من أبناء الجيش المصري ممن لم يسعفهم الحظ بأن تكون وحداتهم من الوحدات المختارة للقتال في فلسطين وهؤلاء لهم كامل الامتيازات المعطاة للجيش المصري المقاتل في فلسطين‏,‏ وكذلك تم فتح باب التطوع لأبناء الشعب ممن يريدون الالتحاق بهذه الكتيبة‏,‏ وبالفعل نجح أحمد عبد العزيز‏,‏ وكان معه في ذلك الوقت مجموعة من الضباط الوطنيين منهم البكباشي عبد الجواد طبالة‏,‏ واليوزباشي كمال الدين حسين وغيرهما‏,‏ و أخير اشكلت هذه الكتيبة من المتطوعين العرب من مصر واليمن والسعودية‏,‏ وأقطار المغرب العربي والسودان‏,‏ وأيضا من الشباب المتطوع من إفريقيا‏,‏ وكان علي رأس هؤلاء طارق الإفريقي‏,‏ وكان له دور قيادي مشرف في فلسطين‏,‏ وكان مقاتلا عسكريا محترفا من الدرجة الأولي‏.‏الهضيبي وطلاب الجامعةوكان من مجموع المتطوعين المصريين بعض العشرات من أفراد الإخوان المسلمين‏,‏ وكان لهم شهداء أيضا‏,‏ ولكن هذه العناصر لم تدخل بصفتها الحزبية‏,‏ وهنا تحضرني واقعة‏,‏ في‏1951‏ عندما جرت مناوشات الفدائيين في قناة السويس‏,‏ ذهب المستشار حسن الهضيبي المرشد العام للجماعة في ذلك الوقت‏,‏ إلي جامعة أحمد فؤاد‏'‏ القاهرة حاليا‏'‏ وقال لطلاب الجامعة‏'‏ اتركوا السياسة للسياسيين‏..‏ وعودوا إلي مقاعد دراستكم‏',‏ وهذه أوردها أكثر من مؤرخ‏,‏ وكان في أحد منشورات الإخوان المسلمين‏,‏ وبالتالي لم يكن هناك أمر حزبي للإخوان بالمشاركة في القتال في فلسطين‏.‏لم نر أسلحتهم في فلسطينإن جماعة الإخوان المسلمين تؤكد بأن عدد المنتمين إليهم في‏1948‏ كان يقترب من المليون عضو في بعض أدبياتهم‏,‏ ولكن هذا المليون لم نر أيا منهم في فلسطين إلا بضعة عشرات من الأشخاص‏,‏ وهؤلاء كانوا في كتيبة الشهيد البطل أحمد عبد العزيز‏,‏ وكما قلت سابقا‏,‏ والكلام لأبو علي شاهين إنهم جمعوا في الحرب العالمية الثانية أسلحة متنوعة‏,‏ وبأعداد ضخمة‏,‏ وخزنوها‏,‏ لكننا لم نرها ولم نسمع بها في فلسطين‏,‏ في مقابل هذا سمعنا فقط عن الاستثمار الإعلامي والدعاية الحزبية وهم من وافقوا علي اتفاق هدنة فبراير‏1949‏ وعادوا قبلها وبعدها إلي بيوتهم‏.‏يختتم أبو علي شاهين هذه الحلقة بقوله مستعيدا أحداث العام الماضي‏:'‏ كان هو السيرة الطبيعية لهذه المسيرة الطويلة ضد مفاهيم حركات التحرر الوطني وأنظمتها السياسية العربية‏,‏ فمثلا عندما وضعت الحرب العربية‏-‏ الإسرائيلية أوزارها بنكبة فلسطين عام‏48,‏ سرعان ما عاد هؤلاء إلي التفكير في استخدام أسلوبهم المفضل في التصفيات الجسدية للزعماء السياسيين‏,‏ وكانت حادثة اغتيال رئيس الوزراء المصري محمود فهمي النقراشي باشا في ديسمبر‏1948,‏ أي بعد نهاية الحرب بسبعة أشهر إشارة مبكرة عن الدور الذي سوف تضطلع به الجماعة علي مدي نصف القرن الماضي‏,‏ وهو الدور الذي لا تزال تلعبه في المنطقة‏,‏ وهذا الرجل‏..‏ النقراشي باشا‏..‏ رئيس الوزراء الذي أعلن الحرب علي إسرائيل في‏15‏ مايو‏1948,‏ ودافع عن القضية الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة‏.‏إن الأحزاب السياسية في القضايا الوطنية الكبيرة علي غرار القضية الفلسطينية‏,‏ إما أن تتوظف بكل طاقاتها وإمكاناتها وإبداعاتها لخدمة الأهداف العليا للقضية‏,‏ أو تسعي لتوظيف القضية الوطنية برمتها لخدمة العمل الحزبي الخاص بها‏.‏ولعل جماعة الإخوان المسلمين المثال الأشد وضوحا من النوع الثاني من هذه الأحزاب‏,‏ وهو ما سنكشفه في الحلقتين المقبلتين عن دورهم في محاولة اغتيال جمال عبد الناصر‏,‏ ودورهم علي الساحة العربية‏..‏الحلقة القادمةجهاد الجماعة من فلسطين إلي أفغانستان‏!!‏