الخميس، يوليو 28، 2011

بحث فى المروءة

الدكتور أسامة الكندري .


لعل خلق المروءة من أعظم الأخلاق التي سها عنها المسلمون في زماننا عموماً، والدعاة إلى الله خصوصاً، ولذا رأيت من الواجب أن أكتب عنها كلمة أذكر العارف، وأعرف الجاهل بها، وأبين عظيم قدرها للمستهين بها، فقد كنت في مجلس فذكر أحد الحضور أن الشيخ الفلاني يزعم أن ما ذكره العلماء من خوارم المروءة لا تعتبر شيئاً في زماننا، وذلك كالمشي حاسر الرأس، والأكل بالأسواق، والجري بين الناس بلا حاجة، وغيرها من الأمور التي كانت تخدش مروءة الرجل في السابق، والأمر أخطر بكثير مما ذكر، ولذا فسأذكر في مقالتي هذه ما يلي:

- معنى المروءة لغةً واصطلاحاً.

- مجالات المروءة ومواطنها.

- المروءة والأحكام الشرعية.

- أمثلة على ذلك.

- ضوابط.

- نتيجة مهمة.

أولاً: معنى المروءة لغةً واصطلاحاً

أ- المروءة لغة: هي الإنسانية، أي الأمور التي تكمل إنسانيتك بها، فمما هو معروف أن الإنسان يشترك مع الحيوان في أمور كثيرة كالأكل والشراب والتناسل والغضب والتنازع وغيرها، ويتميز عنها بأمور كثيرة أيضا كالعقل والخلق والتمكين والسمو، والمروءة من الأمور التي تكمل بها إنسانية الإنسان ويتميز بها عن غيره من المخلوقات تميزاً كبيراً.

ب- المروءة اصطلاحاً: آداب نفسانية تحمل مراعاتها الإنسان على الوقوف عند محاسن الأخلاق وجميل العادات، أو هي كمال الرجولية.[1]

وأقف في هذا التعريف عند قول أهل الفن (هي كمال الرجولية)

إي والله المروءة كمال الرجولية، فهي خلق تسمو بالإنسان إلى أن يصل إلى الكمال في رجولته، والكمال غاية البشر جميعاً، وإليها يسعون ظاهراً وباطناً، حقيقةً أو ادعاءاً.

ولذلك نرى المروءة خلقاً عاماً عند الناس جميعاً، مع تفاوتهم واختلافهم الشديد في الاهتمام بها وما يرون أنه من المروءة أو ليس له تعلق بالمروءة، وانفرد العرب باهتمامهم الشديد بالمروءة ، حتى صارت من أخلاقهم التي يقيسون بها الرجال وعقولهم، ولذا فقد امتلأ تراثهم بالقصص الكثيرة التي تدل على اهتمامهم بهذا الخلق العظيم.

ثانيا: مجالات المروءة

الناظر في أقوال أهل العلم والفضل عموماً – والسلف رحمهم الله تعالى خصوصاً - يجد أن المروءة عندهم استغرقت مجالات الحياة جميعا ، وإليك طرفا من أقوالهم:

قال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- : حسب المرء دينه، وكرمه تقواه، ومروءته عقله.[2]

فانظر كيف جعل عمر – رضي الله عنه – العقل من مروءة الإنسان، فالإنسان الأحمق تجده قليل المروءة أو عديمها، ولذلك قالوا ( عدو عاقل خير من صديق جاهل ).

وقال عبدالله بن عمر – رضي الله عنهما – : المروءة حفظ الرجل نفسه، وإحرازه دينه، وحسن قيامه بصنعته، وحسن المنازعة، وإفشاء السلام.

المروءة حفظ الرجل نفسه: أي من كل ما يعيبه في نظر الناس ولو كان حلالاً، وإحرازه دينه بفعل المأمورات وترك المحظورات، وحسن قيامه بصنعته وهو أمر يغفل عنه كثير من الناس وهو الإتقان في الصناعة والتدبير يعتبره ابن عمر - رضي الله عنهما- من المروءة، لأن المتقن محمود، والأخرق الذي لا يتقن شيئاً مذموم عند الناس.

وحسن المنازعة: فالمؤمن كريم حتى في الخصومة ، وآية المنافق أنه إذا خاصم فجر ، فالكرم في المخاصمات والمنازعات لا يتأتى إلا من رجل ذي مروءة تامة.

وإفشاء السلام جعله ابن عمر –رضي الله عنهما- من المروءات لأنه يؤدي إلى المحبة وتقدير الناس لك.

وقال الإمام الزهري: المروءة اجتناب الريب، وإصلاح المال، والقيام بحوائج الأهل.

وقال مرة: الفصاحة من المروءة.

فاجتناب الريب: من أعظم ما يدل على مروءة الإنسان، لأن الإنسان الذي يقتحم أماكن الريبة والفساد متهم عند الناس، وهو بهذا التصرف يستبيح عرضه للناس وللقيل و القال، وهذا ما لا يرضاه عاقل لنفسه.

وإصلاح المال: وهو من أعظم ما تركه المسلمون في زماننا، فإصلاح المال والقيام على ممتلكاتك بالرعاية والاهتمام والاستثمار أمر من أمور المروءة، وذلك حتى يكون الإنسان عزيزاً لا تذله الحاجة فيريق ماء وجهه بالطلب من الآخرين.

والقيام بحوائج الأهل: وهذا باب لا يحتاج لشرح، حيث إن كثيراً من الرجال اليوم قد ألقوا بمسئوليات المنزل وطلبات الأولاد على الزوجات والخدم، فالزوجة هي التي تشتري للبيت طعامه وشرابه، وهي التي تشتري الملابس للأولاد، وهي التي تقوم بتدريسهم، وهي التي تحل مشاكلهم، والأب قد ترك ذلك كله لأنه اشترى لها سيارة وأعطاها المعاش، أما هو فمشغول بالدواوين واللهو البرئ وغير البرئ ، وهذا لعمر الله هو انعدام المروءة أو قلتها وهو أمر قد شاع في زماننا.

والاهتمام بالفصاحة واللغة من المروءات لأن الرجل الذي يلحن ويخطئ يتعرض للسخرية والإيذاء، وهو أمر معروف بين الناس، والعامة تقول (فلان راعي بدليات) أي صاحب أخطاء لغوية، وهو دليل عجمته.

وعلى العموم فالمروءة تعني باختصار أمراً واحداً وهو ألا ترضى بما يعيبك ويشينك في أعين الناس والمجتمع الذي يعيش فيه، ولذا أختم هذه الحلقة بقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى الذي يدل على عظيم رجولته وكمال إنسانيته واهتمامه بالمروءة اهتماماً بالغاً فيقول:

والله لو كان الماء البارد ينقص من مروءتي لشربته حاراً.

لله درك ، ورحمك الله تعالى رحمة واسعة ، أي نفس كانت تسمو بين جنبيك ، وأي كمال بشري كنت تسعى إليه، كمال لا يسعى الناس في زماننا إلى عشرها أو أقل من عشرها.

قال الامام الشافعى رحمه الله.

أحب الصالحين ولست منهم ...... لعلي أن أنال بهم شفاعة
وأكره من تجارته المعاصي ..... ولو كنا سواء في البضاعة

قال الحسن رحمه الله:

يا ابن آدم إذا هانت عليك صلاتك فما الذي يعز عليك

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

الخميس، يوليو 21، 2011

التفكير الايجابى


يظن البعض أن التفكير الإيجابي هو التفاؤل بدون سبب، التفاؤل شيء جيد إلا أنه شيء مختلف قليلاً عن التفكير الإيجابي.التفكير الإيجابي هي مهارة عملية جداً تساعدك على التعامل مع مشاكلك بشكل أكثر فاعلية بل و تزيد من قدرتك في التغلب عليها. أما التفاؤل فهو توقع الأفضل دائما و اليقين في حدوثه، و المعنى ده من فهمي للتفاؤل و ليس تعريفا علمياً.
تكنيكات التفكير الإيجابي
النصائح التالية ستساعدك على التفكير بإيجابية:
الإعلام الإيجابي
:
والمقصود هنا هو إعلامك أنت شخصيا و الذي يتكون مما تستمع إليه أو تراه و حتى نغمة هاتفك المحمول. كلما سمعت أو شاهدت شيئا إيجابيا فإن هذا يتحول بالتدريج إلى معتقد يجعلك تفكر بإيجابية و العكس صحيح.
برمجة العقل الباطل:
كلما كررت الجمل السلبية كلما برمجت عقلك الباطن على التفكير بطريقة سلبية وذلك لأن العقل الباطن يتم برمجته عن طريق التكرار. حاول قدر المستطاع ألا تكرر جمل سلبية حتى و إن كان الموقف سلبي.
ابحث عن الفرص في الصعوبات:
إذا كان الطريق شديد الإزدحام لدرجة أنك مضطر لأن توقف سيارتك، فهذا قد يكون موقف يسبب لك الضيق أو قد يكون فرصة لقراءة صفحات من أحد الكتب الموجودة بسيارتك.
كلما واجهت صعوبة حاول أن ترى فيها فرصة للإنجاز، حتى تقلب الفكير السلبي إلى تفكير إيجابي
ابتسم:
لقد ثبت أن الإبتسام يحسن من المزاج حتى وإن لم يكن هناك سبب حقيقي لجعلك تبتسم
تفادى التأثير التراكمي:
دائما ما يبدأ التفكير السلبي بجملة بسيطة، تلك الجملة تذكرك بأخرى و الأخرى تذكرك بأخرى حتى ينتهي بك الحال بالشعور بالضيق الشديد. إذا أردت التغلب على التفكير السلبي فعليك أن تتغلب على هذا التأثير التراكمي وأن توقف هذا السيل من الأفكار السلبية.
أوجد جذر المشكلة:
في كثير من الأحيان يفكر الناس بسلبية بسبب مشكلة قديمة يهملوا حلها، تلك المشكلة تكمن فى العقل الباطن و تقلب مزاج الشخص من حين لآخر دون أن يدري ما السبب. من أهم العوامل التي قد تساعدك على التفكير بإيجابيه هي أن لا تهمل مشاكلك.

                                       

                        دمتم سالمين فى رعاية الله

الأحد، يوليو 17، 2011

وكثيرا من الناس عن هذا غافلون



.
.
.


من تأملاتى فى القرآن الكريم

هناك اناس يدعون الاسلام ويقرأون القرأن بافواهم وما عقلته قلوبهم يكاد لايجاوز حناجرهم ، ذلك بما طبع الله عل قلوبهم باقبح اعمالهم

يقول الله تعالى

(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواإِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُواأَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)

وردت هذه الاية فى سورة الحجرات برقم (6)
تلك السورة التى افتتحت ايات الاوائل منها بنداء (يا ايها الذين آمنوا) ذلك النداء المحبب الى نفوس المؤمنين نداءا رقراقا عذبا من الله الاعلى الى ابن آدم الادنى الذى آمن بالله وبملائكته وكتبه ورسله .
وسورة الحجرات اشتملت على التأكيد على فضائل ومكارم الاخلاق التى يجب ان يتحلى بها المؤمن ليأدب ضميره ويطهر قلبه فهى نظم تشمل صيانة القلوب والضمائر من العبث وصيانة الاعراض من الهتك واحتوت على شرائع تقوم هذا الادب وتحدد معايير تطبيقه والياته والتى ان استغنى عنها فقد انتفت عنه صفة الايمان وان بقى على اسلامه ، ذلك ان الخطاب فى الايات القرآنية فى تلك السورة كان موجها  (للذين آمنوا).
وليس هذا فقط بل وقد يخشى عليه ان يدخل فى زمرة الفاسقين والعاصين والظالمين وتلك كلها مؤدية الى الكفر والعياذ بالله
وقد اشار الله الى هذا بعد ان بدأ فى توجيه المؤمنين الى مكارم الاخلاق المكملة لتمام الايمان فى الاية رقم (7) والتى تلتها مباشرة حيث قال رب العزة

 (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ )

ونبه الله تعالى ان عروة الايمان هى التقوى وان معيار مكانة ابن آدم عند الله تعالى هو الاكثر تقوى وليس الاعرق نسبا وحسبا او الاكثر مالا .
وكما هو الثابت فى عقيدة اهل السنة والجماعة ان الايمان يزيد وينقص ، فهو يزيد عندما يعرض الانسان نفسه الى عوامل الزيادة كمجالس العلم او الذكر او كثرة الاستغفار او مجرد البعد عن الشبهات من القول والفعل وعدم التلبس فى الفتن .
وينقص عندما يحدث العكس تماما وعندما يتلبس الانسان بالفتن ويرتكب الحماقات بحق نفسه وبحق الاخرين كالغيبة التى هى من محبطات الاعمال الصالحة والنميمية والتنابز بالالقاب واساءة الظن بالاخرين وهضم حقوقهم وغمطهم وتتبع عوراتهم وتصيد اخطاءهم وزلاتهم .
وقد ركزت السورة الكريمة على البعد عن هذه الامور وانزلها الله لتكون دستورا (للمؤمنين ) فى معاملاتهم مع بعضهم البعض ومع غيرهم من المسلمين .
على ان البعد عن هذه الامور والترفع بالنفس من الوقوع فيها هو عروة الايمان التى هى التقوى .
فالله العالم بالنفوس البشرية يشرع منهجا في التثبت من الأقوال والأفعال , والاستيثاق من مصدرها , قبل الحكم عليها . يستند هذا المنهج إلى تقوى الله , وإلى الرجوع بالأمر إلى رسول الله , في غير ما تقدم بين يديه , ولا اقتراح لم يطلبه ولم يأمر به:

(يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة , فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ; واعلموا أن فيكم رسول الله , لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم . ولكن الله حبب إليكم الإيمان , وزينه في قلوبكم , وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان , أولئك هم الراشدون , فضلا من الله ونعمة , والله عليم حكيم). .

فقد قال الله تعالى فى نفس السورة فى الاية (13)

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )

واختتمها الله بقوله ( إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) فهو عليم باحوالنا وبنوايانا وبما يحاك فى صدورنا وما نبديه وما نخفيه وخبير بنا وبانفسنا . لذا فهو اولى بنا منا ومن انفسنا .


وتلك الاية الكريمة التى افتتحت بها المقال هى دستورا لو التزم به الناس لاصبحت حياتهم جنة على الارض .

فقد ابتدأها الله باحب نداء الى نفوس المؤمنين ( يا أيها الذين آمنوا ) ثم شرع امره لهم بقوله ( ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) فالله تعالى يامر ( المؤمنين ) بالتبين والتحقق والتثبت من الاقوال المنقوله قبل الخوض فى اصدار الاحكام فانه من يفعل ذلك فقد استبرأ ونأى بنفسه عن الوقوع فى الزلل والخطأ الذى قد يؤدى الى هلاكه فى الدنيا والاخرة لما فيه من احتمال اصابة آخرين بظلم بين وتلك جريمة كبيرة ، وانه من لم يفعل ذلك فقد اتصف بصفة الفسوق وانتفت عنه صفة الايمان لانه لم يتحرى التقوى .
وقد بين الله تعالى السبب من التبين والتحقق بقوله ( فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة) بمعنى حتى لا تصيبوا احدا عن طريق الخطأ بالظلم والافتراء والغمط ثم يستكمل جلا وعلا قائلا ( فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) فالله تعالى الخبير بالنفس البشرية العلم لاسرارها ومكنونها يعلم تماما مدى شدة ووطأة الندم على النفس البشرية والتى هى اول شرط من شروط التوة التامة المقبولة والتى لاتصح الا بها ولا تقبل الا بها ، فكان الله رؤفا رحيما بعباده ( المؤمنين ) فاحب لهم ان لا يعرضوا انفسهم للندم ، وان من علامات المؤمن هو انه يندم فى اول وهلة يستشعر فيها حجم ما اقترفه من جرم وخطأ . ومن لم يندم فلا قلب له وقد طبع الله عليه .

بل ان الندم قد لا يجر الانسان الى التوبة علما منه بان حقوق العباد ملكا للعباد ولن يغفرها الله الا اذا قام صاحب الحق بالعفو عمن هضم حقه او اساء اليه او اغتابه  حيث ان من شروط التوبة والتى لا تقبل التوبة الا بها هو رد المظالم الى اهلها واصحابها وطلب العفو والصفح منهم ، وهو مما لاشك فيه موقف جلل على النفس البشرية التى لا ترضى بالخضوع والخنوع فيكون هنا ذروة الندم او ذروة الكبر والعناد ولكن اكثر الناس لا يعقلون .

فى هذه الاية الكريمة ي
أمر تعالى بالتثبت في خبر الفاسق ليحتاط له ، لئلا يحكم بقوله فيكون في نفس الأمر - كاذبا أو مخطئا ، فيكون الحاكم بقوله قد اقتفى وراءه ، وقد نهى الله عن اتباع سبيل المفسدين ، ومن هاهنا امتنع طوائف من العلماء من (قبول رواية مجهول الحال) لاحتمال فسقه في نفس الأمر ، وقبلها آخرون لأنا إنما أمرنا بالتثبت عند خبر الفاسق ، وهذا ليس بمحقق الفسق لأنه مجهول الحال . وقد قررالعلماء هذه المسألة في كتاب العلم من شرح البخاري ، ولله الحمد والمنة .



هذا اجتهادى والله اعلى واعلم


اللهم عافنا واعف عنا واغفر لنا وارحمنا

.
.
.
ودمتم سالمين فى رعاية الله

السبت، يوليو 02، 2011

شهر شعبان

( شهر شعبان )

أيـهـا الأحـبـاب
هيا شمروا عن سواعدكم ... فقد جاء شهر كريم ... وأجر عظيم
بالعمل الصالح نرتقي ... والدنيا مزرعة الآخرة
وعبادة الرحمن خير ناصر على الأعداء

أيام مضت وشهور انقضت ودار التاريخ دورته، فأقبلت الأيام المباركة تبشر بقدوم شهر القرآن، وبين يدي هذا القدوم يهل علينا شهر شعبان، مذكراً جميع المسلمين بما يحمله لهم من الخير، والمسلم يعلم أن شهر شعبان ما هو إلا واحد من شهور السنة :
(إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً)
التوبة (36)
ولكن المسلم يشعر أن لشهر شعبان مذاقاً خاصاً فيفرح بقدومه ويستبشر به خيراً
قال الله تعالى :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ (57) قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)

اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا إِلَى جَمَالِ آيَاتِكَ نَاظِرِينَ، ولِرَوَائِعِ قُدْرَتِكَ مُبْصِرينَ، وَإِلَى جَنَابِكَ الرَّحِيمِ مُتَّجِهِينَ، وَاجْعَلْنَا عَلَى نَهْجِ النَّبِيِّ المُصْطَفَى - عَلَيْهِ أَفَضَلُ الصَّلاَةِ وَأَزْكَى التَّسْلِيمِ - سَالِكِينَ، وَبِسُنَّتِهِ وَهِدَايَتِهِ عَامِلِينَ، وَبِآثَارِهِ مُقْتَفِينَ، وَمَتِّعْنَا اللَّهُمَّ بِصُحْبَتِهِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَخْشَاكَ حَتَّى كَأَنِّي أَرَاكَ، وَأَسْعِدْنِي بِتَقْوَاكَ، وَلاَ تَجْعَلْنِي بِمَعْصِيَتِكَ مَطْرُوداً، وَرَضِّنِي بِقَضَائِكَ، وَبَارِكْ لِي فِي قَدَرِكَ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ ظَلَمَنِي.

اللَّهُمَّ بَلِّغْنا رَمَضَانَ.. اللَّهُمَّ بَلِّغْنا رَمَضَانَ.. اللَّهُمَّ بَلِّغْنا رَمَضَانَ..

اللَّهُمَّ اجْعَلْ عَمَلَنَا كُلَّهُ خَالِصَاً لِوَجْهِكَ الكَرِيمِ..

اعاده الله علينا و عليكم و على الامة الاسلامية باليمن و البركات



كل عام وانتم جميعا بخير
وأسأ الله تعالى ان نغتم شعبان فهو الشهر الذى ترفع فيه اعملنا فاكثروا الصيام فيه وجددوا التوبة والعهد مع الله واكثروا من الصدقة والاستغفار .
دمتم سالمين فى رعاية الله