الأحد، يونيو 20، 2010

استراتيجية السلام والامن فى المفهوم الصهيونى

تصدرت نظرية الأمن الكيان الصهيونى الغاصب التي تبلورت ابتداءً من خمسينيات القرن الماضي فما بعد، الرغبة المعلنة في إحلال السلام، إلا أن قادة إسرائيل، اعتبروا «الأمن» هو الهدف الحقيقي والأهم.


فالسلام في مفهوم احفاد قتلة الانبياء ، يعني فرض الاستسلام على العرب، وذلك لأنه يفرض من موقع «القوة».» إذا ظهرت (إسرائيل) تلك الدولة المزعومة  أمام العرب قوية إلى درجة يصعب قهرها بالقوة، فإن الطريق تكون عندئذ قد فتحت للمفاوضات المباشرة وللسلام»،وقد أكد (بن غوريون) المفهوم ذاته حين قال «بأنه الطريقة الوحيدة لإقناع العرب لصنع السلام هي رؤية إسرائيل قوية «

وبناء على ذلك، يتضح أن العناصر الأساسية للأمن الإسرائيلي تعطي مؤشراً على مدى التخطيط الدقيق للإستراتيجية الأمنية الإسرائيلية والتوافق التام فيما بينها ليجعلها دائماً في تصاعد مستمر. فبعد أن استطاعت إسرائيل أن تصل إلى هذه المرحلة من النجاح؛ فإنها ترى أنه لا يجب عليها هذه المرة أن تكتفي بتسوية لا تقل عن معاهدة سلام مصحوبة بتسويات أمن متبادلة وفعالة وهي تتطلع إلى عقد معاهدات سلام وإقامة علاقات متبادلة وتعاون مع الدول العربية، عن طريق المفاوضات المباشرة - سرية أو علنية - مع كل دولة عربية أو مع الدول العربية مجتمعة، لتستطيع استيعاب ما حققته من نصر والاستعداد لمرحلة أخرى جديدة؛ لذلك فهي تتمسك حالياً ببعض العناصر الأساسية لتحقيق أمنها حتى في حالة الوصول إلى حل سلمي أو سياسي للمشكلة، وقد جاءت هذه العناصر على لسان «إيغال آلون» نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، والتي تنحصر في ثلاثة عناصر أساسية هي:

أ- احتياجات أمن إسرائيل.

ب- الميل التاريخي للشعب اليهودي لأرض إسرائيل.

ج- الإمكانيات السياسية.

ويحتوي كل عنصر من هذه العناصر على عدة نقاط هامة ومعقدة، وهي في حد ذاتها تلقي ضوءاً على أهداف الإستراتيجية الإسرائيلية في المرحلة القادمة.

ويتضح من الأدبيات العسكرية والإستراتيجية الإسرائيلية، أن مسيرة السلام لم تسهم حتى الآن على مستوى المؤسسة العسكرية في تكوين توجه نحو البدء بالانتقال من حالة الحرب إلى حالة السلام، بل يمكن القول، أن الفكر العسكري الإسرائيلي يتجه نحو التخطيط لتصورات واحتمالات تندرج جميعاً في خانة حالة الحرب والنزاعات المسلحة، وليس هناك ملمح أو دليل في الفكر العسكري الإسرائيلي يوحي بأن حالة السلم التي كانت وفق الرؤية الإسرائيلية قد تركت أي أثر أو تغيير يذكر في فكر المؤسسة العسكرية الإسرائيلية. وثمة مرجع استراتيجي يلقي الضوء على الفكر الاستراتيجي العسكري خاصة فيما يتعلق بمستقبل هذه القوة والاتجاهات العامة له، حيث يؤكد أن عملية السلام لن تؤدي إلى تغيير الاتجاهات الموجودة حالياً في المنطقة، وإذا -ما تمت- ستؤدي إلى تطور في اتجاهين متوازيين: أولهما: زوال الدوافع العربية لشن هجوم عسكري على إسرائيل، وثانيهما: أن الانسحاب الإسرائيلي من أراضٍ محتلة سيولد إغراءً لاستغلال ضعف إسرائيل النسبي في المعطيات الإستراتيجية الجديدة التي ستنشأ في حال شن هجوم مفاجئ ضد إسرائيل؛ وعليه، فإن تسوية النزاع لا يعني أن التناقضات الأساسية قد أزيلت وخاصة أن عملية التسوية لا تنطلق من تحول تاريخي لدى الطرف العربي الذي حدث لديه تحول ناجم عن روح برجماتية على أساس معايير الجدوى لذا فإن القوة العسكرية القادرة هي الأساس الذي يضمن ردع العرب عن الصراع العسكري.

فثمة خبراء في الأمن لدى الكيان الصهيونى وجدوا في عملية السلام عائقاً أمام الاستمرار في تطوير المؤسسة العسكرية بالزخم المطلوب، كما اعتبروا الانسحابات الناجمة عنها ضمن قاعدة الأرض مقابل السلام، خطراً على أمن الكيان الصهيونى كونها تجردها من العمق الجغرافي المطلوب على الرغم من تطور نوعية الأسلحة الحديثة في الشرق الأوسط، التي باتت قادرة على تخطي الحواجز الجغرافية، مثل الصواريخ البالستية، لذا، فإن الكيان الصهيونى لا يزال يضفي أهمية كبيرة على العمق الجغرافي الذي يراه قادته أساسياً لاستيعاب أي هجوم عربي مباغت، وتوفير الوقت اللازم لتعبئة فرق الاحتياط الصهيونية الارهابية وخصوصاً على جبهتي الجولان وغور الأردن ، طبعا بعد ان اطمئنوا ان مبارك مستأنس ، وان حدودنا معهم مؤمنة وقد التزم مبارك بتحمل عبء هذا التأمين .

يعني هذا، أن السلام لا يشكل ضمانة لعدم قيام حرب بأي صورة وعلى أي شكل، حيث أن السلام يمكنه أن يفرض صعوبات على شن الحرب، لكنه لن يكون عائقاً يحول دون نشوبها.

في هذا السياق، واصل الكيان الصهيونى الغاصب  تصريحاته بشأن استعدادها للحرب وذلك على الرغم من النجاحات التي جنتها من وراء عملية السلام، وخصوصاً على المسارين الفلسطيني والأردني. فقد جاء على لسان رئيس حكومة هذا الكيان ( المثير لائشمئزاز) السابق، يتسحاق رابين، أن « على إسرائيل أن تكون مستعدة لخوض حرب في المستقبل». ويبدو أن هذا كان يهدف إلى دفع الأطراف العربية المنخرطة في عملية السلام إلى احتواء العناصر المتطرفة،خاصة الإسلامية منها. في حين أن الرئيس المصري حسني مبارك اعتبر هذه التصريحات « خطيرة جداً ولا تتناسب مع جهود السلام في المنطقة» .

بناء عليه؛ فقد احتلت مسألة الأمن في كل المفاوضات العربية الإسرائيلية التي تمت بدءاً من اتفاقات رودس عام 1949 وحتى آخر جلسة أو لقاء إسرائيلي سوري رسمي أو غير رسمي؛ موقعاً مركزياً في الأولويات الإسرائيلية، وظل هاجس الأمن حاضراً بقوة في سير المحادثات والمفاوضات العربية الإسرائيلية،فقد احتلت مسألة الأمن حيزاً كبيراً في مفاوضات مدريد 1991 واتفاق أوسلو 1993،وفيما بعد اتفاق وادي عربة مع الأردن عام 1994 وساهمت بقوة في تعطيل تقدم المفاوضات في أكثر من محطة. والتدقيق في الشق الأمني من اتفاق اوسلو1 وأسلو 2 يؤكد نجاح الجانب الإسرائيلي في ابتزاز الجانب الفلسطيني وفرض شروطاً أمنية قاسية مست بالسيادة الفلسطينية على الأرض والصلاحيات التي منحت لها، طيلة فترة المرحلة الانتقالية. وبينت المفاوضات والاتفاقات أن اعتراف إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية لا يعني الإقرار بالحقوق الفلسطينية كما نصت عليها قرارات الشرعية الدولية.

ويتضح مما سبق؛ أن إستراتيجية العلاقة التي تربط الكيان الصهيونى  بجيرانه  من الدول العربية ترتبط بمفهوم الأمن، وبمفهوم مصادر التهديد الرئيسية والثانوية التي تتعرض لها، ومما لاشك فيه أن اتفاقيات الحكم الذاتي بين الكيان الصهيونى  ومنظمة التحرير الفلسطينية وما تبعها من اتفاقيات ترسيم حدود بين الأردن وإسرائيل، وقبل ذلك اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وذلك الكيان الارهابى ؛ ترتبط ارتباطاً عضوياً بمهددات الأمن اليهودية ، بل إن إدراك ومضمون تلك المهددات، أصبح إلى حد كبير، متغيراً تابعاً لترتيبات الأمن والالتزامات السياسية التي نصت عليها تلك الوثائق.

لكن ، ومع ذلك فان احتمالات ان يقوم هذا الكيان الارهابى بشن حرب استباقية على ايا من الدول العربية لا تزال قائمة بل انها من اقوى الاحتمالات والهواجس التى تشغل بال الكثير من اجهزة الاستخبارات ليس فقط فى منطقة الشرق الاوسط بل ايضا فى العديد من الدول التى تربطها مصالح باطراف معنية فى تلك المنطقة الملتهبة .

كما علينا ان نعى جيدا ان اليهود لم يعرفوا يوما معنى للسلام وان مفهومة لديهم يختلف تماما مع مفهومه لدى الاخرين ، فالسلان لديهم هو ضمان السيطرة والاحتواء للاخرين . وان اليهود لم يكونوا يوما مصدرا لاى نوع من انواع السلام ، بل انهم لايعرفون العيش الا فى ظروف الاضطرابات والارتباكات الامنية .

هناك 4 تعليقات:

  1. صدق الله العظيم حينما قال : ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ) (المائدة:82)

    جزاك الله خيرا أخي طارق

    ردحذف
  2. السلام عليكم ..

    إن كلمة (السلام) بالرغم من أنها من أسماء الله الحسنى غلا أن الأغلبية مع الأسف حاول مسخ المعنى السامي والعظيم لها .. لكن يوما ما سيزول كل شيء ويبقى السلام وحده وهو الله عز وجل.

    بارك الله فيك .. وتحياتي الصادقة لك


    اصحى يا نايم ووحد الدايم ..

    (حملة الجسد الواحد)

    أرجوا من المدونين الموقرين أن يضعوا شعار الحملة واسمها في الشريط الجانبي لمدوناتهم كدلالة على وحدة صف أمة محمد

    لمزيد من المعلومات

    http://dndanh111.blogspot.com/2010/06/blog-post_14.html

    جعله الله في ميزان حسناتكم .. آمين

    ردحذف
  3. إن السلام لمن أسلم لله سبحانه ، ولمن حيا قلبه للإسلام

    إن اليهود هم عدائيو السلام فكيف نرجو منهم السلام وقد أنكروا دين الإسلام (دين رب الأنام )

    ردحذف
  4. طارق سليم6/25/2010 02:57:00 م

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :


    السيدة الفاضلة كلمات من نور
    ............................

    جزاك الله خيرا ، فعلا لا يوجد رد افضل من هذه الاية القرآنية الكريمة.


    السيدة الفاضلة الشجرة الام (ام الخلود)
    ..................................

    تعليقك رائع يا سيدتى ، وانا اجبت الدعوة بالانضمام الى حملة الجسد الواحد على الفايس بوك ، وسوف اقوم بلصق الرابط الخاص بها فى المدونة ان شاء الله .


    مدونةالريشة
    ............
    نجن لا نرجوا من اليهود سلاما ومن يرجو ذلك منهم كان كمن يصيد سمكا فى صحراء قاحلة ، او كمن يرجوا ان ينبت القمح من الحديد .
    ولكن كنا نتناول مفهومهم عن السلام ، محاولين ان نصل لى ما فى عقولهم النتنة .
    زورت مدونتك ، وهى عن جد رائعة وجميلة ، سعدت جدا بالزيارة وارجو دوام التواصل .
    تحياتى

    ردحذف