الأحد، يونيو 05، 2011

وبدأ العد التنازلى لاحتلال ليبيا

ها هى الايام تثبت ما قررته منذ سنوات .
وما اعدت تقريره منذ شهور .

حذرت مرارا وتكرارا من ان الوضع الليبى مختلف تماما عن اى وضع اخر لاى بلد عربى اخر ، وان ليبيا لها خصوصية قائمة بذاتها ولايصح لليبيين القياس على ما حدث فى تونس او مصر ، فهذا الخطأ الاستراتيجى لن تغفره الاجيال القادمة للثوار الليبيين
صحيح ان القذافى طاغية ونرجوا ان نتخلص منه ومن نظامة .
الا انه لابد من اعمال العقل وتغليب المصلحة العامة للمسلمين .

الحكم الشرعى واضح وصريح ولا يقبل التأويل على الاطلاق

( لا يجوز باى حال من الاحوال الاستعانة بالكفار فى حرب المسلمين على المسلمين )

ان الغرب لم ياتى الى ليبيا لتحريرها من نظام القذافى بقدر ما تريد الى اخضاعها بقيود الييبرالية وضمان السيطرة على رابع اكبر احتياطى نفطى فى العالم ، والاهم هو السيطرة على موقع استراتيجى هام للغاية بالنسبة للقارة الاوروبية والولايات المتحدة التى تسعى سعيا دؤوبا منذ العام 2008 فى التغلغل داخل القارة الافريقية لايجاد مناطق نفوذ جديدة تسمح لها بالسيطرة الاستراتيجة واللوجوستية الكاملة ، ولهذا الغرض خصيصا قامت الادارة الامريكية فى عهد بوش الابن باعادة تقسيم مناطق الادارة العسكرية لقواتها حول العالم وما استتبعه من اعادة انتشار لقواتها حسب ما فرضته عليها متغيرات الواقع . والجميع يعلم تماما ان ليبيا التى تطل على البحر المتوسط بسواحل تزيد عن الالفى كيلوا متر فى قبالة اوروبا متاخمة لدول الشرق الاوسط تلك المنطقى الاكثر سخونة وحساسية وتعقيدا فى العالم باسرة .

وهناك فرنسا التى تحاول جاهدة استعادة مجدها فى القارة السمراء عن طريق تنامى التواجد الاقتصادى فى ظل ادارة ساركوزى وتقديمها للمساعدات الاقتصادية للعديد من دول القارة التى كانت مستعمرات فرنسية فى السابق مثل مالى والسنغال وتشاد وجمهورية افريقيا الوسطى والتى تعبترها فرنسا وغيرها من مستعمراتها السابقة منطقة نفوذ لا يجوز لاحد الاقتراب منها ، وتدخل فرنسا مع الولايات المتحدة صراعا خفيا منذ اربعة اعوام كاملة تحاول كلا منهما تكثيف التواجد على كافة الاصعدة وفى شتى المجالات فى القارة السمراء ، فنجد ان الولايات المتحدة ابرمت اتفاقيات عسكرية مع رواندا ومع اوغندا بخلاف تقديمها لمنح دراسية مختلفة للعديد من الدول الافريقية وتقديمها للمساعدات العسكرية لاثيوبيا التى دخلت قواتها الى الصومال لاسقاط نظام المحاكم الاسلامية هناك بايعاز من الولايات المتحدة الامريكية .

ان ليبيا ليست بعيدة عن كل هذه الاحداث بل هى فى قلبها لما تتمتع به من موقع استراتيجى ممتاز ومقدرات نفطية هائلة بخلاف الاحتياطى الليبى من السليكون والثروة التعدينية .
ويضاف الى هذا كون ليبيا دولة ذات اغلبية مسلمة وتدين بالدين الاسلامى

والنية مبته منذ عقود طويلة الا ان الذريعة هى ما كان يفتقدها الغرب .

هم بدأوا احتلالهم لليبيا بالفعل منذ انطلاق ثورة 17 فبراير وبدات خطواتهم بمنتهى المكر لخداع العالم باسرة وايهامه بانهم ما جاءو الى هنا الا ليسقطوا نظام القذافى .
لو كانوا صادقين فى ادعائهم لكانوا اسقطوه فى غضون ايام قلائل ثم لعادوا ادراجهم الى حيث اتوا .
الا انهم يريدون ان تنهك قوى الثوار وان تسمر معاركهم مع كتائب القذافى لاطول امد ممكن حتى يحدث التدمير المطلوب فى البنى التحتية الليبية وحتى لايستطيع الثوار ( مع ضعفهم وانهاكمهم ) ان يطالبوا بعودتهم الى بلادهم مرة اخرى ، وبذلك يتذرعون بان عليهم البقاء حتى يتم اعادة اعمار ليبيا من جديد .
تلك الذريعة المفضوحة التى صدعوا بها رؤوسنا خلال السنوات العشر المنصرمة .

انها سياسة الخبثاء ، سياسة المخربين والمفسدين فى الارض .
انا اتسال كيف يفرح مسلم ( لو كان حقا مسلما ) بان تحتل بلاده من جانب الكفار الذين لا يدينون بالاسلام بذريعة اسقاط حاكم مسلم ؟
كيف يقبل مسلم الاستعانه فى حربه على المسلمين من بنى ديانته بالكفار ليشمتهم فينا ؟
كيف يقبل مسلم ان يتخذ الكافرين اولياء من دون المؤمنين وقد نهانا الله عن ذلك واخبر ان من يفعل ذلك فهو منهم .

قال تعالى فى محكم اياته

{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } [سورة الحجرات: 9].

فالله تعالى اقر المبدأ الذى نتعامل على اساسه فى مثل الحالة الليبية .
هناك فئتين من المسلمين يقتتلون ، فكان الواجب المحتم الذى شرع بامر الهى ان يقوم المسلمون بالاصلاح بينهما عن طريق بحث المشكلة وتهدئة الاوضاع بينهما وتقريب وجهات النظر وطرح حلول وحلول بديلة ، واذا بغت احداهما على الاخرى فالامر الالهى موجهه لمسلمين وليس لغير المسلمين بان نقاتل التى تبغى حتى تفىء الى امر الله ، ذلك لانها قضية مسلمين فيما بينهم ، فلا يجوز السماح بتدخل الكفار حتى لو لم تكن لديهم مطامع ( وهذا مستحيل ) لان اقل الايمان انهم يشمتون فى دين الله .

ثم انه علينا كما امرنا رسولنا الكريم بتحقيق اخف الضررين .
فهل بقاء القذافى خير ام احتلال ليبيا خير ؟؟

اذا احتج احدهم بان القذافى ظالم ومستبد
قلنا ان ظلم مسلم خير من ظلم كافر
اذا قالوا ان القذافى لا يقيم شرع الله فى الارض
قلنا ان الثوار لم ينادو باقامة شرع الله فى الارض ولم يلمحوا مجد التلميح باقامة دولة اسلامية فى ليبيا تطبق الشريعة الاسلامية .
بل ان الثوار ربما ينادون بتطبيق ما هو اسوأ من نظام القذافى الشمولى .
انهم ينادون بالليبرالية الفاسدة .

اذا قاولا ان القذافى قتل ابرياء ولوث يده بدم ابناء شعبه
فالثوار فعلوا ذلك حينما اتوا بالكفار ليستنصرو بهم على اخوانهم فى الاسلام فقتلوا ابرياء مدنيين فى هجماتهم بطائراتهم الحربية .

ثم ان القاعدة الفقيهة التى تنبع من مبدأ الولاء والبراء

( ان درء المفسدة خير من جلب المصلحة)
.
فهل فى احتلال ليبيا مصلحة ام مفسدة ؟؟

هل فى استمرار المعارك على هذا النحو الذى يهدر المليارات ويحقق الخسائر الضخمة للاقتصاد الليبى مما يعرضه للانهيار وبالتالى يسهل على الغرب السيطرة على منابع النفط الليبى فى مقابل اعادة اصلاح الاقتصاد الليبى واعمار ليبيا هل فى هذا مصلحة ام مفسدة ؟؟

طالبت منذ شهرين كاملين بان الثوار اليبيين اما خيارين لا ثالث لهم شريطة ان ينفذوا احدهم فى خلال اسبوعين فقط وقد انتهت
الاول ان يكثفوا هجماتهم بشكل كبير حتى يتمكنوا من القضاء على نظام القذافى سريعا حتى تنهار ذرائع الغرب فى القدوم الى ليبيا .
الثانى : ان لم يتمكنوا من ذلك فعليهم ( وبدافع تغليب المصلحة العامة للامة ) انطلاقا من حبهم لبلدهم ان كانوا صادقين ان يجهضوا ثورتهم بانفسهم ولا يشمتوا الكفار فى دين الله ، ولا يعرضوا بلدهم الى هذا الخراب .

سالت الله كثيرا ان ياخذ القذافى اخذ عزيز مقتدر وان ينتقم منه وان يساعد اخواننا فى ليبيا على التخلص منه فى اسرع ةقت
لكم تمنيت ان استيقظ فى احد الايام لاسمع خبر تنحيه ، فالامر خطير وليس بالهين .

ولكن ان كان عنيدا لهذه الدرجة ، فعلينا ان نحكم شرع الله ففيه الخلاص لما نحن فيه .


شرع الله تعالى الخروج على الحاكم الظالم الطاغية فى حالة ان نأمن الفتنة . فى حالة ان نأمن عدم حوث ضرر اكبر من بقاءه .

فهل ما يحدث الان من تدمير لليبيا وتعرضها للاحتلال خير للمسلمين فى كل انحاء العالم .

الم يكفينا ما حدث للعراق والصومال وافغانستان والشيشان والبوسنة وغيرهم ومؤخرا السودان التى قسموها ولا يزالون يقسموها ويسعون الى بقاءها دولة متخلفة يجهضون كل محاولتها لان تنفض عن نفسها غبار الجهل والفقر والتخلف ..

أسأل الله تعالى ان يلهمنا الصبر والاحتساب وان ينصر دينه والا يملك امرنا لمن لا يرحمنا ولا يقيم العدل بيننا انه ولى ذلك والقادر عليه .



دمتم سالمين

هناك تعليقان (2):

  1. ربنا يستر
    دا خوفى

    ردحذف

  2. السلام عليكم

    هم الآن بين حجري الرحى فكيف يجهضون ثورتهم والقذافي لن يتوانى في ابادتهم لو فعلوا ذلك

    نسأل الله لهم النصر على أعداء الداخل والخارج
    اللهم آمين

    ردحذف