الخميس، فبراير 26، 2009

ماء زمزم وفوائدة واعجازه

قام مركز أبحاث الحج بدراسات حول ماء زمزم , فوجدوه يختلف عن غيره , لا يوجد فيه جرثومة واحدة !! نقي طاهر , لكن قد يحدث نوع من التلوث بعد ذلك في استعمال الآنية أو أنابيب المياه أو الدلو يأتي التلوث من غيره ! , ولكنه نقي طاهر ليس فيه أدنى شيء . هذا عن خصوصيته ومن خصوصية ماء زمزم أيضا أنك تجده دائما .. ودائما يعطي منذ عهد الرسول صلى الله عليه سلم إلى اليوم وهو يفيضكم تستمر الآبار التي غير ماء زمزم ؟! خمسين سنة , مائة سنة .. ويغور ماؤها وتنتهي فما بال هذا البئر دائما لا تنفذ ماءه ؟قال صلى الله عليه وسلم : ( ماء زمزم لما شرب له )فيا أخي الكريم هذا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم , ولكن الدعاء شرطه أن يكون صاحبه موقنا بالإجابة : ( إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون )المصدر " أنت تسأل والشيخ الزنداني يجيب حول الإعجاز العلمي في القرآن والسنة " للشيخ عبد المجيد الزندانييسرية شفيت من قرحة قرمزية في عينها اليسرى بعد استعمالها ماء زمزميذكر أحد الإخوة المسلمين بعد عودته من أداء فريضة الحج فيقول : حدثتني سيدة فاضلة اسمها – يسرية عبد الرحمن حراز – كانت تؤدي معنا فريضة الحج ضمن وزارة الأوقاف عن المعجزة التي حدثت لها ببركات ماء زمزم فقال : إنها أصيبت منذ سنوات بقرحة قرمزية في عينها اليسرى نتج عنها صداع نصفي لا يفارقها ليل نهار , ولا تهدئ منه المسكنات .. كما أنها كادت تفقد الرؤية تماما بالعين المصابة لوجود غشاوة بيضاء عليها .. وذهبت إلى أحد كبار أطباء العيون فأكد أنه لا سبيل إلى وقف الصداع إلا باعطائها حقنة تقضي عليه , وفي نفس الوقت تقضي على العين المصابة فلا ترى إلى الأبدوفزعت السيدة يسرية لهذا النبأ القاسي , ولكنها كانت واثقة برحمة الله تعالى ومطمئنة إلى أنه سيهيئ لها أسباب الشفاء رغم جزم الطب والأطباء بتضاؤل الأمل في ذلك .. ففكرت في أداء عمرة , كي تتمكن من التماس الشفاء مباشرة من الله عند بيته المحرموجاءت إلى مكة وطافت بالكعبة , ولم يكن عدد الطائفين كبيرا وقتئذ , مما أتاح لها – كما تقول – أن تقبل الحجر الأسود , وتمس عينها المريضة به .. ثم اتجهت إلى ماء زمزم لتملأ كوبا منه وتغسل به عينها .. وبعد ذلك أتمت السعي وعادت فوجئت بعد عودتها إلى الفندق أن عينها المريضة أصبحت سليمة تماما , وأن أعراض القرحة القرمزية توارت ولم يعد لها أثر يذكركيف تم استئصال قرحة بدون جراحة ؟! .. كيف تعود عين ميئوس من شفائها إلى حالتها الطبيعية بدون علاج ؟! وعلم الطبيب المعالج بما حدث , فلم يملك إلا أن يصيح من أعماقه الله أكبر إن هذه المريضة التي فشل الطب في علاجها عالجها الطبيب الأعظم في عيادته الإلهية التي أخبر عنها رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم : ( ماء زمزم لما شرب له , إن شربته تستشفي شفاك الله , وإن شربته لشبعك أشبعك الله – وإن شربته لقطع ظمئك قطعه الله , وهي هزمة جبرائيل وسقيا الله إسماعيل )المصدر " الإعجاز العلمي في الإسلام والسنة النبوية " لمحمد كامل عبد الصمد.
للأمانه منقول

الثلاثاء، فبراير 24، 2009

دلالة المحكمة لآية الحجاب على وجوب غطاء الوجه

قال الله تعالى: "وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن".
ذكر في سبب نزول هذه الآية، آية الحجاب، بعض الآثار المفسرة:
- منها ما روى الإمام البخاري في صحيحه بسنده: عن أنس قال: " قال عمر رضي الله عنه: قلت: يا رسول الله! يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب". [التفسير، باب قوله تعالى: "لا تدخلوا بيوت النبي"].-
وروى عنه قال: "أنا أعلم الناس بهذه الآية: آية الحجاب. لما أهديت زينب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت معه في البيت، صنع طعاما ودعا القوم، فقعدوا يتحدثون، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يخرج، ثم يرجع، وهم قعود يتحدثون، فأنزل الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه" إلى قوله: "من وراء حجاب"،
فضرب الحجاب، وقام القوم". [المصدر السابق].
هذه الآية تضمنت أربعة أمور، هي:
1. مسألة، هي: الحجاب.
2. خطابا متجها إلى الأزواج ( = أزواج النبي صلى الله عليه وسلم).
3. وحكما، هو: وجوب الحجاب الكامل (= سائر البدن مع غطاء الوجه والكف).
4. وعلة للحكم، هي: تحصيل طهارة القلب.
فأما الثلاثة الأولى فلا يختلف قول عالم فيها.. لكن الخلاف في الرابعة:
- فمنهم من اعتبرها (= العلة)، فبنى عليها عموم الحكم لجميع النساء، بما فيهن الأزواج، لحاجة الجميع إلى طهارة القلب، وهم الموجبون تغطية الوجه على الجميع.
- ومنهم من أهملها (= العلة)، فجعل الحكم خاصا بمن خوطب بها، وهم الأزواج، وهم المبيحون كشف الوجه لسائر النساء، سوى الأزواج، وحجتهم أمران: الأول: توجه الخطاب إليهن ( = الأزواج). الثاني: نصوص وآثار متشابهة، توهم جواز الكشف.
وأما القائلون بوجوب الغطاء للجميع، فكانت حجتهم الأوجه الخمسة التالية:
الوجه الأول: عموم العلة يلزم عنه عموم الحكم، وتأكد العلة يلزم عنه تأكد الحكم.
إذا ثبت أن الحكم في الآية معلل، فمتى وجدت العلة، فثم الحكم.. وهذا هو القياس المستعمل في الفقه.
والقياس هو: حمل فرع على أصل، في حكم، بجامع بينهما. فلا بد في كل قياس من: أصل، وفرع، وعلة، وحكم. وهذه أركان القياس [انظر: مذكرة أصول الفقه للشنقيطي ص243] وأركان القياس موجودة في هذه الآية:
فالأصل: أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، حيث الخطاب متجه إليهن. والحكم: الحجاب الكامل عن الرجال.
والعلة: تحصيل طهارة القلب مطلوب لهن، وللرجال. والفرع هو: سائر نساء المؤمنين.
فهل العلة موجودة فيهن؟. الجواب: نعم. تحصيل طهارة القلب مطلوب لهن، وللرجال. إذن فالعلة واحدة في الجميع، وعليه فالحكم واحد للجميع.
فمدار الحكم على العلة، ولا يمكن أن يدعي أحد استغناءه عن تحصيل طهارة القلب، ولا أن نساء المؤمنين لسن في حاجة إلى تحصيل طهارة القلب، ولا يصح إبطال هذه العلة الظاهرة من الآية، لأمرين:
الأول: لوضوحها علة للحكم.
الثاني: لأن الكلام حينئذ يكون معيبا، حاشا كلام الله تعالى.
قال الشنقيطي في تفسيره [6/584]: "في هذه الآية الكريمة الدليل الواضح على أن وجوب الحجاب عام في جميع النساء، لا خاص بأزواجه صلى الله عليه وسلم، وإن كان أصل اللفظ خاصا بهن، لأن عموم علته دليل على عموم الحكم فيه، ومسلك العلة الذي دل على أن قوله تعالى: "ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن" هو علة قوله تعالى: "فاسألوهن من وراء حجاب"، هو المسلك المعروف في الأصول بمسلك الإيماء والتنبيه، وضابط هذا المسلك المنطبق على جزئياته: هو أن يقترن وصف بحكم شرعي على وجه لو لم يكن فيه ذلك الوصف علة لذلك الحكم لكان الكلام معيبا عند العارفين".
فالعلة في الآية هي: طهارة القلب. وإذا لم تكن هذه علة الحكم، فالكلام حينئذ معيب، بحسب هذا المسلك الأصولي: مسلك الإيماء والتنبيه. كما ذكر الشيخ رحمه الله، وحاشا لكلام الله تعالى أن يكون معيبا، بل كونها علة الحكم، شيء ظاهر ليس خفيا، فإذا ثبتته علتها، انتفى التخصيص، لأن العلة حيثما وجدت وجد الحكم، وحينئذ فالحكم هو العموم.
وبهذا القياس يثبت عموم الحكم، وهذا القياس الذي يستعمله الفقهاء يسمى قياس التمثيل، الذي يستوي فيه الأصل والفرع في الحكم، وثمة قياس أعلى منه رتبة، لا يستعمل إلا في تفضيل شيء على شيء، وهو قياس الأولى، ولهذه الآية حظ من هذا القياس العالي، وفحواه: أن الخطاب إذا توجه إلى فئة معينة، بحكم معين، لأجل علة معينة، فإذا وجدت العلة في فئة أخرى، فهي مخاطبة بنفس الحكم، فإن وجدت فيها العلة بصورة أقوى، فهي أولى بالخطاب.. فكلما كانت العلة آكد، كان الحكم آكد.
فالآية خاطبت فئة معينة هي: أمهات المؤمنين. بحكم معين هو: الحجاب. لأجل علة معينة هي: تحصيل طهارة القلب. وإذا سألنا: من أحوج إلى هذه الطهارة: آلأمهات، أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، المصطفيات المبرءآت من كل سوء، بشهادة الله تعالى لهن: "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا"؟..
أم سائر المسلمات، اللاتي فيهن المحسن، والمقتصد، والظالم؟.
لا ريب أن الجواب: أن سائر المسلمات أحوج إلى هذه الطهارة، فالعلة فيهن أقوى، فهن إذن أولى بالحكم.
ومثل هذا قوله تعالى: "ولقد أوحي إليك وإلى الذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين * بل الله فاعبد وكن من الشاكرين".
فإذا كان هذا تحذير الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم من الشرك، مع علو منزلته ورفعة درجته عند الله تعالى.. فمن لم يعرف منزلته ولا درجته، ولم يدر مآله وعاقبته، فأولى بالتحذير، وأحرى بالحذر منه.
ومثل أمره تعالى في بر الوالدين بقوله: "إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما"..
فإذا كان الله تعالى نهى الولد عن إظهار التذمر والضجر بقول: أف. لهما، وانتهارهما، فالنهي عن السب والضرب من باب أولى، لأنه أسوء وأردء.
.........................
الوجه الثاني: خطاب الواحد يعم الجميع.
تقرر في علم الأصول: أن الخطاب الواحد يعم حكمه جميع الأمة. لاستوائهم في التكليف، إلا بدليل خاص.
وأهل الأصول متفقون على هذا، وما يبدو من خلاف بينهم، فهو صوري أو حالي.
- فإن منهم من يرى خطاب الواحد نفسه، من صيغ العموم.
- ومنهم من يرى أن خطاب الواحد لا يعم، إنما الذي يعم حكمه، بدليل آخر: نصا، أو قياسا. ويدل على هذه القاعدة قوله صلى الله عليه وسلم: (إني لا أصافح النساء، وإنما قولي لمائة امرأة، كقولي لامرأة واحدة). [رواه النسائي في البيعة، باب: بيعة النساء، من حديث أميمة بنت رقيقة. صحيح النسائي 3/875]
يقول الشنقيطي [أضواء البيان 6/589-591]: " ومن الأدلة على حكم آية الحجاب عام: هو ما تقول في الأصول من أن خطاب الواحد يعم جميع الأمة، ولا يختص الحكم بذلك الواحد المخاطب، وقد أوضحنا هذه المسألة في سورة الحج، في مبحث النهي عن لبس المعصفر، وقد قلنا ذلك، لأن خطاب النبي صلى الله عليه وسلم لواحد من أمته، يعم حكمه جميع الأمة، لاستوائهم في أحكام التكليف، إلا بدليل خاص، يجب الرجوع إليه، وخلاف أهل الأصول في خطاب الواحد: هل هو من صيغ العموم، الدالة على عموم الحكم؟. خلاف في حال، لا خلاف حقيقي، فخطاب الواحد عند الحنابلة صيغة عموم، وعند غيرهم من المالكية والشافعية وغيرهم، أن خطاب الواحد لا يعم، لأن اللفظ للواحد لا يشمل بالوضع غيره، وإذا كان لايشمله وضعا، فلا يكون من صيغ العموم، ولكن أهل هذا القول موافقون، على أن حكم خطاب الواحد عام لغيره، ولكن بدليل آخر، غير خطاب الواحد، وذلك الدليل بالنص، والقياس. أما القياس فظاهر، لأن قياس غير ذلك المخاطب عليه، بجامع استواء المخاطبين في أحكام التكليف، من القياس الجلي، والنص كقوله صلى الله عليه وسلم في مبايعة النساء: (إني لا أصافح النساء، وما قولي لامرأة واحدة إلا كقولي لمائة امرأة)...
وبهذه القاعدة الأصولية التي ذكرنا، نعلم أن حكم آية الحجاب عام، وإن كان لفظها خاصا بأزواجه صلى الله عليه وسلم، لأن قوله لامرأة واحدة من أزواجه، أو من غيرهن، كقوله لمائة امرأة". ويقول الشيخ الألباني: "إذا خاطب الشارع الحكيم فردا من الأمة، أو حكم عليه بحكم، فهل يكون هذا الحكم عاما في الأمة، إلا إذا قام دليل التخصيص؟، أو يكون خاصا بذلك المخاطب؟.
اختلف في ذلك علماء الأصول، والحق الأول، وهو الذي رجحه الشوكاني وغيره من المحققين، قال ابن حزم في أصول الأحكام 3/88-89: وقد أيقنا أنه صلى الله عليه وسلم بعث إلى كل من كان حيا، في عصره، في معمور الأرض، من إنس أو جن، وإلى من يولد بعده إلى يوم القيامة، وليحكم في كل عين وعرض يخلقها الله إلى يوم القيامة، فلما صح ذلك بإجماع الأمة المتيقن المقطوع به، المبلغ به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وبالنصوص الثابتة، بما ذكرنا من بقاء الدين إلى يوم القيامة، ولزومه الإنس والجن، وعلمنا بضرورة الحس أنه لا سبيل لمشاهدته عليه السلام من يأتي بعده، كان أمره صلى الله عليه وسلم لواحد من النوع، وفي واحد من النوع، أمرا في النوع كله، وللنوع كله، وبين هذا أن ما كان في الشريعة خاصا لواحد، ولقوم، فقد بينه عليه السلام نصا، وأعلمه أنه خصوص، كفعله في الجذعة بأبي بردة بن نيار، وأخبره عليه السلام أنه لا تجزيء عن أحد بعده، وكان أمره عليه السلام للمستحاضة أمرا لكل مستحاضة، وإقامة ابن عباس وجابر عن يمينه في الصلاة، حكم على كل مسلم ومسلمة يصلي وحده مع إمامه، ولا خلاف بين أحد في أن أمره لأصحابه رضي الله عنهم وهم حاضرون، أمر لكل من يأتي إلى يوم القيامة. ثم شرع في الرد على من خالف في ذلك، تأصيلا، أو تفريعا". [تمام المنة 41-42].
فالشيخ إذن يقر بهذا القاعدة، لكنه يبدو أنه أخذ بالاستثناء، لقيام الدليل عنده على تخصيص حكم غطاء الوجه بالأمهات، لكن إذا ثبت بطلان هذا التخصيص، بما تقدم من عموم العلة، وما سيأتي من أوجه، فحينئذ يلزمه القول بعموم غطاء الوجه لجميع النساء.
.........................................
الوجه الثالث: التعليل بالحرمة يوجب إلغاء الخصوصية.
وبيان هذا الوجه: أنه لما لم يكن لخصوصية الحكم وجه، استنبط المدعون الخصوصية علة عجيبة فقالوا:
إنما جاء الحكم خاصا بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم لأجل حرمتهن، فحرمتهن أعظم من حرمة سائر المسلمات، لذا تحجبن.!!.
فانظر كيف غيروا العلة، فبعد أن كانت في الآية هي: تحصيل طهارة القلب. جعلوها: الحرمة والمنزلة ؟!!.
والحرمة والمنزلة ثابتة لهن رضوان الله عليهن، لكن لنا أن نقلب المسألة فنقول: بل حرمتهن موجب لعدم حجابهن (= غطاء الوجه)، لأن الحجاب شرع للمرأة لصونها، وأمهات المؤمنين لا مطمع فيهن لأمرين:
أولاً: لأن الله تعالى حرم نكاحهن: "وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما".. فإذا حرم نكاحهن، فلا يطمع فيهن طامع، فلا موجب لغطاء الوجه حينئذ حينئذ.
ثانيا: لأن زمانهن كان خير الزمان وأطهره، ففيه أشراف الرجال وأعظمهم إيمانا: الصحابة رضوان الله عليهن. وقد كانوا هم الخلفاء، فبذلك صيانتهن متحققة حتى بدون حجاب الوجه. ثم مع كل ذلك نقول: إذا كان وجوب الحجاب الكامل في حقهن لأجل حرمتهن ومنزلتهن.. فلم لم تؤمر بناته صلى الله عليه وسلم بالحجاب الكامل كذلك؟!!.. أليست حرمتهن أعظم من حرمة سائر المسلمات؟.
إن قالوا: ليست لهن حرمة كأزواج النبي صلى الله عليه وسلم. فقد غلطوا، بل حرمة بعضهن أعظم من بعض الأزواج، كفاطمة رضي الله عنها، فهي سيدة نساء الجنة.
وإن قالوا: لهن حرمة كالأزواج. لزمهم أن يقولوا بوجوب الحجاب الكامل في حقهن كالأزواج.. ولو قالوا كذلك لم يعد الحكم خاصا بالأزواج، ومن ثم نقضوا مذهبهم في خصوصية الحكم في الآية بالأزواج، فهاهم أدخلوا البنات فيه.
فهم بين أمرين أحلاهما مر، فليس أمامهم إلا القول بعموم الحكم، ولو كان الخطاب خاصا، وهو الحق.
..................................
الوجه الرابع: القول بالخصوصية يتضمن إباحة ما ثبت تحريمه.
وبيان هذا الوجه: أن الآية نصت على أن الرجال إذا سألوا النساء شيئا فلا بد أن يكون بينهما حجاب، والحجاب هنا على نوعين:
الأول: إذا كن في بيوتهن، فالحجاب حينئذ: ستار، أو جدار، أو باب. والآية جاءت في هذا السياق.
الثاني: إذا كن خارج البيوت، فالحجاب حينئذ الجلباب، الذي يغطي سائر البدن، بدون استثناء شيء.
فمن قال بعموم الآية في حق أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وكذا نساء المؤمنين، فلا إشكال حينئذ، فإنهن مأمورات بالاستتار عن الرجال في كل حال:
- إن كن في البيوت، فبالستائر، والجدر، والأبواب.
- وإن كن خارج البيوت، فبالجلباب الساتر لجميع البدن. لكن إذا قيل الآية خاصة بالأمهات، فالأقسام ثلاثة:
1. أن يكون التخصيص في البيوت دون خارجها.
2. أن يكون التخصيص خارج البيوت دون داخلها.
3. أن يكون التخصيص في البيوت وخارجها.
فأما القسمان الأولان فباطل، من وجه اجتمعا فيه، وهو: التخصيص في حال، والتعميم في حال.
فهذا التخصيص والتعميم: إبطال للتخصيص من أصله. لأن مبنى التخصيص هنا هو قولهم: أن الخطاب توجه إلى الأزواج رضوان الله عليهن. فالقول بعدئذ بعموم بعض أجزاء الخطاب، فيه الإقرار:
بأن مجرد توجه الخطاب إليهن، ليس كافيا في إثبات التخصيص، ولا دليلا عليه. وهذا إبطال للتخصيص،
فللمنازع أن يقول: ما دام بعض الخطاب عاما، فلا مانع من عموم بعضه الآخر. وليس لأهل التخصيص دفع هذا الاعتراض، أو نقضه. فإن قالوا: الدليل أصله التخصيص، ولا يلغى هذا إلا بدليل يدل على العموم، ففي حال البيوت: دل الدليل على العموم. وفي حال خارج البيوت: لم يدل دليل على العموم،. فبقي على أصله.
فيقال: هذا تسليم منكم، بأن مجرد توجه الخطاب إلى الأزواج، ليس دليلا على التخصيص، وهذا مطلوب. وأما دعواكم وجود ما يلغي التخصيص خارج البيوت فمردود بما سبق من الأوجه الثلاثة:
الأول: عموم العلة يلزم عنه عموم الحكم، وتأكد العلة يلزم عنه تأكد الحكم.
الثاني: خطاب الواحد يعم الجميع.
الثالث: التعليل بالحرمة يوجب إلغاء الخصوصية.
وبهذا يثبت العموم، فالآية قطعية الثبوت، ودلالتها على غطاء الوجه قطعية، كما أثبتنا، والقطعية والعموم يثبت وجوب تغطية الوجه على سائر المؤمنات، بلا استثناء.
وللقسم الأول وجه آخر، ينفرد به، يدل على بطلانه، فإنه معناه: جواز دخول الأجانب على سائر النساء، سوى الأزواج أمهات المؤمنين، وهذا باطل، لا يقول به أحد، حتى أهل التخصيص، لورود النهي عن ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: (إياكم والدخول على النساء). [رواه البخاري في صحيحه، كتاب النكاح، باب: لا يخلون رجل بامرأة إلا ذو محرم]
كما أن معناه: أن تغطية الوجه واجب على الجميع: الأزواج، وسائر النساء. وهذا وإن كان صحيحا، لكن لا يقول به أهل التخصيص. فهذا القسم ليس قولا لأهل التخصيص.
- وأما القسم الثاني فباطل، وإن كان يقول به أهل التخصيص، فإن معناه: أن الحكم عام في البيوت، فلا يدخل أجنبي على المسلمات، ولا الأزواج، لكنه خارجها خاص بالأمهات، دون النساء. وهو باطل، كما تقدم، لأن في الإقرار بعموم الخطاب: إبطال للتخصيص.
- وأما القسم الثالث فهو باطل أيضا، وذلك أنه يتضمن أمرين:
- أولا: أن لسائر النساء كشف الوجه والكف خارج البيوت.
- ثانيا: أن لسائر النساء أن يأذنّ للأجانب، بالدخول عليهن بيوتهن، لسؤال متاع. وهذا التخصيص المطلق، في الحالين، وإن لم يقل به أهل التخصيص، فهو لازم القول بالتخصيص.

إذن النتيجة: 1. القسم الأول باطل عند الجميع. 2. القسم الثاني قول أهل التخصيص، وهو باطل، لأن فيه إبطال للتخصيص، بتعميم بعض الخطاب. 3. القسم الثالث باطل عند الجميع، ويلزم أهل التخصيص. 4. القسم الرابع وهو العموم في الحالين، هو القول الحق والصواب، الخالي من المعارضة. * * * الوجه الخامس: أقوال العلماء في تفسير الآية تفيد العموم. للعلماء مذاهب في هذه الآية: - فبعضهم نص على التخصيص صراحة، وهم قلة، ولم أقف، من هذا الصنف، إلا على اثنين هما: ابن جزي الكلبي في تفسيره، والطاهر ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير. هذا من حيث من المفسرين، أما غيرهم، فالمجزوم به: أن كل من يقول بالكشف، فإنه يقول: الآية خاصة بالأزواج. - وبعضهم لم ينص صراحة على التخصيص، وكلامه محتمل، وحمله على العموم أرجح، لأن التخصيص لايستفاد إلا من صريح القول، ومن هذا الصنف الرازي وأبو السعود. - والصنف الثالث نص صراحة على عموم حكم الآية، منهم: ابن جرير، وابن العربي، والقرطبي، وابن كثير، والجصاص، والشوكاني، والشنقيطي، وكذا الشيخ حسنين مخلوف، مفتي الديار المصرية، وذهب إلى هذا أيضا: محمد أديب كلكل، وسعيد الجابي، ووهبي سليمان غاوجي، وأبو هشام عبد الله الأنصاري، وعبد العزيز بن خلف [انظر أقوالهم في: عودة الحجاب 3/240-247]وبالعموم فكل من قال بوجوب غطاء الوجه على الجميع، فهو يقول بعموم هذه الآية، حتى من يقول بأن آية الحجاب في المساكن، وآية الجلباب في البروز، كابن تيمية، لا يمنع من دلالة هذه الآية على الحجاب، كما سيأتي قوله، وهذه أقوال طائفة من المفسرين الذين صرحوا بعموم حكم الآية: 1. قال ابن جرير في تفسيره جامع البيان عن تأويل آي القرآن [19/166]: "يقول: إذا سألتم أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونساء المؤمنين اللواتي لسن لكم بأزواج: متاعا: {فاسألوهن من وراء حجاب}، يقول: من وراء ستر بينكم وبينهن، ولا تدخلوا عليهن بيوتهن". 2. قال ابن العربي في تفسيره أحكام القرآن، في تفسيره الآية [3/1579]: "هذا يدل على أن الله أذن في مساءلتهن من وراء حجاب في حاجة تعرض، أو مسألة يستفتى فيها، والمرأة كلها عورة، بدنها وصوتها، فلا يجوز كشف ذلك إلا لضرورة، أو لحاجة، كالشهادة عليها، أو داء يكون ببدنها، أو سؤالها عما يعن ويعرض عندها". 3. قال القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن [14/227]: "في هذا الآية دليل على أن الله تعالى أذن في مسألتهن من وراء حجاب في حاجة تعرض، أو مسألة يستفتين فيها، ويدخل في ذلك جميع النساء بالمعنى، وبما تضمنته أصول الشريعة من أن المرأة كلها عورة: بدنها وصوتها، كما تقدم، فلا يجوز كشف ذلك إلا لحاجة كالشهادة عليها، أو داء يكون ببدنها، أو سؤالها عما يعرض وتعين وعندها". 4. قال ابن كثير في تفسيره [6/446] في تفسير الآية المتممة لآية الحجاب: "لا جناح عليهن في آبائهن ..": "لما أمر الله تعالى النساء بالحجاب من الأجانب، بين أن هؤلاء الأقارب لا يجب الاحتجاب منهم، كما استثناهم في سورة النور، عند قوله: {ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن}". 5. قال الجصاص في أحكام القرآن، في تفسيره الآية [5/242]: "هذا الحكم وإن نزل خاصا في النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه، فالمعنى عام فيه وفي غيره، إذ كنا مأمورين باتباعه والاقتداء به، إلا ما خصه الله به دون أمته". 6. قال الشوكاني في تفسيره فتح القدير [4/298]: ""ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن"، أي أكثر تطهيرا لها من الريبة، وخواطر السوء، التي تعرض للرجال في أمر النساء، وللنساء في أمر الرجال، وفي هذا أدب لكل مؤمن، وتحذير له، من أن يثق بنفسه في الخلوة مع من لا تحل له، والمكالمة من دون حجاب لم تحرم عليه".. قال: "ثم بين سبحانه من لا يلزم الحجاب منه، فقال: "لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن"، فهؤلاء لا يجب على نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا غيرهن من النساء الاحتجاب منهم". 7. قال الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن [6/584]: "في هذه الآية الكريمة الدليل الواضح على أن وجوب الحجاب عام في جميع النساء، لا خاص بأزواجه صلى الله عليه وسلم، وإن كان أصل اللفظ خاصا بهن، لأن عموم علته دليل على عموم الحكم فيه، ومسلك العلة الذي دل على أن قوله تعالى: "ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن" هو علة قوله تعالى: "فاسألوهن من وراء حجاب"، هو المسلك المعروف في الأصول بمسلك الإيماء والتنبيه، وضابط هذا المسلك المنطبق على جزئياته: هو أن يقترن وصف بحكم شرعي على وجه لو لم يكن فيه ذلك الوصف علة لذلك الحكم لكان الكلام معيبا عند العارفين". 8. قال الشيخ حسنين مخلوف مفتى الديار المصرية [انظر: عودة الحجاب 3/240، نقلا عن صفوة البيان لمعاني القرآن 2/190]: " وحكم نساء المؤمنين في ذلك حكم نسائه صلى الله عليه وسلم". أما العلماء الذين نصوا على الخصوصية من غير المفسرين، فمنهم: 1. القاضي عياض، قال: [الفتح 8/530]: " فرض الحجاب مما اختصصن به، فهو فرض عليهن بلا خلاف في الوجه والكفين، فلا يجوز لهن كشف ذلك في شهادة ولا غيرها، ولا إظهار شخوصهن، وإن كن مستترات، إلا ما دعت إليه ضرورة من براز". 2. قال أبو جعفر الطحاوي [ شرح معاني الآثار 2/392-393. انظر: الرد المفحم ص34]: "أبيح للناس أن ينظروا إلى ما ليس بمحرّم عليهم من النساء، إلى وجوههن وأكفهن، وحرم ذلك عليهم من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد رحمهم الله تعالى". 3. قال ابن بطال [الفتح 1/10]: "فيه دليل على أن نساء المؤمنين ليس عليهن من الحجاب ما يلزم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، إذ لو لزم ذلك جميع النساء لأمر النبي صلى الله عليه وسلم الخثعمية بالاستتار ولما صرف وجه الفضل. قال: فيه دليل على أن ستر المرأة وجهها ليس فرضا، لإجماعهم على أن المرأة تبدي وجهها في الصلاة، ولو رآها الغرباء، وأن قوله: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم" على الوجوب في غير الوجه". =========استطراد: اعتراض، وجواب. قال بعضهم: لما كان على الأمهات ستر شخوصهن، ولم يكن ذلك على سائر المؤمنات، صح حينئذ القول بأن ثمة حجاب خاص للأمهات، يفترق عن سائر المؤمنات، فإذا ثبت التفاوت، فالقول بأن الأمهات عليهن تغطية الوجه، دون غيرهن، فمن هذا الباب، فهذا أساس في المسألة. ويقال: هذا المذهب باطل، يخالف الآثار، وهو مذهب القاضي عياض وقد رده ابن حجر، حيث قال تعليقا على حديث الحجاب الآنف [الفتح 8/530]: "وفي الحديث من الفوائد مشروعية الحجاب لأمهات المؤمنين، قال: عياض: فرض الحجاب مما اختصصن به، فهو فرض عليهن بلا خلاف في الوجه والكفين، فلا يجوز لهن كشف ذلك في شهادة ولا غيرها، ولا إظهار شخوصهن، وإن كن مستترات، إلا ما دعت إليه ضرورة من براز. ثم استدل بما في الموطأ أن حفصة لما توفي عمر سترها النساء عن أن يرى شخصها، وإن زينب بنت حجش جعلت لها القبة فوق نعشها ليستر شخصها. انتهى. وليس فيما ذكر دليل على ما ادعاه من فرض ذلك عليهن، وقد كن بعد النبي صلى الله عليه وسلم يحججن ويطفن، وكان الصحابة من بعدهم يسمعون منهن الحديث، وهن مستترات الأبدان لا الأشخاص، وقد تقدم في الحج قول ابن جريج لعطاء لما ذكر له طواف عائشة: أقبل الحجاب أو بعده؟، قال: قد أدركت ذلك بعد الحجاب". وفي كل حال: هذه المسألة خارج محل النزاع، فليس النزاع في ستر الشخوص، بل في ستر الوجوه، فلو ثبت وجوب ستر الشخوص للأزواج واختصاصهن به، لم يكن ذلك دليلا على أن ستر الوجوه خاص به، بل قد يقال: هو دليل على عموم حكم غطاء الوجه، وإنما الذي اختصت به الأمهات ستر الشخوص. * * * - استطراد آخر: اعتراض، وجواب. قال الشيخ الألباني في كتابه [ الرد المفحم ص10]: " يزعم كثير من المخالفين المتشددين: أن الجلباب المأمور به في آية الأحزاب هو بمعنى الحجاب المذكور في الآية الأخرى: "فاسألوهن من وراء حجاب"، وهذا خلط عجيب، حملهم عليه علمهم بأن الآية الأولى لا دليل على أن الوجه والكفين عورة، بخلاف الآية الأخرى، فإنها في المرأة ودارها، إذ إنها لا تكون عادة متجلببة ولا متخمرة فيها، فلا تبرز للسائل، خلافا لما يفعله بعضهن اليوم ممن لا أخلاق لهن، قد نبه على هذا الفرق شيخ الإسلام ابن تيمية، فقال في الفتاوى 15/448: (فآية الجلابيب في الأردية عند البروز من المساكن، وآية الحجاب عند المخاطبة في المساكن). قلت: فليس في أي من الآيتين ما يدل على وجوب ستر الوجه والكفين". من هذا يتضح أن للشيخ رأيا خاصا في الآية، فهو يرى عموم حكمها جميع النساء، لكنه يخصها بالبيوت، وكأنه أعمل قاعدة: "خطاب الواحد يعم الجميع"، لكنه نظر إلى سياق الآية، فحكم بأنها في البيوت، دون الخارج، لكن في قوله ثمة إشكال مبني على مذهبه في جواز كشف الوجه، وهو: إذا كان يقصر آية الحجاب على المساكن، ويمنع دلالة آية الجلباب على تغطية الوجه، فمن أين أوجب على الأزواج التغطية؟!. من أجاز كشف الوجه، فلا دليل لديه يوجب تغطية الأزواج الوجه إلا آية الحجاب، وليس في الآثار أمر للأزواج بالتغطية، بل غاية ما فيها تطبيقهن لهذا الحكم، فإذا قصر القائلون بالكشف آية الحجاب على المساكن، حينئذ لا يبقى لديهم دليل يوجب التغطية على الأزواج وجوههن خارج البيت، فيلزمهم القول بجواز كشف الأزواج وجوههن. وهذا لم يقل به أحد، ولا الشيخ نفسه. فليس ثمة طريق إذن، للقول بوجوب تغطية الأزواج وجوههن، إلا التسليم بشمول حكم آية الحجاب البيت وخارجه، وإذا فعل فقد أقر بأن الآية تدل وجوب التغطية داخل البيوت وخارجها، وحينئذ يلزمه القول بعموم الحكم نساء المؤمنين، لبطلان التخصيص، كما تقدم، ولأن الشيخ كذلك لا يقول بتخصيص الحكم. وينتبه هنا: إلى أنه على قول من يوجب التغطية على الجميع، فلا إشكال في تخصيص آية الحجاب بالمساكن، وآية الجلباب في البروز من المساكن، لأن هؤلاء يستدلون بآية الجلباب على التغطية، وحينئذ فهي دليل وجوب التغطية في حق الأزواج، كما هو في حق سائر النساء، وهذا هو مذهب ابن تيمية رحمه الله تعالى. وإذا كانت هذه هي صورة المسألة، فما كان للشيخ أن يستدل على ما ذهب إليه بشيخ الإسلام ابن تيمية، دفعا للإيهام، من أنه يقول بالكشف، فإنه من القائلين بوجوب تغطية الوجه على عموم النساء، ويستدل على ذلك بآية الجلباب، وإذا كان كذلك وجب أن يفهم قوله المنقول في ضوء هذا المذهب، يقول: "وحقيقة الأمر أن الله جعل الزينة زينتين: زينة ظاهرة، وزينة غير ظاهرة. وجوز لها إبداء زينتها الظاهرة، لغير الزوج وذوى المحارم، وكانوا قبل أن تنزل آية الحجاب، كان النساء يخرجن بلا جلباب، يرى الرجل وجهها ويديها، وكان إذا ذاك يجوز لها أن تظهر الوجه والكفين، وكان حينئذ يجوز النظر إليها، لأنه يجوز لها إظهاره، ثم لما أنزل الله عز وجل آية الحجاب، بقوله: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن" حجب النساء عن الرجال" [الفتاوى 22/110]. على أنه يقال: إن القول بقصر دلالة آية الحجاب على البيوت مطلقا يعارض علة الآية، التي هي: "ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن"، فالطهارة مطلوبة في الحالين، ومن ثم فالقصر ممتنع، وكون سياق الآية جاء في البيوت، فلا يمنع ذلك من تعميم الحكم خارجه لوجود العلة، والقاعدة معروفة: "العبرة بعموم اللفظ، لابخصوص السبب". كذلك لم نجد في أقوال المفسرين التصريح بالقصر، بل ظاهر كلامهم شمول الحكم البيوت وخارجها. وقد ذهب الشيخ الألباني رحمه الله تعالى إلى أنه لا نص صريح الدلالة، على وجوب ستر الوجه واليدين، ومن ثم فلا يصح حمل النصوص المبيحة على ما قبل الأمر بالحجاب.. قال [الرد المفحم ص122]: " الشبهة الخامسة: قال أحد الفضلاء: وعلى التسليم بصحة الحديث، يحمل على ما قبل الحجاب، لأن نصوص الحجاب ناقلة عن الأصل فتقدم. فأقول: لا يصح الحمل المذكور هنا لأمرين: الأول: أنه ليس في تلك النصوص، ما هو صريح الدلالة، على وجوب ستر الوجه واليدين، حتى يصح القول بأنها ناقلة عن الأصل. الثاني: أن نصوص الحجاب المشار إليه تنقسم إلى قسمين من حيث دلالتها: الأول: ما يتعلق بحجاب البيوت، حيث المرأة متبذلة في بيتها، فهذا لا علاقة له بما نحن فيه، على أنه ليس في إلا آية الأحزاب: "وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب"، وقد قدمنا عن ابن تيمية أنها في البيوت. والآخر: ما يتعلق بالمرأة إذا خرجت من بيتها، وهو الجلباب...". ويفهم من كلامه، أنه لو وجد نص صريح الدلالة على الوجوب، فإنه يكون ناسخا لكل نص يبيح الكشف. وبما سبق من تفصيل وأوجه، يتبين أن هذه الآية نص صريح الدلالة، في وجوب تغطية الوجوه، لعموم النساء، ويمتنع أن يكون حكم الآية قاصرا على البيوت، لأنه الدليل الوحيد، الذي يوجب تغطية الأزواج وجوههن، عند من يخصهن بالتغطية، فقصر دلالته على البيوت، يعطل دلالته على هذا الحكم، ولا قائل بهذا أحد، ولا الشيخ نفسه. * * *
فإذا ثبت عموم الحكم في آية الحجاب: "وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن".. فلم يعارضه معارض صحيح يقصر الحكم على الأزواج، فنخرج من ذلك بنتيجة مهمة هي: أن الشارع يؤصل للحجاب الكامل، بتغطية الوجه وسائر البدن. بصريح هذه الآية، التي لم يجد أحد طريقا لصرف معناها وحكمها في حق سائر المؤمنات إلا دعوى الخصوصية بالأزواج..
وقد علم بطلان هذه الخصوصية بما سقنا من أدلة شرعية وعقلية وأقوال للعلماء. والنتيجة المهمة هنا هي:
- أنه إذا كانت الآية قطعية الثبوت، وهذا بإجماع المسلمين، لأنها من القرآن، والله تعالى حفظه. - وإذا ثبتت قطعية دلالتها على وجوب الحجاب الكامل، بما سبق من الوجوه والأدلة. فنخرج من ذلك: أن الآية محكمة الدلالة، فتكون من المحكمات، التي يصار إليها حين الخلاف، فما عارضها، وكان ثابتا بسند صحيح، بدلالة صريحة على الكشف، فهو متشابه، كأن يكون قبل الأمر بالحجاب، أو لعذر خاص، وحالة خاصة،، فيرد هذا المتشابه إلى هذا المحكم، ويفهم في ضوئه، وبذلك ينتفي التعارض، فهذا سبيل التعامل مع المحكمات، لا يصح ولا يجوز تعطليها لأجل متشابه. هذا لو كان هذا المتشابه بهذا الوصف من الثبوت والدلالة، فكيف إذا كان باطل السند، كحديث أسماء، أو محتمل الدلالة غير قطعي في الكشف، كحديث الخثعمية، وهذا حال الآثار التي استدل بها الذين أجازوا الكشف، فحينئذ فلا ريب أن الواجب طرحه، وعدم الالتفات، ولا يجوز بحال تقديمه على نص محكم.
إذن النتيجة: 1. القسم الأول باطل عند الجميع. 2. القسم الثاني قول أهل التخصيص، وهو باطل، لأن فيه إبطال للتخصيص، بتعميم بعض الخطاب. 3. القسم الثالث باطل عند الجميع، ويلزم أهل التخصيص. 4. القسم الرابع وهو العموم في الحالين، هو القول الحق والصواب، الخالي من المعارضة.
...................
الوجه الخامس: أقوال العلماء في تفسير الآية تفيد العموم.
للعلماء مذاهب في هذه الآية:
- فبعضهم نص على التخصيص صراحة، وهم قلة، ولم أقف، من هذا الصنف، إلا على اثنين هما: ابن جزي الكلبي في تفسيره، والطاهر ابن عاشور في تفسيره التحرير والتنوير. هذا من حيث من المفسرين، أما غيرهم، فالمجزوم به: أن كل من يقول بالكشف، فإنه يقول: الآية خاصة بالأزواج.
- وبعضهم لم ينص صراحة على التخصيص، وكلامه محتمل، وحمله على العموم أرجح، لأن التخصيص لايستفاد إلا من صريح القول، ومن هذا الصنف الرازي وأبو السعود. - والصنف الثالث نص صراحة على عموم حكم الآية، منهم: ابن جرير، وابن العربي، والقرطبي، وابن كثير، والجصاص، والشوكاني، والشنقيطي، وكذا الشيخ حسنين مخلوف، مفتي الديار المصرية، وذهب إلى هذا أيضا: محمد أديب كلكل، وسعيد الجابي، ووهبي سليمان غاوجي، وأبو هشام عبد الله الأنصاري، وعبد العزيز بن خلف [انظر أقوالهم في: عودة الحجاب 3/240-247]وبالعموم فكل من قال بوجوب غطاء الوجه على الجميع، فهو يقول بعموم هذه الآية، حتى من يقول بأن آية الحجاب في المساكن، وآية الجلباب في البروز، كابن تيمية، لا يمنع من دلالة هذه الآية على الحجاب، كما سيأتي قوله،
وهذه أقوال طائفة من المفسرين الذين صرحوا بعموم حكم الآية:
1. قال ابن جرير في تفسيره جامع البيان عن تأويل آي القرآن [19/166]: "يقول: إذا سألتم أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ونساء المؤمنين اللواتي لسن لكم بأزواج: متاعا: {فاسألوهن من وراء حجاب}، يقول: من وراء ستر بينكم وبينهن، ولا تدخلوا عليهن بيوتهن".
2. قال ابن العربي في تفسيره أحكام القرآن، في تفسيره الآية [3/1579]: "هذا يدل على أن الله أذن في مساءلتهن من وراء حجاب في حاجة تعرض، أو مسألة يستفتى فيها، والمرأة كلها عورة، بدنها وصوتها، فلا يجوز كشف ذلك إلا لضرورة، أو لحاجة، كالشهادة عليها، أو داء يكون ببدنها، أو سؤالها عما يعن ويعرض عندها".
3. قال القرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن [14/227]: "في هذا الآية دليل على أن الله تعالى أذن في مسألتهن من وراء حجاب في حاجة تعرض، أو مسألة يستفتين فيها، ويدخل في ذلك جميع النساء بالمعنى، وبما تضمنته أصول الشريعة من أن المرأة كلها عورة: بدنها وصوتها، كما تقدم، فلا يجوز كشف ذلك إلا لحاجة كالشهادة عليها، أو داء يكون ببدنها، أو سؤالها عما يعرض وتعين وعندها".
4. قال ابن كثير في تفسيره [6/446] في تفسير الآية المتممة لآية الحجاب: "لا جناح عليهن في آبائهن ..": "لما أمر الله تعالى النساء بالحجاب من الأجانب، بين أن هؤلاء الأقارب لا يجب الاحتجاب منهم، كما استثناهم في سورة النور، عند قوله: {ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن}".
5. قال الجصاص في أحكام القرآن، في تفسيره الآية [5/242]: "هذا الحكم وإن نزل خاصا في النبي صلى الله عليه وسلم وأزواجه، فالمعنى عام فيه وفي غيره، إذ كنا مأمورين باتباعه والاقتداء به، إلا ما خصه الله به دون أمته".
6. قال الشوكاني في تفسيره فتح القدير [4/298]: ""ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن"، أي أكثر تطهيرا لها من الريبة، وخواطر السوء، التي تعرض للرجال في أمر النساء، وللنساء في أمر الرجال، وفي هذا أدب لكل مؤمن، وتحذير له، من أن يثق بنفسه في الخلوة مع من لا تحل له، والمكالمة من دون حجاب لم تحرم عليه".. قال: "ثم بين سبحانه من لا يلزم الحجاب منه، فقال: "لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن"، فهؤلاء لا يجب على نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا غيرهن من النساء الاحتجاب منهم".
7. قال الشنقيطي في تفسيره أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن [6/584]: "في هذه الآية الكريمة الدليل الواضح على أن وجوب الحجاب عام في جميع النساء، لا خاص بأزواجه صلى الله عليه وسلم، وإن كان أصل اللفظ خاصا بهن، لأن عموم علته دليل على عموم الحكم فيه، ومسلك العلة الذي دل على أن قوله تعالى: "ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن" هو علة قوله تعالى: "فاسألوهن من وراء حجاب"، هو المسلك المعروف في الأصول بمسلك الإيماء والتنبيه، وضابط هذا المسلك المنطبق على جزئياته: هو أن يقترن وصف بحكم شرعي على وجه لو لم يكن فيه ذلك الوصف علة لذلك الحكم لكان الكلام معيبا عند العارفين".
8. قال الشيخ حسنين مخلوف مفتى الديار المصرية [انظر: عودة الحجاب 3/240، نقلا عن صفوة البيان لمعاني القرآن 2/190]: " وحكم نساء المؤمنين في ذلك حكم نسائه صلى الله عليه وسلم".
أما العلماء الذين نصوا على الخصوصية من غير المفسرين، فمنهم:
. القاضي عياض، قال: [الفتح 8/530]: " فرض الحجاب مما اختصصن به، فهو فرض عليهن بلا خلاف في الوجه والكفين، فلا يجوز لهن كشف ذلك في شهادة ولا غيرها، ولا إظهار شخوصهن، وإن كن مستترات، إلا ما دعت إليه ضرورة من براز".
2. قال أبو جعفر الطحاوي [ شرح معاني الآثار 2/392-393. انظر: الرد المفحم ص34]: "أبيح للناس أن ينظروا إلى ما ليس بمحرّم عليهم من النساء، إلى وجوههن وأكفهن، وحرم ذلك عليهم من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وهو قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد رحمهم الله تعالى".
3. قال ابن بطال [الفتح 1/10]: "فيه دليل على أن نساء المؤمنين ليس عليهن من الحجاب ما يلزم أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، إذ لو لزم ذلك جميع النساء لأمر النبي صلى الله عليه وسلم الخثعمية بالاستتار ولما صرف وجه الفضل. قال: فيه دليل على أن ستر المرأة وجهها ليس فرضا، لإجماعهم على أن المرأة تبدي وجهها في الصلاة، ولو رآها الغرباء، وأن قوله: "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم" على الوجوب في غير الوجه".
...........................
استطراد: اعتراض، وجواب
قال بعضهم: لما كان على الأمهات ستر شخوصهن، ولم يكن ذلك على سائر المؤمنات، صح حينئذ القول بأن ثمة حجاب خاص للأمهات، يفترق عن سائر المؤمنات، فإذا ثبت التفاوت، فالقول بأن الأمهات عليهن تغطية الوجه، دون غيرهن، فمن هذا الباب، فهذا أساس في المسألة.
ويقال: هذا المذهب باطل، يخالف الآثار، وهو مذهب القاضي عياض وقد رده ابن حجر، حيث قال تعليقا على حديث الحجاب الآنف [الفتح 8/530]: "وفي الحديث من الفوائد مشروعية الحجاب لأمهات المؤمنين، قال: عياض: فرض الحجاب مما اختصصن به، فهو فرض عليهن بلا خلاف في الوجه والكفين، فلا يجوز لهن كشف ذلك في شهادة ولا غيرها، ولا إظهار شخوصهن، وإن كن مستترات، إلا ما دعت إليه ضرورة من براز. ثم استدل بما في الموطأ أن حفصة لما توفي عمر سترها النساء عن أن يرى شخصها، وإن زينب بنت حجش جعلت لها القبة فوق نعشها ليستر شخصها. انتهى.
وليس فيما ذكر دليل على ما ادعاه من فرض ذلك عليهن، وقد كن بعد النبي صلى الله عليه وسلم يحججن ويطفن، وكان الصحابة من بعدهم يسمعون منهن الحديث، وهن مستترات الأبدان لا الأشخاص، وقد تقدم في الحج قول ابن جريج لعطاء لما ذكر له طواف عائشة: أقبل الحجاب أو بعده؟، قال: قد أدركت ذلك بعد الحجاب".
وفي كل حال: هذه المسألة خارج محل النزاع، فليس النزاع في ستر الشخوص، بل في ستر الوجوه، فلو ثبت وجوب ستر الشخوص للأزواج واختصاصهن به، لم يكن ذلك دليلا على أن ستر الوجوه خاص به، بل قد يقال: هو دليل على عموم حكم غطاء الوجه، وإنما الذي اختصت به الأمهات ستر الشخوص.
- استطراد آخر: اعتراض، وجواب.
قال الشيخ الألباني في كتابه [ الرد المفحم ص10]: " يزعم كثير من المخالفين المتشددين: أن الجلباب المأمور به في آية الأحزاب هو بمعنى الحجاب المذكور في الآية الأخرى: "فاسألوهن من وراء حجاب"، وهذا خلط عجيب، حملهم عليه علمهم بأن الآية الأولى لا دليل على أن الوجه والكفين عورة، بخلاف الآية الأخرى، فإنها في المرأة ودارها، إذ إنها لا تكون عادة متجلببة ولا متخمرة فيها، فلا تبرز للسائل، خلافا لما يفعله بعضهن اليوم ممن لا أخلاق لهن، قد نبه على هذا الفرق شيخ الإسلام ابن تيمية، فقال في الفتاوى 15/448: (فآية الجلابيب في الأردية عند البروز من المساكن، وآية الحجاب عند المخاطبة في المساكن). قلت: فليس في أي من الآيتين ما يدل على وجوب ستر الوجه والكفين".
من هذا يتضح أن للشيخ رأيا خاصا في الآية، فهو يرى عموم حكمها جميع النساء، لكنه يخصها بالبيوت، وكأنه أعمل قاعدة: "خطاب الواحد يعم الجميع"، لكنه نظر إلى سياق الآية، فحكم بأنها في البيوت، دون الخارج، لكن في قوله ثمة إشكال مبني على مذهبه في جواز كشف الوجه، وهو: إذا كان يقصر آية الحجاب على المساكن، ويمنع دلالة آية الجلباب على تغطية الوجه، فمن أين أوجب على الأزواج التغطية؟!.
من أجاز كشف الوجه، فلا دليل لديه يوجب تغطية الأزواج الوجه إلا آية الحجاب، وليس في الآثار أمر للأزواج بالتغطية، بل غاية ما فيها تطبيقهن لهذا الحكم، فإذا قصر القائلون بالكشف آية الحجاب على المساكن، حينئذ لا يبقى لديهم دليل يوجب التغطية على الأزواج وجوههن خارج البيت، فيلزمهم القول بجواز كشف الأزواج وجوههن. وهذا لم يقل به أحد، ولا الشيخ نفسه.
فليس ثمة طريق إذن، للقول بوجوب تغطية الأزواج وجوههن، إلا التسليم بشمول حكم آية الحجاب البيت وخارجه، وإذا فعل فقد أقر بأن الآية تدل وجوب التغطية داخل البيوت وخارجها، وحينئذ يلزمه القول بعموم الحكم نساء المؤمنين، لبطلان التخصيص، كما تقدم، ولأن الشيخ كذلك لا يقول بتخصيص الحكم.
وينتبه هنا: إلى أنه على قول من يوجب التغطية على الجميع، فلا إشكال في تخصيص آية الحجاب بالمساكن، وآية الجلباب في البروز من المساكن، لأن هؤلاء يستدلون بآية الجلباب على التغطية، وحينئذ فهي دليل وجوب التغطية في حق الأزواج، كما هو في حق سائر النساء، وهذا هو مذهب ابن تيمية رحمه الله تعالى.
وإذا كانت هذه هي صورة المسألة، فما كان للشيخ أن يستدل على ما ذهب إليه بشيخ الإسلام ابن تيمية، دفعا للإيهام، من أنه يقول بالكشف، فإنه من القائلين بوجوب تغطية الوجه على عموم النساء، ويستدل على ذلك بآية الجلباب، وإذا كان كذلك وجب أن يفهم قوله المنقول في ضوء هذا المذهب، يقول:
"وحقيقة الأمر أن الله جعل الزينة زينتين: زينة ظاهرة، وزينة غير ظاهرة. وجوز لها إبداء زينتها الظاهرة، لغير الزوج وذوى المحارم، وكانوا قبل أن تنزل آية الحجاب، كان النساء يخرجن بلا جلباب، يرى الرجل وجهها ويديها، وكان إذا ذاك يجوز لها أن تظهر الوجه والكفين، وكان حينئذ يجوز النظر إليها، لأنه يجوز لها إظهاره، ثم لما أنزل الله عز وجل آية الحجاب، بقوله: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن" حجب النساء عن الرجال" [الفتاوى 22/110].
على أنه يقال: إن القول بقصر دلالة آية الحجاب على البيوت مطلقا يعارض علة الآية، التي هي: "ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن"، فالطهارة مطلوبة في الحالين، ومن ثم فالقصر ممتنع، وكون سياق الآية جاء في البيوت، فلا يمنع ذلك من تعميم الحكم خارجه لوجود العلة، والقاعدة معروفة: "العبرة بعموم اللفظ، لابخصوص السبب".
كذلك لم نجد في أقوال المفسرين التصريح بالقصر، بل ظاهر كلامهم شمول الحكم البيوت وخارجها.
وقد ذهب الشيخ الألباني رحمه الله تعالى إلى أنه لا نص صريح الدلالة، على وجوب ستر الوجه واليدين، ومن ثم فلا يصح حمل النصوص المبيحة على ما قبل الأمر بالحجاب.. قال [الرد المفحم ص122]:
" الشبهة الخامسة: قال أحد الفضلاء: وعلى التسليم بصحة الحديث، يحمل على ما قبل الحجاب، لأن نصوص الحجاب ناقلة عن الأصل فتقدم. فأقول: لا يصح الحمل المذكور هنا لأمرين: الأول: أنه ليس في تلك النصوص، ما هو صريح الدلالة، على وجوب ستر الوجه واليدين، حتى يصح القول بأنها ناقلة عن الأصل. الثاني: أن نصوص الحجاب المشار إليه تنقسم إلى قسمين من حيث دلالتها:
الأول: ما يتعلق بحجاب البيوت، حيث المرأة متبذلة في بيتها، فهذا لا علاقة له بما نحن فيه، على أنه ليس في إلا آية الأحزاب: "وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب"، وقد قدمنا عن ابن تيمية أنها في البيوت.
والآخر: ما يتعلق بالمرأة إذا خرجت من بيتها، وهو الجلباب...". ويفهم من كلامه، أنه لو وجد نص صريح الدلالة على الوجوب، فإنه يكون ناسخا لكل نص يبيح الكشف. وبما سبق من تفصيل وأوجه، يتبين أن هذه الآية نص صريح الدلالة، في وجوب تغطية الوجوه، لعموم النساء، ويمتنع أن يكون حكم الآية قاصرا على البيوت، لأنه الدليل الوحيد، الذي يوجب تغطية الأزواج وجوههن، عند من يخصهن بالتغطية،
فقصر دلالته على البيوت، يعطل دلالته على هذا الحكم، ولا قائل بهذا أحد، ولا الشيخ نفسه.
(فإذا ثبت عموم الحكم في آية الحجاب: "وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن".. فلم يعارضه معارض صحيح يقصر الحكم على الأزواج، فنخرج من ذلك بنتيجة مهمة هي: أن الشارع يؤصل للحجاب الكامل، بتغطية الوجه وسائر البدن. بصريح هذه الآية، التي لم يجد أحد طريقا لصرف معناها وحكمها في حق سائر المؤمنات إلا دعوى الخصوصية بالأزواج.. )
وقد علم بطلان هذه الخصوصية بما سقنا من أدلة شرعية وعقلية وأقوال للعلماء. والنتيجة المهمة هنا هي:
أنه إذا كانت الآية قطعية الثبوت، وهذا بإجماع المسلمين، لأنها من القرآن، والله تعالى حفظه.
- وإذا ثبتت قطعية دلالتها على وجوب الحجاب الكامل، بما سبق من الوجوه والأدلة. فنخرج من ذلك: أن الآية محكمة الدلالة، فتكون من المحكمات، التي يصار إليها حين الخلاف، فما عارضها، وكان ثابتا بسند صحيح، بدلالة صريحة على الكشف، فهو متشابه، كأن يكون قبل الأمر بالحجاب، أو لعذر خاص، وحالة خاصة،، فيرد هذا المتشابه إلى هذا المحكم، ويفهم في ضوئه، وبذلك ينتفي التعارض، فهذا سبيل التعامل مع المحكمات، لا يصح ولا يجوز تعطليها لأجل متشابه.
هذا لو كان هذا المتشابه بهذا الوصف من الثبوت والدلالة، فكيف إذا كان باطل السند، كحديث أسماء، أو محتمل الدلالة غير قطعي في الكشف، كحديث الخثعمية، وهذا حال الآثار التي استدل بها الذين أجازوا الكشف، فحينئذ فلا ريب أن الواجب طرحه، وعدم الالتفات، ولا يجوز بحال تقديمه على نص محكم.
انتهى بحمد الله وبفضله وسوف نكمل باقى الموضوع ان شاء الله
منقول للامانة
كتبها لمدونة عيون ( طارق الطيب)
ail

السبت، فبراير 21، 2009

برنامج عم يتسائلون....كفاكم تشهير بعلمائنا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اكيد جميعنا يعرف جيدا برنامج عم يتسائلون الذى يذاع على قناة دريم ومقدمه احمد عبدون.
هذا البرنامج المستفز الذى يقدم السم فى العسل كما يقولون فهو لايقدم مفيدا للمسلمين فى واقع الامر ،
وانما لا يقدم الا ما يثير الفتنة والبلبلة وما يدعو الى اثارة الجدال والقيل والقال ويدعو الى التشكيك فى
امور كثيرة كان الناس فى غنى عنها ، وكل هذا من اجل الربح المادى لا اكثر ولا اقل فمقدم البرنامج
احمد عبدون لن يربح الا اذا انهالت الاعلانات على برنامجة ولن تحدث هذا الا اذا حقق البرنامج نسبة
مشاهدة عالية ،الى هنا وليس هناك ما يدعو الى الهجوم عليه ولكن ان يكون الدين مجرد سلعة تستخدم
لنشترى باْيات الله ثمنا قليلا هذا ما لا يرضاه ولا يقبله مسلم (مش هقول مكتمل الايمان او حتى نص نص )
لاء ده مش هيقبل بيه مسلم ضعيف الايمان .
فالسيد احمد عبدون يريد تحقيق اعلى نسبة مشاهدة فلابد من تقديم مادة اعلامية مستوحاة من الدين
( وهى فى الواقع ملهاش دعوة بالدين) ويحرص ان تكون مثار جدل وبغط وخصوصا الامر التى لم
يتم حسمها بعد من خلال مجمع البحوث الاسلامية، وامعانا فى لعبته يستضيف مجموعة من باعة الدين
المتجولين الذى انخدع فيهم الانسان البسيط بمنتهى السهوله ، وعلى راس هؤلاء ( سعاد صالح، جمال البنا
ملك زورار) وآخرون من الذين والاتى يقدمن الفتوى وكانهم يقدمون طبق كشرى فى مطعم.....
وتجدهم وهم يتناقشون وكانك تجلس فى سوق الاربعاء !!!
فهذه تتشنج وتلك تتالم والاخرى تتلوى وكانهم فى مبارة لاستعراض مدى تاثيرهم فى تشكيل الراى العام ،

سعاد صالح اللى عاملها حواجبها بتفتى!!!!!!!
ملك زورار المحامية التى لم تدرس الفقه الاسلامى والحديث والقرآن الكريم كما ينبغى بتفتى!!!!!
لو ان السيدة عائشة كانت بيننا اليوم ياترى ماذا سيكون رد فعلها.
ولم يكتفى احمد عبون بذلك ،بل عمد الى مهاجمة قناة الناس وقناة الرحمةوقنوات منافسة
اخرى خوفا منه لن تستاثر هذه القنوات وبرامجها الدعوية الحقيقة على جمهور المشاهدين
واخذ هو ومن معه يتقولون على مشايخ وعلماء ودعاه حقيقون ولا يتقاضو اجورا .
ولا ارى انهم يفعلون هذا الا غيظا ومكيدة بهم .. كفاك تشهير بعلمائنا يا اخ احمد
وطبعا الجماعة اللى هوة بيستضفهم مش بعجمه فتاوى علمائنا الافاضل. وعايزين هما اللى يتصدرو للدعوة
مؤخرا علمت ان هناك من ترك البرنامج لاسباب لا يعلمها الا الله.
واذ بالمقدم الفذ احمد عبدون يعلن وبمنتهى الخباثة ان الذين تركو البرنامج طالبو بزيادة (اجرهم) ونحط
خط تحت الكلمة دى .. وانه رفض ان يفعل ذلك لذا قرروا ان يتركو البرنامج له ولقناة دريم مخضرة
وقال ايضا انه سوف يسعى الى البحث عن دعاه جدد لتقديمهم الى المشاهد الكريم .. وكان الدعاة دول
عبارة عن لاعبين بس مش كرة قدم لاء كرة دعوة وان كبار اللعبة دى اتمردو على مدربهم فقرر انه
يعاقبهم بالاستبعاد من تشكيلته الاساسية والاعتماد على الناشئين والجيل الصاعد ويديهم الفرصة لانهم
مستقبل النادى (اقصد البرنامج) ولازم يراعيهم كويس عشان مفيش برنامج تانى يخطفهم منه.
يا سلام على زمن يصدق فيه الكاذب ويكذب فيه الصادق
يؤتمن فيه الخائن ويخون فيه الامين
يا سلم على زمن بتفتى فيه امثال سعاد صالح وملك زورار.

الجمعة، فبراير 20، 2009

علم الطاقة المغـناطيسية وتطورها وتاريخها

عُرفت الطاقة الـمغناطيسية منذ آلاف السنين وكان يستعملها الكهان في السيطرة على الناس من أجل مصالحهم الشـخصية فكانوا يمارسـونها في معابدهم بسرية تامة حتى إنه كان يُمنع استخدامها إلاَّ عن طريق هؤلاء الكـهـان وكان الكهان لا يعلمون أحداَ إلا إذا كان يمارس الفنون القتالية بشكل ماهر جداَ وكان التدريب في الغابات أوفي الجبال من دون أن يرى أحد كيف هي تلك التمارين وما هدفها حتى إن التلميذ كانوا يعلمونه أكثر من تمرين والفائدة الحقيقة لا يعرف أين هي وبعد عدد من سنوات التمرين قد تصل إلى عشرين سنة ينكشف السر أمام التلميذ المسكين ليعرف الحقيقة وهي أنه كان من الممكن أن يتعلم علم الطاقة خلال ستة أشهر ويكون مدرباً ممتازاً ولكن هدف الكهان الحقيقي هو استغلال التلميذ والناس ليجعلوهم في وهم على أنهم أبناء الآلهة وأنها هي التي تعطيهم أسرار الطاقات والخوارق وعلاج الأمراض ويوهمون الناس أن الآلهة تتكلم معهم والهدف الحقيقي هو السلطة .عندما عرفت الطاقة في أوربا في العهود الوسطى عرفت تحت أسم التنويم المغنطيسي وتغيرت أسماء التنويم في العصور الحديثة مع تغير الآراء ففي التاسع والعشرين من شهر يونيو عام1842وقف الدكتور (جيمس برايد) الطبيب الجراح يقرأ أمام الجمعية الطبيـة في مدينة منشتر بحثا له سماه (النوم العصبي أو الهيبنوتزم ) وهي كلمة مشتقة من اللغة اليونانية ومعناها النوم وكان الدكتور ((برايد)) قـد شاهد تجارب المنوم الفرنسي المشهور (لافونتين) عام1841 وهو منوم يتبع طريقة الدكتور مسمـر ، وحاول (برايد) مع صديق له من العلماء أن يثبتا أن لافونتين مهرج دجال ، ولكنه أثبت لهما صحة هذا العلم ، وانصرف برايد الى ممارسته وقد وضع له في بدء بحثه اســم ( monoideism) ثم عاد فعدل عنه وبقي اسم هيبنوتزم غالباً على هذا العلم واسم مسمر زم(mesmerism)واسمه الكامل الدكتور(فرتزأنتون مسمر) والاسم الذي أطلقه مسمر نفسه على التنويم هو (المغناطيسية الحيوانية) وهو نفس الاسم الذي استعمله هوونهايم الشهير الذي اشتهر باسم بارلسيـلوس السـاحـر عام 1493 _ 1541 ،وكان مسـمــر نفسه يسميـه أيضاً في كتاباته السيـال الـخـفــي وكان هوونهايم يسميه أحياناً (odyl)وسماه الدكتور فانستـوك باسم (statuvolism) وهو طبيب من سكان مدينة شيـكاجو، كان يؤمن بنظريات برايد ومعنى هذا الاسم يفسر معتقده ، فكلمة (staus) باللغة اللاتينية معناها حالة وكلمة (volo)مـعـناها أنا أريـد ،أي أن التنويم هو عمل الوسيط نفسه .من أشهر تلامذة مسمـر الدكتور (مول) الذي أدخل تعديلاً على طريقته، وهو بدوره ترك كثيرا"من التلامذة ،منهم المركيز (دي بوسـيجير) وكانت طريقته إحداث النوم بالسـحبات وحدها بدون أي عامل آخر، وبذلك وصل إلى ما يسمى التجـوال النومي وهذه الدرجة تصلح لشفاء الأمراض الخطيرة و المستعصية .وكان لا يسمح لأحد أبداً بلمس المريض ، الذي كان يستطيع وهو في نومه العميق أن يشخص الأمراض ويرى باطن الجسم كما يفعل وسطاؤنا الآن .ولفتت تجارب بوسيـجير أنظار عالم طبيعي باريسى مشهور هو (ديليوز) فكتب كتابه الشهير ( المغناطيسية الحيوانية) وفي نفس الوقت كَثُر الباحثون في الغرب وخاصة في أوربا وأمريكا حتى أصبح العالم كله ينظر نحو علم الطاقة والتنويم المغنطيسي بكل تقدير واحترام .وكان الإنجليز ينسبون إلى (برايد) فضلا ًكبيراً.أما الحقيقة فكل الفضل يرجع إلى أهل الشرق لأن أسرار هذا العلم منبعها الشرق العريق .أما في العصور القديمة فقد كان يمارسه الإغريـق والفراعنـة والعبرانيـون والرومانيون والهنود والصينيون والعرب والأفارقـة .وتوجد رسومات بمدينة مصر (للآلـهـة موزيس) المرسومة وأمامـها صبي قد وضعت يدها على وجهه كأنها تنومه وعند الـهنود في القديم كان له عناية كبرى فتراه مصوراً في معابدهم بصورة تمثل الآلهة التي يعبدونها فـهم صوروا آلهتهم واللهيب يخرج من بين أصابعـها وهي الحالة التي يراها المتمرس بعلم الطاقة حيث يرى اللهيب خارجاً من يده فور رؤية المريض وقد اتفق الحكمـاء اليونانيون وفلاسفتهم على ذلك وكان أكثرهـم يداوي المرضى بطرق التنويم والإيحاء وهي إحدى طرق الطاقة وخواصها.وكان هذا العلم معروفاً أيضاً عند الكهان العرب وغيرهم ، فهم كانوا يأتون بأخبار المستقبل بمجرد توجيه الطاقة إلى الوسيط وأيضاً ثبت أنه كان يُستعمل عند الفراعنة وقد برعوا به حتى كانوا يمغنطون الأشجار والحجارة، ويخصصون لها فوائد كثيرة طبعاً مـع بعـض الإيحاء إلى مرضاهم وقد قيل إنه وجدت شجرة بمصر مكتوب عليها بالخط القديم أنها لشفاء الأمراض وكان الناس يأتونها للاستشفاء فتذهب آلامهم لوقتها وطبعاً العـقيـدة بهذا الأمر هي التي كانت تسـاعدهم على الـشفاء .الطاقة في الهند عمرها5000 آلاف سنة وقد تحدثت التقاليد الروحية الهندية القديمة عن طاقة كونية أسموها بـــــــــرانـــــــــا PRANA ويعتقدون أن هذه الطاقة هي أصل الحياة وهي الروح التي تسكن في جميع الكائنات لتعطيها الحياة .
منقول للامانة http://3tel.all-up.com/montada-f43/

استخدام الكربون في إنتاج مادة عالية المغناطيسية

درجات الحرارة العالية لا تضعف استقرارالمادة ولاتؤثر على خصائصها
موسكو: علي عبد الرزاق نجحت مجموعة من العلماء الروس في اجراء واحدة من اكثر التجارب الفيزيائية فرادة من نوعها، اذ تمكنت بنتيجة التجربة من تحويل الكربون النقي الى مادة عالية الانفاذية المغناطيسية، اي في استخدام مادة عضوية في الحصول على المغناطيس.
والميزة الاساسية لنتيجة التجربة هي التمكن من الحصول على مغناطيس ذي قوة عالية ويحتفظ بقابلية التمغنط حتى في درجات الحرارة العالية التي تصل الى حدود 230 درجة مئوية. وقد نفذت التجربة باستخدام عينة من احد انواع الكربون النقي الذي يتألف تركيب الجزئية الواحدة منه من 60 ذرة كربون (60C) ويقع في حالة الطور البوليميري بشكل موشور سداسي منتظم. وتقوم التجربة بتعريض المادة الكربونية الى ضغط هائل يعادل 60 ألف ضغط جوي ودرجات حرارة تتراوح بين 700 ـ 800 درجة مئوية. وقد استخدمت لهذا الغرض اجهزة متطورة جدا يمكن بواسطتها الحصول على ضغط يعادل 4 ملايين ضغط جوي ودرجة حرارة تصل لغاية 5000 درجة مئوية. وكان لظهور صفة الانفاذية المغناطيسية العالية على عينة الكربون، نتيجة تجربة غير متوقعة ولا تخلو من المفاجأة حتى جرى الاعتقاد في البداية باحتمال وجود مادة معدنية شائبة في بوليمير الكربون.
الا ان الفحص الدقيق الذي اجري على العينات، بساهمة علماء من السويد والمانيا والبرازيل، اظهر بشكل لا يقبل الشك خلو هذه العينات من وجود مادة معدنية ضمنها. وفي هذا المجال اكد يوري يفدوكيموف، الاستاذ في جامعة موسكو، والخبير في مجال مركبات الكربون التآصلية (أي المختلفة في الشكل والمتماثلة في التركيب الكيميائي)، على ارتباط عوامل نجاح مثل هذه التجارب مع طريقة الاداء ونوعية الاجهزة المستخدمة، بالاضافة الى كيفية تحمل النظم التقنية لنظافة سير التجربة، على اعتبار ان وجود اي مادة معدنية في عينة الكربون، حتى وان كانت صغيرة جدا في حجمها، يمكن ان تغير الصورة الحاصلة بمجملها، وبالتالي تؤدي الى الحصول على نتائج خاطئة.
ويعتبر استقرار المادة المغناطيسية الناتجة حتى في درجات الحرارة العالية، هو الاكتشاف الاساسي في مثل هذا النوع من التجارب. وبهذا الصدد اشار المرشح للعلوم الكيميائية فاليري دفيدوف، احد المشرفين على التجربة، الى ثبات الصفات المغناطيسية في المادة الحاصلة، الى جانب توفر امكانية استعادتها او اعادة انتاجها.
وسبق ان اجريت تجارب على مواد عضوية نقية لغرض اكتشاف الصفات المغناطيسية فيها، فقد اجريت تجربة على بعض انواع اكسيد النتروجين بتعريضه الى درجة حرارة منخفضة جدا بلغت 0.65 درجة بمقياس كلفن (درجة الحرارة المطلقة)، اي بزيادة جزء من درجة واحدة فوق الصفر المطلق واقل بكثير من درجة كوري (اي درجة الحرارة التي تفقد عندها المادة صفاتها المغناطيسية)، الا ان التجربة هذه لم تعط النتيجة المنتظرة بسبب اعتمادها على العوامل الاولية للتجربة، اذ ظهر انحراف واضح عن القابلية المغناطيسية للعينة بعد الانتهاء من التجربة.
وقد اعلنت بعض الدوائر العلمية في العالم، في فترة لاحقة، عن وجود امكانية تجريبية في استخدام بعض المواد غير المعدنية واكسابها صفات مغناطيسية عالية النفاذية في درجات الحرارة الاعتيادية، الا انه تبين في النتيجة عدم استقرار الصفات المغناطيسية في العينات المستخدمة ورداءة نوعية اعادة انتاجها. اما التجربة الناجحة للعلماء الروس فقد نفذت في معهد فيزياء الضغط الفائق المعروف باسم ل. فيرشاكين التابع لأكاديمية العلوم الروسية والكائن في مدينة تروتسك بالقرب من العاصمة موسكو.
منقول للامانة http://www.asharqalawsat.com

الاثنين، فبراير 16، 2009

الشركات التى تساند وتدعم الكيان الصهيونى

فى اطار الحملة العربية الاسلامية المعلنة لمقاطعة المنتجات اليهودية والشركات التى تساند وتدعم الكياان الصهيونى :
اقدم لكم قائمة باسماء بعض من هذة الشركات وذلك لنشر الوعى والتعريف بهذه الشركات والمؤسسات وفضح امر تواطئها مع الكيان اليهودى.
شركات المالية الاختصاص الجنسية الشركة مصرف يعمل بالتعاون الوثيق مع مجموعات روتشيلد هولندا
ABN AMRO اي بي ان امرو شركة تامين الولايات المتحدة
AETNA ايتنا شركة للتامين والاستثمار لها اتفاقات وثيقة مع الصين الشعبية الولايات
اي اي جي مصرف متخصص في الصفقات المتعلقة بقطاع تكنولوجيا المعلومات الولايات المتحدة
ALLEN & CO الين وشركاه شركة مالية أسسها عاملون سابقون في شركة دريكسيل بورنهام لامبرت التي أفلست احتياليا سنة 1990 الولايات المتحدة
APOLLO ADVISORS مسشارو ابولو مجموعة استثمارية تابعة لعائلة اربس الولايات المتحدة
ARBS اربس شركة مالية الولايات المتحدة
ARNHOLD & BLEICHROEDER ارنهولد وبلنجيرودر مصرف فرنسا
BANQUE ಅರ್ಜಿಲ್ مصرف اريجيل شركة استثمارات مالية متعددة الولايات المتحدة
ASTREEM ING استريم اينغ شركة مالية متخصصة في العملي مع الصين الولايات المتحدة
BEAR STEARNS بير ستيرنس شركة مالية الولايات المتحدة
CARLYLE كارليل شكرة متخصصة في تمويل الافلام السينمائية الولايات المتحدة
CINERGI سينيرجي شكرة للمتاجرة في البورصة الولايات المتحدة
DATEK SECURITIES تامينات داتيك شركة مالية الولايات المتحدة
DLJ دي ال جي مصرف للاعمال الولايات المتحدة
DREYFUS qaar دريفوس شركة تامين الولايات المتحدة
EXECUTIVE LIFE اكزيكوتيف لايف شركة مالية متخصصة في الاستثمارات الولايات المتحدة
FIDELITY MAGELLAN فيريليتي ماجيلان شركة تامين الولايات المتحدة
FIRST EXECUTIVE فيرست اكزيكوتيف شركة مصرفية يعمل فيها العديد من العاملين سابقا لدى دريكسيل بورنهام لامبرت الولايات المتحدة
FLUTS FINANCIAL GROUP مجموعة فلاتس الماليةشركة للبورصة الولايات المتحدة
FROST & SULLIVAN فروست وساليفان شركة تامين لها عدة استمارات ضخمة في الكيان اليهودي ايطاليا
GENERALI جينيرالي شركة مالية الولايات المتحدة
GENESIS جينيزيس شركة مالية الولايات المتحدة
GOLD ಹಿಲ್ فولد هيل شركة مالية الولايات المتحدة
GOLDMAN SACHS فولدمان ساشس شركة مالية الولايات المتحدة
GREAT WESTEREN غريت وسترن مصرف هونغ كونغ لتنتقل الى الصين
HONG KONG & SHANGHI BANKING GROUP المجموعة المصرفية لهونغ كونغ وشنغهاي مجموعة استثمارات متعددة اشتهرت بصفقات المضاربة وبسوء الادارة الولايات المتحدة
ICAHN GROUP مجموعة ايكاهن شركة مالية الولايات المتحدة
INTEGRATED انتغرايتر شكرة استثمارات مالية متعددة الولايات المتحدة
KKR ك ك ار شركة مالية الولايات المتحدة
KNIGHT RIDDER كنايت ريدر شركة مالية فرنسا
LAZARD FRERES لازار اخوان شركة مالية الولايات المتحدة
LONG TERM CAPITAL MANAGEMENT ادارة الراسمال على المدى البعيد شركة مالية الولايات المتحدة
MERRILL LYNCN ميريل لينش شركة مالية متهمة بخرق القوانين الاميركية المانعة للاحتكارات الولايات المتحدة
MOODY INVESTORS SERVICES خدمات مودي الاستثمارية شركة مالية لوساطة البورصة الولايات المتحدة NOMURA SECURITIES تامينات نومورا شركة استثمارات الولايات المتحدة
OLSTEIN اولستاين مصرف بادارة يهودية فرنسا
PARIBAS باريبا شركة مالية الولايات المتحدة
PIPER CAPITAL MANAGEMENT بايبر لادارة الراسمال شركة مالية الولايات المتحدة
PRIMERICA بريميريكا شركة مالية تورطت في عدة فضائح الولايات المتحدة
SALOMON BROTHERS سالومون اخوان شركة مالية ذات نشاط مكثف في منطقة الخليج العربي بريطانيا العظمى
SAMUEL MONTAGU صموئيل مونتاغو شركة لوساطة البورصة الولايات المتحدة
SHEARSON LEHMAN شيرسن ليهمان شركة تامين بادارة يهودية فرنسا
UAP او اي بي شركة تامين تستثمر اموالها في الكيان اليهودي فرنسا
VICTOIRE COMMERCIAL UNION مجموعة فيكتوار التجارية مصرف يهودي وقد اشترته مؤخرا الشركة المصرفية
SBS من سويسرا الا انه مازال بادارة يهودية بريطانيا
WARBURG BANK مصرف واربرغ شركة استثمارات مالية الولايات المتحدة
WASSERTTEIN PARELLA & CO واسرتاين ، باريلا وشركاهالشركات التجارية الاختصاص الجنسية الشركة شركة طيران هولندية تقيم علاقات شراكة مع شركة العال الاسرائيلية هولندا
AIR HOLLAND طيران هولندا شركة للتجارة بالمواد والمعدات الزراعية الولايات المتحدة
ARCHER DANIELS MIDLAND ارشر دانييلز ميدلاند شركة لانتاج البوظة الولايات المتحدة
BEN & LEROY بين وليروا شركة لانتاج الادوية والمواد الصيدلية الولايات المتحدة
BRISTUL MYERS SWIFT بريستول مايرز سويفت شبكة لمطاعم الهمبرغر الولايات المتحدة
BURGER KING برغر كينغ شبكة متاجر تشتري اغراضا مستعملة عن اصحابها المفلسين باسعار بخسة وتعيد بيعها باسعار عادية محققة ارباحا فاحشة ولقد بات لهذه المتاجر الربائية فروعا في عدة دول غربية استراليا
CASH CONVERTER كاش كونفيرتير شركة مشروبات غازية ليست يهودية100% الا ان النفوذ الصهيوني غالب فيها الولايات المتحدة
COCA ಕೋಲಾ كوكا كولا شركة صناعية ذات نشاطات متعددة بدات تقوم باستثمارات مكثفة في العالم العربي الكيان اليهودي
COORS كورس مجموعة صناعية متعددة تعاون مع الكيان اليهودي ف عدة مجالات المانيا
DAIMLER BENZ دايملر بنز مجموعة كارلو دي بينديتي وهو ذات نشاطات متعددة الكمبيوتر، قطع السيارات ، الخ ايطاليا
DE BENEDETTI GROUP مجموعة دي بنيديتي مجموعة صناعية متعدد وهي ليست يهودية 100% لكن النفوذ الصهيوني قوي فيها الولايات المتحدة
DUPUNT DE NEMOURS دويون دي نيور شركة لانتاج البطاريات الولايات المتحدة
DURACELL دوراسيل شركة لانتاج اجهزة التدفئة الولايات المتحدة
DURACRAFT دوراكرافت شركة لانتاج الادوية والمواد الصيدلية الولايات المتحدة
ELI LILLY ايلي ليلي شركة للسكاكر تملكها شركة اسرائيلية فرنسا
EXCELLA اكسيلا شبكة متاجر كبرى الولايات المتحدة
FEDERATED فيديرايتد شركة صناعة السيارات المعروفة وهذه الشركة كانت معادية لليهود ايام مؤسسها هنري فورد الاول الا ان الصهاينة تمكنوا من التسلل الى مراكز الادارة فيها بصورة مكثفة بعد وفاته الولايات المتحدة
FORD فورد شركة للعمل في مجالات الهندسة الجينية الولايات المتحدة
GENENTECH جيننتيك شركة لانتاج الالعاب الولايات المتحدة
K'NEX كنيكس شركة لانتاج السيارات لها عدة اتفاقات للتعاون الصناعي مع الكيان اليهودي كوريا الجنوبية
KIA كيا شركة لانتاج الات التصوير الولايات المتحدة
KODAK كوداك اكبر شركة عالمية لتامين وظائف العمل المؤقتة الولايات المتحدة
MAN POWER مان باور شركة الانتاج الالعات الولايات المتحدة
MATTEL ماتيل شركة لانتاج الالعاب الولايات المتحدة
MEGO ميغو شركة لاتناج المشروبات كندا
MOLSON COS مولسن شركة لانتاج الالعاب فرنسا
NATHAN ناتان شركة طيران لها اتفاقات شراكة وتعاون مع العال الاسرائيلية الولايات المتحدة
NORTHWEST نورتويست شركة تجارية وصناعية ومالية متعددة الولايات المتحدة
OCCIDENTAL اوكسيدانتال شركة للمتاجرة بالنفط الولايات المتحدة
PHIBRO فيبرو شركة لانتاد الدخان السكائر الكاز وبعض الماكولات وهي وليست يهودية 100% والا ان النفوذ الصهيوني غالب فيها الولايات
RHONE- POULENC RORE رون يولانك رور شركة للمنتوجات الدخانية والغذائية المتنوعة ، وهي ليست يهودية 100% الا ان النفوذ الصهيوني قوي فيها الولايات المتحدة
RJR NABISLKO ار جي ار نابيسكو شركة لانتاج الادوية والمواد الصيدلية الولايات المتحدة
SYNTEX سينيتكس شركة متاجر باسعار متهاودة اخذت تتوسع في منطقة الشرق الاوسط وخاصة لبان والكيان اليهودي فرنسا
TATI تاتي شركة لانتاج الساعات الولايات المتحدة
TIMEX تايمكس شركة طيران الولايات المتحدة
TWA تي دبليو اي شركة لانتاج البن تملكها مجموعة اسرائيلية المانيا
UNION GROUP مجموعة يونيون شركة غير يهودية لانتاج السيارات وقد ابرمت عقودا ضخمة مع الكيان اليهودي للتعاون الصناعي المانيا
VOLKSWAGEN فولسفاغن شركة لانتاج السيارات والشاحنات وقد ابرمت عقودا للتعاون مع شركة كورس اسوج
VOLVO فولفو شركة متخصصة في ستيراد العلماء اليهود من الاتحاد السوفياتي السابق الى الولايات المتحدة الولايات المتحدة
YES INC يس الشركات العقارية الاختصاص الجنسية الشركة شبكة فنادق تتعاون تعاونا وثيقا مع طيران العال الاسرائيلي فرنسا ACCOR اكور لمجموعة بيتر مانك الولايات المتحدة
AMERICAN BARRICK اميركان باريك شركة عقارية كندا
BRONFMAN GROUP مجموعة برونفمان شبكة من الكازينوهات الولايات المتحدة
CIRCUS CIRCUS سيركوس سيركوس شبكة من المخيمات السياحية المنتشرة في العالم وقد تلطخت سمعتها مؤخرا بعد ان تبين انها تستعمل طائرات غير امنة لنقل زبائنها من المطارات الى المخيمات في بعض البلدان الافريقية فرنسا
CLUB MEDITERRANEE نادي البحر المتوسط شبكة مستشفيات متخصصة في جراحة الاعضاء التناسلية للذكور الولايات المتحدة
COSMETICARE كوسميتيكاير شركة متخصصة في استغلال مناجم الماس وتمارس شبه احتكار على صعيد عالمي وقد تمكن تجار سوريون من جنوبي لبنان من خرق هذا الاحتكار في افريقيا فكانت من نتائج ذلك شن حملات مشبوهة ضدهم في بعض بلدان هذه القارة افريقيا الجنوبية
DE BEERS كي بريس شبكة مقاهي الولايات المتحدة
FLAGSTAR فلاغستار شركة عقارية الولايات المتحدة
GBC جي بي سي شبكة فنادق الولايات المتحدة
HILTON هيلتن شبكة فنادق الولايات المتحدة
HYATT هيات شركة عقارية الولايات المتحدة
LE FRAK DEVELOPMENT مجموعة لوفراك للتنمية الشركة نظمت رحلات غير مباشرة بين البلدان العربية وفلسطين المحتلة منذ التينات فرنسا
Les NOUVELLES FRONTIERES الحدود الجديدة شبكة مستشغيات الولايات المتحدة
MEDIPLEX ميديليكس شبكة مستشفيات تعتمد على النظريات الغذائية للطبيب اليهودي دين اورميش الولايات المتحدة
DRMISH HEALTH PROGRAM برامج اورميش الصحية شبكة مراكز الالعات القمار الولايات المتحدة
PROMUS بروموس مجموعة عقارية عالمية عرفت عدة نكسات في السنوات الاخيرة ادت الى افلاس العديد من مشاريعها وقد عادت الى التوسع مؤخرا بعد ان تلقت تمويلا من جورج سودوس ومن الامير السعودي الوليد بن طلال كندا
REICHMANN GROUP مجموعة رايخمان شبكة مراكز لالعاب القمار الولايات المتحدة
STRATOSPHERE ستراتوسفير مجموعة مالية اميركية في الاساس تمكنت من السيطرة على نحو نصف الانتاج الروسي من الالومنيوم بعد 1990 وعلى راس هذه الشركة يهود من اصل عراقي وهي اتهمت اكثر من مرة بالتورط في عمليات تبيض لاموال المافيا روسيا
TRANS WORLD ترنس ورلد الشركات التكنولوجية الرفيعة الاختصاصالجنسيةالشركةشركة لانتاج قطع للطيرانالولايات المتحدةAEROSONIC ايروسونيكشركة عملاقة للالكترونيات والاتصالات تتعاون مع شركان الكيان اليهودي في عدة مشاريعفرنساALCATEL الكاتيلشركة تنتج قطع للطيرانالولايات المتحدة
AURA SYSTEMS انظمة اوراشركة انتاج الطائرات الشهيرة وهي ليست يهودية الا ان اليهود يحتلون عدة مناصب هامة فيها ولهم نفوذ قوي لتحديد سياساتهاالولايات المتحدة
ಬೋಯಿಂಗ್ بوينغ شركة متخصصة في وضع التصاميم وهي وضعت تصاميم لعدة مشاريع تكنولوجية اسرائيليةالولايات المتحدةCIRRUS DESION تصميم سيروسشركة لانتاج نظم الطيران تابعة لصناعة الطيران الاسرائيليةالولايات المتحدة
ಏ أي بي دبليوشركة لانتاج الدبابات ومعدات عسكية مختلفة ولليهود نفوذ بالغ فيهاالولايات المتحدة
GENERAL DYNAMICS جنرال دايناميكسشركة لانتاج محركات الطيران وللالكترونيات والنفوذ اليهودي غالب فيهاالولايات المتحدة
GENERAL ELECTRIC جنرال الكتريكشركة للالكترونيات العسكريةالولايات المتحدة
KOLLSMAN كولسماناكبر شركة اميركية متخصصة في الصناعات العسكرية وقدت توسعت كثيرا في السنوات الاخيرة بعد شرائها مصانع الطائرات التابعة لجنرال دايناميكس ثم اندماجها مع شركة مارتن ماريتيا واخير شرائها لقسم كبير من شركة لورالالولايات المتحدةLOCKHEED - MARTIN لوكهيد مارتنشركة يهودية للالكترونيات العسكرية توسعت كثيرا قبل ان تقرر بيع القسم الاكبر من مصانعها الى لوكهيد مارتنالولايات المتحدة
ಲೋರಲ್ لورال شركة متخصصة في هندسة الجينياتالولايات المتحدة
منقول للامانة

الجمعة، فبراير 06، 2009

التحذير من التحرش الجنسي .. حق يُراد به باطل



كشفت دراسة حديثة للمركز المصري لحقوق المرأة عن التحرش الجنسي تحت عنوان
"غيوم في سماء مصر"، عن أن 64.1 % من المصريات يتعرضن للتحرش بصفة يومية، في حين أشارت 33.9% إلى أنهن تعرضن للتحرش أكثر من مرة وليس بصفة دائمة، بينما أكدت 10.9% على أنهن يتعرضن للتحرش بصفة أسبوعية، وفي المقابل تتعرض 3.9 % للتحرش بصفة شهرية.وذكرت الدراسة أن عينات الدراسة ـ نساء مصريات وأجنبيات وذكور ـ اتفقت على سبعة أشكال من التحرش، والتي تتمثل في:
- لمس جسد الأنثى.
- التصفير
.- المعاكسات الكلامية.
- النظرة الفاحصة لجسد المرأة.
- التلفظ بألفاظ ذات معنى جنسي
.- الملاحقة والتتبع
.- المعاكسات التليفونية.
وربما يجد الواحد منا صعوبة في تصديق هذه الأرقام، لاسيما عندما يلاحظ الأغراض الكامنة وراء هذه الدراسات والتي سوف نتعرض لها في آخر المقال، لكن على كل حال فإن هناك دراسات أكثر علمية وحيادًا وموضوعيًة أشارت لأرقام مشابهة؛ ففي دراسة دكتوراه للدكتور أحمد عبدالله (2006م) تبين أن أكثر من 60% من الفتيات يذكرن أنهن قد تعرضن للتحرش بصورة أو بأخرى خلال حياتهن.
وفي دراسة للدكتور علي إسماعيل وآخرين (2006م) على المرضى المترددين على عيادة الأمراض النفسية بمستشفى الحسين الجامعي تبين أن 9% من العينة قد عانوا من الانتهاك الجنسي في فترة من فترات حياتهم أو حياتهن ـ لاحظ أنه في دراسات تمت في المجتمعات الغربية تبين تعرض الفتيات للانتهاك الجنسي بنسبة 13% وتعرض الفتيان بنسبة 4% ـ والانتهاك هنا يتراوح بين هتك العرض والزنا والاغتصاب.وقد تبارت عدة جهات في تفسير سبب هذه المشكلة ووصف الحل لها سواءً ضمنًا أو صراحةً وتفصيلًا.
ففي استطلاع لأحد الصحف الإلكترونية شارك فيه 50 ألف زائر جاءت النتيجة كالتالي:
- نسبة 22.8 % أرجعت ارتفاع نسبة التحرش الجنسي في مصر إلى ارتفاع نسب البطالة والضغوط الاقتصادية.- نسبة 12.7 % قالت إن تأخر سن الزواج في مصر هو السبب في ارتفاع نسبة ظاهرة التحرش الجنسي.- وأرجعت نسبة 3.5 % التحرش الجنسي إلى أسباب أخرى.- في حين أكدت نسبة 3.1 % أن المخدرات هي السبب وراء ارتفاع نسبة التحرش الجنسي في مصر.
وقالت إحدى المشاركات في دراسة "المركز المصري لحقوق المرأة" عن التحرش الجنسي: "إن ظاهرة التحرش الجنسي في مصر ترجع إلى سوء الحالة الاقتصادية، وانتشار معدلات البطالة بين الشباب، وقلة الوعي الديني، فضلًا عما تبثه وسائل الإعلام من بعض المواد الإباحية، وسوء التنشئة الأسرية للمتحرش، وعدم وجود قانون واضح وفعال يجرم التحرش في المجتمع المصري".
وأكدت أن "أهم الحلول التي خرجت بها الدراسة للحد من الظاهرة؛ تحسين الحالة الاقتصادية، وإيجاد فرص عمل للشباب، ورفع الوعي الديني، وخلق نظام أمني فعال، وفرض الرقابة على الإعلام، والتزام النساء لزي مناسب لا يثير الغرائز".
ورغم ذلك فإن الدراسة ساقت تعبيرات وأفكارًا غربية وغريبة على الإسلام بالمرة من قبيل: "كان هدف الدراسة هو توضيح أن التحرش الجنسي لا يقتصر على المظهر العام للأنثى، فكما تتعرض له النساء غير المحجبات فإنه أيضًا تتعرض له النساء المحجبات".
وألحت الدراسة على أنه لا تأثير لملبس المرأة في حمايتها من التحرش أو حتى إشاعة جو من العفة بقولها: "ليس هناك أي علاقة بين المظهر العام للمرأة والتحرش الجنسي، سواء كانت ترتدي بنطلون جينز أو كانت بحجاب أو غير محجبة".
وأكدت إلحاحها هذا بالجملة التالية: "لابد من التسليم بإعطاء المرأة حقها بارتداء ما تشاء".ولتجنب ردود الأفعال الإسلامية على هذه الجملة قالت: "كل امرأة لها الحق في أن ترتدي ما شاءت، فحسابها عند الله تعالى".
وخطت خطوات نحو التأكيد على التقاليد الغربية المتعلقة بالمرأة بقولها: "للمرأة حق الخروج في أي وقت، وليس لأي أحد أن يحدد لها أوقات معينة للخروج".ومن المُلاحظ أن هذه الدراسة ارتكزت على المواثيق الدولية لحقوق المرأة، وحددت ما هو صواب وما هو خطأ، وحددت شخصية المخطئ وشخصية البريء على أساس هذه المواثيق، وتجاهلت تمامًا تعاليم الإسلام، كما أنها تسعى لاستغلال وضع المجتمع العربي المزري المنحرف عن تعاليم الإسلام، والمتردي بسبب ذلك وبسبب أوضاعه السياسية والاقتصادية المخزية لتسويق النموذج الاجتماعي الغربي وترسيخه، عبر دفع السلطات لسن قوانين ترسخ المعايير والمفاهيم الغربية الخاصة بالمرأة فتقول الدراسة: "سيتم طرح الدراسة على صناع القرار في المجتمع المصري؛ وذلك بهدف سن وإصدار تشريعات تجرم التحرش الجنسي".
ورغم رفض الإسلام للتحرش الجنسي بكل صوره وتحريمه وتجريمه مما يستوجب العقوبات الإسلامية المعروفة في مثل هذه الحالات، إلا أن السياق الذي سيجري فيه سن مثل هذا القانون سيجعله أشبه بتقنين الفساد على الطريقة الغربية، ومما يوضح ما نقصده أن نراجع ظروف كثير من حوادث التحرش الشهيرة؛ وحينها سنرى بوضوح أن الكثير من "ضحايا" هذه الحوادث تم التحرش بهن بعد مشاهدتهن في أوضاع مخلة مع أصدقائهن.
فالإطار الذي يفرض فيه هذا القانون الآن يجعل منه سياجًا لحماية النساء العاريات أثناء ممارستهن للعري والإغواء لسبب أو لآخر.
ولقد أهملت الدراسة الحقائق العلمية والواقعية التي تدعم وتؤيد النموذج الاجتماعي والاقتصادي والسياسي الإسلامي في الحياة.
ومما يوضح ذلك أن عالم النفس الشهير أبراهام ماسلو وضع ما يُسمى بهرم الاحتياجات فوضع في قاعدته الاحتياجات الأساسية ـ أو البيولوجية ـ وهي الطعام والشراب والمسكن والجنس، ويعلوها الاحتياج للأمن، ويعلوه الاحتياج للحب، ويعلوه الاحتياج للتقدير الاجتماعي، ويعلوه الاحتياج لتحقيق الذات، ويعلوه الاحتياجات الروحية، فإذا فقد الإنسان أحد هذه الاحتياجات أو بعضها أو أغلبها؛ فإنه يسعى لإشباعها من نفس نوع الاحتياج إن وجد أو من احتياج آخر أعلى أو أدنى حسب ما يُتاح له.فمثلًا إذا فقد الإنسان الحب أو فقد التقدير الاجتماعي أو فقد القدرة على تحقيق ذاته، أو فقد القدرة على التواصل الروحي؛ فإنه ربما يلجأ إلى التحرش أو الانغماس في الجنس أو القمار أو المخدرات في محاولة منه لسد فجوة الاحتياج المفقود.
وقياسًا على هذا نستطيع القول بأن الشباب الذين يقومون بالتحرش الجنسي ربما يفتقدون الإحساس بالكرامة أو الإحساس بالقيمة، أو الإحساس بالحب أو الإحساس بالأمان، أو فقدوا القدرة على الإشباع الجنسي بطريق شرعي؛ فانطلقوا يعوضون هذه الاحتياجات المفقودة من خلال التحرش، كما أن تبرج النساء وحالة الإغواء والإثارة العامة التي يعج بها المجتمع والشارع ووسائل الإعلام تمثل عاملًا مساعدًا هامًّا جدًا في هذه الظروف، وإلا لما شرع الله الحجاب والتعفف في السلوك وغض البصر ومنع الاختلاط بين الجنسين.
والإنسان الطبيعي يتميز بحالة من التوازن بين الدوافع والضوابط، وهذا ما يجعله يتمكن من السيطرة على دوافعه بناءً على الاعتبارات الدينية والأخلاقية والاجتماعية.
فالضوابط ليست كلها داخلية ـ الوازع الديني ـ ولكن هناك الضابط الاجتماعي المتمثل في ضغط الأعراف والتقاليد، وهناك الضابط القانوني الذي يمثل نوعًا من الردع، خاصةً لأولئك الذين لم يردعهم الخوف من الله ـ الوازع الديني ـ ولم تردعهم الأعراف والتقاليد الاجتماعية، ولذلك قال عمر بن الخطاب: (والله ما يزع الله بسلطان أعظم مما يزع بالقرآن) [كنز العمال، علي بن حسام الدي، (14284)].
وإذا ضعف أي من هذه الضوابط أو ضعفت كلها، أو طغت الدوافع؛ فإننا نتوقع خروج الرغبات العدوانية الجنسية فجة ومتحدية ومهددة للسلام الاجتماعي.وعندئذٍ لن يفلح الذين يريدون ترسيخ المفاهيم الغربية في العلاقات الجنسية تحت مسميات حقوق المرأة في إيقاف طوفان الفوضى الجنسية والاجتماعية.
عبدالمنعم منيب
منقول للامانة من http://www.moneep.katib.org/node/634