الاثنين، مايو 23، 2011

استراتيجية النصر والهزيمة

مر زمن طويل على انهيار اخر خلافة اسلامية فى اسطنبول تركيا ، ومن وقتها ونحن نجد ان المسلمين فى كل مكان وزمان على وجهه الارض يقتلون ويذبحون وتنتهك اعراضهم وتستباح اموالهم وتيتم اطفالهم وتحتل ارضهم وتغتصب ثرواتهم ،
فلم نكد نسمع نشرة الاخبار هنا او هنا حتى نجد ان 90 % مما تنشره من مواد اخبارية خاص بقضايا المسلمين وما يحدث لهم فى كل مكان .
فى البوسنة والهرسك ، كوسوفا ، الصومال ، تركستان الشرقية ، الجزائر ، السودان ، فلسطين ، باكستان ، كشمير ، نيجيريا ، الهند اندونيسيا ، واماكن اخرى كثيرة .
وكأن الجميع اتفق اتفاقا غير مكتوب فيما بينهم وبين شياطين الجن ان يستبيحوا كل ما هو مسلم وموحد وناطق بكلمة
( لا اله الا الله ، محمد رسول الله )

.
.كان العداء للاسلام وللمسلمين منصوبا من قبل انهيار الخلافة العثمانية ، بل انها اول ما بدأ بدأ مع اول لحظة جهر بها سيدنا محمد علية الصلاة والسلام بالدعوة الى الله .
وكانت حكمة الله تقضى ان يخرج الاسلام قويا ابيا فى ظل كل هذه الصراعات والعداءات حتى تأسست امبراطورية حكمت العالم شرقا وغربا تحقيقا لما ذكره الرسول الكريم نبى هذه الامة .
الا ان العداء ازدادت وطأتة قبيل انهيار الخلافة العثمانية الاسلامية فى مخطط تم الاعداد له باحكام يبدأ بتقويض الخلافة ثم باحتلال العالم باسرة ليتم تنفيذ مخططات التبشير والدعوة المضادة للاسلام .
ولو كانت امبراطورية اخرى غير امبراطورية الاسلام تعرضت لنصف بل لعشر ما تعرضت له امة الاسلام من انتكاسات وابتلاءات وعدوان وظلم وقهر ، لكانت قد زالت حتى من ذكرى التاريخ .
فعظمت هذا الدين الحنيف تكمن فى انه منزل من عند الله حقا مبينا لاريب فيه وفى انه ( منهج حياة )
تكفل الله تعالى بحفظه ونصرته وعلو شأنه بين سائر العالمين فى كل بقاع الارض باختلاف المكان والزمان
.
.
( والله متم نوره ولو كره المشركون )
.
.
واذا كان الحال هكذا فلما نقلق ولما نحزن من هذه الانكسارات والهزائم المتتالية للامة ؟؟
اعتقد ان القارىء سوف يعتقد انى مجنون لانى اسال مثل هذا السؤال
لا والله ما بى جنة وسؤالى فى محلة
تكفل الله بحفظ الدين وعلو شأنه فلماذا نحزن على ما يحدث لنا ؟

الجواب : لان حزننا الذى نحزنه ليس على الدين وليس لنصرة دين الله ، ليس حزنا الا على فقد الحبيب او الابن او ضياع الوطن او المال ، هو حزن من اجل الدنيا لا من اجل الاخرة ، فلو كان من اجل الاخرة لما استمرت الانتكاسات والهزائم ، لو كان من اجل كلمة الله ، لكان النصر حليفنا مهما كان التفوق للعدو .
للاسف فان اسباب هزيمتنا تكمن فينا نحن ، نعيشها ونتعايش معها ونرفض ان نتخلى عنها .

ان ما اصيبت به الامه من تشرذم  وتشتت لهو بفعل ابائها والمنتمين اليها
.
.
انهزمنا قبل ان يحاربنا احد وقبل ان يعتدى علينا احد
فقد تركنا الهدى الذى اتى به سيدنا محمد ( ص) وتركنا سنته وعطلنا العمل بها واهملنا كتاب الله وهجرناه واصبح مجرد زينة وديكور نزين به بيوتنا وسياراتنا وان قرأناه فلا يكاد يجاوز حناجرنا لعدم فهنما له وعدم تطبيقنا لما فيه وترك العمل به .


انهزمنا عندما ارتكنا الى الدنيا واعتقدنا ان الخير فى الركون اليها .


انهزمنا عندما انسلخنا من هويتنا وثقافتنا وارتضينا بان نشغل اوقاتنا ونملاء فراغنا وعقولنا بما لا ينفع ولا يفيد .


انهزمنا حين اردنا ان نحتكم الى غير ما انزل الله به من سلطان واعدنا عبادة الاصنام من جديد مع اختلاف المسميات  ( فهبل والات والعزى ومناة ويغوث ونائلة وغيرها ) اصبحت تسمى ( الليبرالية والشيوعية والاشتراكية والعلمانية والرأسمالية  وغيرها ) وعدنا الى عبادة الاوثان وتركنا عبادة الواحد القهار

ويزعمون كذبا من عند انفسهم ان فى هذا صلاح للمجتمع وقد نسوا قولة تعالى الذى فضحهم وفضح نواياهم من قبل ان يخلقوا من عدم قائلا
.
.
.


(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا )


.(فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )


(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ )


( فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ )
.
.


انهزمنا حينما تركنا امر الله وتجرأنا على محارمه
 .
.
.انهزمنا حينما شاع الظلم والتظالم واكل الحقوق بيننا
.
.

انهزمنا حينما اعتقدنا اننا على الارض قادرون وعليها مسيطرون ..
.

انهزمنا حيمنا انتشرت وتفشت بيننا افة من اخطر الافات واشدها وطاة على المجتمعات الا وهى شهادة الزور .
.

انهزمنا اخيرا حينما تركنا امرا فى غاية الاهمية وتركه غاية فى الخطورة ، امرا كان تركه وعدم العمل به سببا من اسباب انكسار الكثير من الامم قبلنا


الا وهو ( الامر بالمعروف والنهى عن المنكر ) وتركنا السفيه والرويبضة يتحدث فى امر العامة ، فنجدهم امام اعيننا فى شاشات التلفاز ووسائل الاعلام يتفاخر بالدرجات العلمية التى حصل عليها ولا ينطق الا بالسم الزعاف عن جهل واستهزاء .



فلا يستقيم أمر الدين إلا بالنصح وإلا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وتحمّل كل المخاطر في سبيل هذا الدين, ولذا قال عليه الصلاة والسلام: ((إن أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر)) [رواه الإمام أحمد]، هذا كله حتى يستقيم الدين.
.
.


.قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم



(والله ما الفقر اخشى عليكم ولكن اخشى ان تفتح عليكم الدنيا)
.
.
وفى رواية (أخشى أن تبسط عليكم الدنيا فتنافسوها فتهلككم كما أهلكت من كان قبلكم )
.


.إن كان الغرب بسعيه في الأرض واستفادته من خيراتها المتاحة للجميع قد نجح في امتلاك زمام التقدم والحضارة, فإن هذا لا يعني أن نسير مثلهم في نفس الطريق، ونعطي ذلك الأولوية المطلقة؛ وذلك لجملةٍ من الأسباب:
.
.
أولاً: أن الله تعالى قد اختصَّ الأمة الإسلامية بنعمةٍ عظيمة, لم يختص بها أمةً معها على وجه الأرض ألا وهي رسالة الإسلام التي تُعد بمثابة رسالة هداية للبشرية جمعاء ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ﴾ (البقرة: من الآية 143).
هذه المزية العظيمة التي تجعل من أمتنا خير أمة أخرجت للناس، وتضعها على رأس الأمم الأخرى، مرتبطةٌ بمدى تمثُّل الرسالة في الأمة، وبمدى تبليغها إياها لسائر الناس؛ فإن لم تفعل ذلك عاقبها الله- عزَّ وجلَّ- بعقوبات كثيرة كي تفيق من سباتها وتقوم بواجبها، وسيستمر العقاب طالما استمرَّ الإعراض عن القيام بذلك الواجب، وهذا هو التشخيص الحقيقي لواقعنا المرير.
فنحن الآن في مظانِّ الغضب والعقوبة الإلهية بسبب خيانتنا للأمانة، ومهما اجتهدنا في تحصيل الأسباب المادية فلن يُرفع عنا العقاب أو الذل والهوان إلا إذا عدنا إلى ديننا أولاً.. ألم يقل صلى الله عليه وسلم  : "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد سلَّط الله عليكم ذلاًّ لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم" (صحيح، رواه أبو داود عن ابن عمر وصححه الألباني في صحيح الجامع، 423).
ولقد كان ثمة أمة في الماضي خانت الأمانة ولم تبلغ الرسالة, فحدث لها مثل ما يحدث لنا الآن من عقوباتٍ حتى يرجعوا, فلمَّا أصروا على غيهم سلب الله منهم الأمانة وحمَّلها لنا، تلكم هي أمة بني إسرائيل ﴿سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ (البقرة: 211).
ثانيًا: أن مصدر رفعة وعزة الأمة الإسلامية مرتبط بمدى علاقتها بربها، ومدى دخولها في دائرة معيَّته وكفايته ﴿وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران: من الآية 139).
ويتمثل ذلك جليًّا في قول عمر بن الخطاب- رضي الله عنه-: "نحن قومٌ أعزنا الله بالإسلام؛ فإن ابتغينا العزة في غيره أذلنا الله".
وفي المقابل فإن مصدر رفعة الأمم الأخرى في الدنيا يكون على قدر امتلاكها للأسباب المادية "فقط"؛ لأنها لم تُكلَّف بما كُلِّفنا به، ومن الخطأ بمكان أن نسعى إلى الرفعة من خلال تقليدهم والسير وراءهم ﴿أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمْ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ للهِ جَمِيعًا﴾ (النساء: من الآية 139).
ثالثًا: أن باب الأسباب المعنوية نملكه دون غيرنا من الأمم الكافرة بالله ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لا مَوْلَى لَهُمْ﴾ (محمد: 11).
فكيف نترك سر تفوقنا؟! كيف نترك ما اختصنا الله به ونبحث عما في أيدي الآخرين؟! كيف نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ونعطيه الأولوية؟! ألم يقل سبحانه: ﴿قَدْ كَانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرَى كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ وَاللهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِي الأَبْصَارِ﴾ (آل عمران: 13).
رابعًا: لو أُغلق أمامنا باب الأسباب المعنوية، وتساوينا مع الكفار في السباق نحو امتلاك الأسباب المادية، فستكون النتيجة لصالحهم لا محالة؛ فكما قال الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إنما تُنصرون على عدوكم بطاعتكم لله ومعصيتهم له؛ فإذا عصيتموه تساويتم ".
هذا من ناحية.. ومن ناحيةٍ أخرى فنحن حين نترك الأسباب المعنوية ونعتمد على الأسباب المادية فقط, فإننا نتعرض للعقوبة من الله بالخذلان وتعسير الأمور, بينما هم لن يعاقبوا مثلنا وإن كانوا أكثر منا معصيةً، ولِمَ لا وقد خُنَّا أمانة عظيمة ائتمننا الله عليها دون غيرنا.
وهذا ما أكده عمر بن الخطاب لسعد بن أبي وقاص- رضي الله عنهما- قبل تحرُّك جيش المسلمين لملاقاة الفرس في القادسية بقوله: "ولا تقولوا إن عدونا شر منا فلن يُسلَّط علينا؛ فرُبَّ قوم سَلَّط الله عليهم من هو شرٌّ منهم، كما سَلَّط على بني إسرائيل لما عملوا بمعاصي الله كفار المجوس فجاسوا خلال الديار(1).
خامسًا: نحن مطالبون بالأخذ بالأسباب المادية بالقدر المتاح أمامنا لإقامة الستار الذي يتنزل من خلاله قدر الله ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ (الأنفال: 60)، ولسنا مطالبين أمام الله عز وجل بأكثر مما نقدر على تحصيله من تلك الأسباب.
وفي الوقت نفسه فقد طالبنا الله- عز وجل- بالأخذ بالأسباب المعنوية كلها؛ من توبةٍ وتذللٍ وانكسارٍ إليه، واستعانةٍ به، وتوكلٍ مطلق عليه، وليس لنا عذر في تركها، وكيفَ لا وهي متاحة أمامنا جميعًا، ولا يوجد ما يحول بيننا وبين الأخذ بها.
وهذا هو ترتيب دعاء المجاهدين ﴿وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ﴾ (آل عمران: 147.
إن هذا الدور كما يجب على الأمة مجتمعة فهو يجب على كل فرد منا , ذكرا كان أو أنثى , المعلم وطالب العلم , والفلاح في حقله , والعامل في مصنعه , الصغير والكبير سواء بسواء .
الكل يتقي الله , والكل يخشى الله .
والكل يتسابق إلى النفل والفريضة , أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما .
.
.
; يا اخوانى : ان الاعداء حينما اجتمعوا على عداء الاسلام  لم يريدوا بذلك عداء اهله بل ارادوا عداء الدين ذاته ومحو كل ما يرمز اليه من قريب او بعيد .

وان شر هزيمة تواجهنا اليوم هى الهزيمة النفسية ، فكلنا نعتقد اننا انهزمنا بسبب تفوق عدونا علينا ، والحقيقة غير ذلك مطلقا

فالذل الذى يقصدة سيدنا عمر بن الخطاب ، هو الشعور بالعجز والقهر والضعف ، هو ان تكون غير قادر على اكتشاف ما لديك من ملكات التفوق ومهارات الاخذ بالاسباب . ان قمة الذل والهوان ان تكون عناصر النصر متاحة وانت غير قادر على استغلالها او لا تراها بالكلية .

وكما قال بن الخطاب لله دره

(إنما تُنصرون على عدوكم بطاعتكم لله ومعصيتهم له؛ فإذا عصيتموه تساويتم )
فيسلط الله علينا اعداءه بمعصيتنا .

وان من ادلة صحة كلامى هذا قولة تعالى(
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ){36}

فالاعداء لا يتوانون لحظة ولا يترددون ( فيمتو ثانية ) عن الحاق اى اذى بالمسلمين لاى سبب كان ، لا يتاخرون عن الاضرار بنا  ولا يدخرون الجهد والمال لذلك
ولكن الله تعالى يقول
( ثم تكون عليهم حسرة )  نعم حقا وصدقا ، فسينفقونها ، ولكم لن تاتى بالنتائج المرجوة وسيذهب جهدهم هباءا وانفاقهم سدى
من منا كان يتابع تبعات احداث الحرب المزعونة على الارهاب ، هل تعرفون كم انفق الغرب على هذه الحرب وحتى الان ، هل تعتقدون انه انتصروا فيها ، لا والله ما حدث بل لقد انهزموا شر هزيمة ، فكل الارقام والاحصائيات تدل انه بمقارنة ما تم انفاقة وحجم الجهد المبذول  وبين الخسائر التى لحقت بهم من جهة وبين النتائج التى ارادوا تحقيقها من جهة اخرى ، فان النتيجة هى الخسران المبين ، ولما لا فلقد اقر الله بذلك وحكم من فوق سبع سموات بهذا . وهو يتحقق امامنا رأى العين ولهى اية من اعظم ايات الله الكونية .

ثم انهم ارادوا الصد عن سبيل الله بالتشويه واظهار الاسلام بمظهر الدين الارهابى المتطرف الرجعى ليخرجوا اهله منه ، وما خرج منه الا كل منافق صنديد ، اراد الله ان يطهرنا منهم ، ولكن فى المقابل ( كدلائل للنصر المؤكد ) نجد ان معدلات الدخول فى الاسلام  فى الولايات المتحدة التى تتزعم الصد عن سبيل الله حاليا بعد احداث الثلاثاء ( الابيض) فى شهر سبتمبر 2001 قد تضاعفت لتصل الى اكثر من 300% عما كانت عليه قبل هذه الاحداث ، لقد انفقوا اموالهم واراد الله ان تكون عليهم حسرة

ثم يؤكد الله هذا كله واكثر منه باية جائت بعد هذه الاية مباشرة
الا وهى
لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ{37}اظن انه قد وضحت الحكمة
الله يريد من هذه الفتن ان يميز الخبيث من الطيب وان ينقى الاسلام ممن انتموا اليه بالسنتهم ولم تؤمن قلوبهم فكانوا خطرا عليه اكثر من اعداءة وليظهروا امام اعيننا فنراهم ونعرفهم فنحرصهم ونجتنهم ولا نسمع لهم .

ولا يجب ان نتعجل النصر الكامل على الاعداء بل علينا اولا اصلاح ما بنا من اعطاب وتحسين علاقتنا برب الارباب  والعودة الى الطريق الصحيح بعيدا عن كل ما يشوبه ويشوش الرؤية من افكار وعقائد وضعية نتخذها اصناما نعبدها من دون الله تعالى .


فالله تعالى يقول




{إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (15) وَأَكِيدُ كَيْداً (16) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً(17)}
[سورة الطارق: 15-17].
.

{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}
[سورة الأنفال: 30].
.

{لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فِي الْبِلاَدِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ (197)}
[سورة آل عمران: 196-197]،

.
.

هذا خير ختام
.
.

ودمتم سالمين فى رعاية الله

هناك 4 تعليقات:

  1. "ليتم تنفيذ مخططات التبشير والدعوة المضادة للاسلام .
    ولو كانت امبراطورية اخرى غير امبراطورية الاسلام تعرضت لنصف بل لعشر ما تعرضت له امة الاسلام من انتكاسات وابتلاءات وعدوان وظلم وقهر ، لكانت قد زالت حتى من ذكرى التاريخ .
    "

    اه والله لكن الاسلام من عند الله ويأبى الله الا ان يت كلمته ووعده بالنصر لامة محمد صلى الله عليه وسلم




    "وقهر ، لكانت قد زالت حتى من ذكرى التاريخ .
    فعظمت هذا الدين الحنيف تكمن فى انه منزل من عند الله حقا مبينا لاريب فيه وفى انه ( منهج حياة )
    تكفل الله تعالى بحفظه ونصرته وعلو شأنه بين سائر العالمين فى كل بقاع الارض باختلاف المكان والزمان
    "

    مهما تكالبت عليه الازمات فهو صامد الى الابد
    بسم الله الرحمن الرحيم " ان الدين عند الله الاسلام " صدق الله العظيم


    لولا

    ردحذف
  2. "
    الجواب : لان حزننا الذى نحزنه ليس على الدين وليس لنصرة دين الله ، ليس حزنا الا على فقد الحبيب او الابن او ضياع الوطن او المال ، هو حزن من اجل الدنيا لا من اجل الاخرة ، فلو كان من اجل الاخرة لما استمرت الانتكاسات والهزائم ، لو كان من اجل كلمة الله ، لكان النصر حليفنا مهما كان التفوق للعدو .
    "

    اثارت ذهني كثيراً تلك الكلمات

    لولا

    ردحذف
  3. طارق الطيب5/24/2011 05:27:00 ص

    اهلا بك اختنا الفاضلة لولا
    شكرا على المرور والتعليق

    لماذا اثارت تلك الكلمات بالذات تفكيرك ؟؟

    ردحذف
  4. اثارت ذهني لاننا لم ننتبه ان حزننا ليس لله بل لفقد عزيز او لسلب حق من حققوقنا ... فكم من مرة لم نثور لنصرة دين الله بل للدفاع عن حققونا في الحياة فقط... اذكر ان علي كرم الله في احدى المعارك هم ان يقتل رجلاً كافراً فأذا بالكافر يسقط على ظهره ويسقط سيفه وتهيئ لسيدنا علي رضي الله عنه الفرصة للقتل فأذا به يتراجع عن ذلك بعد ان بصق الكافر على وجهه فقيل له بعد المعركة لما فعلت ولم تقتله
    قال كنت اقدم عليه لله وحينما بصق على وجهي خشيت ان اقتله انتقاماً لكرامتي (:

    لولا

    ردحذف