الأربعاء، سبتمبر 02، 2009

العلمانية .... الجزء الاول ( مقدمة ومدخل)

  • تلك الكلمة القبيحة ، تلك اللفظة الكئيبة ، تلك الحروف المركبة مع بعضها لتعطى هذة الكلمة فى النهايه . نسمعها تقريبا كل يوم تتطالعنا بها الصحف ، يتلفظ بها محرر نشرة اخبارية على احدى الفضائيات ، تكون جزءا من موضوع حلقة فى برنامج ،.


    اذن ماهو ماهية تلك الكلمة ، معناها ، اصلها ومن هم العلمانيون ، وما صفاتهم ، الخ...


    تعالو معى نقرأ هذة السطور بتأنى حتى نكون على بصيرة من امرنا ولنستطيع توجيهة ابنائنا الوجهة الصحيحه ، فلا يفتتن احد منهم بهذه اللفظة او ما يشابهها.


    ...........................................................................................





    العلمانية (secular ) تعنى اصطلاحا فصل الدين او كل معتقد ايديولوجى عن السياسة وتوجهات الدولة ، وينطوى هذا المفهوم على الطبيعة والاجرام السماوية والكون من حولنا حيث يدعو الى تفسير الظواهر الطبيعية على اساس علمى قائم على البحث والتحرى واعمال العقل ( الى هنا الكلام ده جميل) الا انه لا يجوز فى العلمانية اخضاع هذة الظواهر الى تفسير دينى ، ودة بقة الجهل بعينه الاتنين.
    ..................................................................................................

    ومعنى الكلمة أت من تعريفها فهى تاتى من ( علم) بفتح العين ، وهذه الكلمة فى العربية اصلها سريانى وتعنى الدنيوى او الدهرى او الزمن اللا متناهى . ومنها اتت كلمة ( علمة ) فى المفهوم المصرى الدارج الذى يدل على الراقصة ، اذ ان الساعى للراقصة انما هو ساعى الى مطلب دنيوى شهوانى لهذا اطلقت هذه اللفظة عليهن.. وعلى هذا فليس لها علاقة بكلمة (علم بكسر العين)
    ........................................................................................................

    تقول دائرة المعارف البريطانية عنها : انها حركة اجتماعية تهدف الى صرف الناس عن اى توجهات دينية وصرفهم عن الاهتمام بالاخرة الى الاهتمام بالدنيا .


    وعلى هذا فان نشأتها كما يعتقد كان فى الغرب وفى زمن العصور الوسطى ( وهذا كلام غير صحيح كما سيتضح فيما بعد )


    ودعوتهم هى فصل الدين عن الدولة اى ينتهى دور الدين عندما يخرج الرجل من السجد او الكنيسة ، وبمعنى اخر انت داخل المسجد مسلم وداخل الكنيسة نصرانى وداخل الكنيس يهودى وفى مؤسسات الدولة والطرقات العامة (انسان) او ( الدين لله والوطن للجميع ) وعلى هذا فهم يريدون ان يحكمو على اساس قوانين وضعية من وضع البشر.


    الا ترون معى اخوانى واخواتى ان هذا النداء الشيطانى انما ينطبق تماما مع قولة تعالى فى سورة المائدة والتى اعتبرها بمثابة دستور يحاج العلمانيين وترد عليهم بشكل قاطع وحاسم وتفضح مؤامراتهم من قبل ان يظهروا علينا.



    ففى الاية 44 من سورة المائدة ( انا انزلنا التوراة فيها هدى ونور يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا والربانيين والاحبار بما استحفظوا من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشون الناس واخشون ولا تشتروا بأياتى ثمنا قليلا ومن لم يحكم بما انزل الله فأولائك هم الكافرون) .. وفى الاية التى تلتها مباشرة ( ومن لم يحكم بما انزل الله فأولائك هم الظالمون) وذلك بعد ان شرع لهم بأن النفس بالنفس والعين بالعين الى اخره. ، ثم الاية 47 من نفس السورة ( وليحكم اهل الانجيل بما انزل الله فيه ومن لم يحكم بما انزل الله فأولائك هم الفسقون).


    هكذا وبمنتهى البساطة يأمرنا الله بالحكم بما انزل ، وقد يقول قائل ان هذه الايات كانت المخاطب فيه اليهود واصحاب الانجيل ولم يكون الخطاب للمسلمين ، وانا اقول له . لقد اخطأت عدة اخطاء لتسرعك هذا .


    الاول : ان دعوة العلمانيين عامة لكل الاديان , وبما ان الله امر اليهود والنصارى بالحكم بما انزل ، فمن باب اولى ان يكون هذ الخطاب موجها لنا نحن المسلمين ايضا .خصوصا ان الدين اليهودى والدين النصرانى لم يأتو بمناهج دنيوية تنظم الحياة الاقتصادية والامالية والتجارية والسياسة . بل كانت مجردة اديان تهتم بشكل اساسى بالاخرة وتنظيم الحياة من خلال العلاقات الاجتماعية فقط ، اما الاسلام فهو منهج كامل متكامل لا يشوبة نقص او عجز ( وتحدى ) فلم يترك كبيرة او صغيرة تخص حياة الانسان فى شتى مناحيها الا وتناولها واهتم بها وعالجها واوجد الحلول الناسبة لها.


    الثانى: لست انا من يرد عليك فيه وانما هو الله ، رجاءا اقرأ معى بتأنى الايات ( من 48 الى 59 من نفس السورة ) بتأمل وتأنى وتفحص، فسوف تجد ان الخطاب هنا موجهة الى المسلمين اتباع محمد بن عبد الله بالاخص وغير موجهة لاحد آخر غيرهم .


    فالاية 48 تقول( وانزلنا اليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهوائهم عما جآئك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم فى مآ ءاتاكم فاستبقوا الخيرات الى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون)


    فالكتاب الذى انزله الله مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه هو القرآن الكريم وهو يهيمن على التوارة والانجيل ، والامر واضح وصريح ( فاحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم) والفاء فى كلمة فاحكم تفيد امرين ، اولهما السببية ، بمعنى انه بما ان هذا الكتاب مصدقا لما بين يديه و مهيمنا على غيره من الكتب فهذا سببا لأن تحكم به ، وهو سبب منطقى وعقلانى كافى( هذه الكلمة هدية للعلمانيين، الذين ينادون باعمال العقل ، لو كانو ينادون بذلك لما نادو بفصل الدين عن الدولة ، بل هم ينادون بتعطيل العقل ولكن لا يعلمون).


    و ثانيهما انها تفيد التعقيب بمعنى انها فاء معقبة تعقب ما اتى بعدها على ما اتى قبلها .


    ثم يأمرنا الله بعدم اتباع اهواءهم ، وينبه الله انه جعل لكل من اليهود والنصارى والمسلمين شرعة ومنهاجه الخاص به على ان يكون الاسلام هو الدين المهيمن بعد ذلك ( ان الدين عند الله الاسلام).


    ثم يأتى التاكيد فى الاية 49 ( وأن احكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع اهواءهم واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك فان تولوا فاعلم انما يريد الله ان يصيبهم ببعض ذنوبهم وان كثيرا من الناس لفاسقون) .


    ثم تأمل معى اخى الكريم واختى الفاضلة الاية 50 ( أفحكم الجاهلية يبغون ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون).


    نستفيد منها الاتى ،


    اولا كلمة أفحكم هو استفهام تقريعى توبيخى ،


    ثانيا تأملو معى ( افحكم الجاهلية يبغون) الا يستفاد من هذا ان العلمانية والليبرالية والاشتراكية والراسماليه والبهائية والايمو والرايات الحمر والماسونية والماركسية وكل المظاهر والفتن التى تظهر علينا بين الحين والاخر الا ولها اصلا فى الجاهلية وانها كانت موجودة قبل السلام ولكن بمسميات مختلفة وما يفعله اليهود انهم يعيدون ظهور هذه المعتقدات والمذاهب الهدامة ولكن بمسميات اخرى ليس اكثر . اذن فالعلمانية كانت موجوده قبل هذا الزمن بكثير عندما اعتقد المشركين بانه لا حساب ولا يوم اخر وكانو يقولون (انما يهلكنا الدهر ) ثم تطورت بعد ذلك وعادت الى الظهور فى زمن الخلافة الاموية الاسلامية وكانت تسمى فرقة ( الدهرية) ثم خسف الله بهم الارض واستقرت اذيالها فى الهند وفارس حيث التشيع الصفوى الفارسى ووجود معتقدات وثنية فى الهند مما كان بمثابة البيئة الخصبة لنمو هذه الجرثومة من جديد ، الى ان عادت الى الظهور فى العصور الوسطى بعد ان نقلها الاحتلال والاستعمار من بلاد الهند وفارس الى اوروبا بشكلها الجديد وزيها المطور الذى تحاول ان تخفى من خلاله وجهها القبيح.


    ( ومن احسن من الله حكما لقوم يوقنون ) نعم من يستطيع ان يدعى انه قادر على ايجاد حلول لمشاكل اجتماعية تطرأ على المجتمع من دون الاعتماد على منهج ربانى حكيم الا اذا كان ممن لا يوقنون ، اى ممن لم يبلغ اليمان منهم مبلغ اليقين والجزم .


    فلو كان العلمانيين ينادو باعمال العقل لكانو توصلو الى حقيقة علمية مفاداها ان الله هو الذى خلق الانسان وبالتالى هو اعلم بهذ الانسان وهو ايضا اعلم بمصلحة هذا الانسان اكثر مما يعلم الانسان عن نفسه وعن مصلحته وان الانسان يولد جاهلا بينما من خلقه محيطا بكل شىء ، وبالتالى عندما يأمرنى من خلقنى بأمر فلابد ان يتبادر الى ذهنى ان هذا الامر تستوى عنده مصلحتى ومنفعتى ولابد من التسليم بذلك لان هذا هو اول الطريق الى اليقين ، وهم الذين ينطبق عليهم قوله تعالى (واذا قيل لهم لا تفسدوا فى الارض قالو انما نحن مصلحون ، الا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ، واذا قيل لهم امنو كما امن الناس قالو انؤمن كما آمن السفهاء الا انهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون ) الايات 11 ، 12 ، 13 من سورة البقرة .


    (ارجو قراءة وحفظ سورة المائدة لمن اراد ان يرد على كل صاحب مبدا ومذهب هدام) ..


    ان الاسلام لا يأمرنا بتعتيل العقل ، بل يامرنا باعماله من قبل ان تظهر علينا هذه العلمانية ، وشتان الفارق بين اعمال العقل الحقيقى وبين الادعاء بأعمال العقل من دون ان يكون اعمالا حقيقيا ، فاعمال العقل الحقيقى انما يكون فى اطار شرع الله والتأمل فى خلقة من حولنا ومحاولة ايجاد التفسيرات العلمية عن طريق البحث والتحرى ثم اخضاعها الى التفسيرات العقائدية التى مؤداها فى النهاية التأمل فى قدرة الله ، فى ابداع الله ، فى حكمة الله، فى علم الله ، فى رحمة الله ،فى عظمة الله، لننعم بحياة دنيوية مليئة بالرضا وحياة اخروية مليئة بالسعادة الابدية .


    ويرى العلمانيين ان الانسان كأئن متغير وليس من طبيعتة الثبات فلا يصلح له شريعة جوهرها الثبات بل لابد من قوانين تتغير حسب تغير الانسان لتتناسب معه ، يالجهل هؤلاء اللاعقلانيين.


    لقد نسى هؤلاء ان الانسان ليس صحيحا ان جوهره التغيير او ان الاصل فيه التغيير فالبرغم من هذا التغيير الهائل الذى حدث فى دنيا الانسان الا ان ماهيته لم تتغير وجوهره لم يتغير ، فانسان العصر الحجرى هو هو انسان العصر الذرى ، لم تتغير فطرتة ولم يتبدل جوهره ، فالانسان ليس بما يأكلة او يلبسة او ما يستطيع ان يفعله ، بل ان الانسان بفطرته ودوافعة الاصلية الذاتية ، ولم تبطل حاجاته الاساسية والتى كانت مكفوله له فى الجنة قبل ان يهبط على الارض واصبح عليه ان يشبع حاجاته الاساسية هذه بعد هبوطه .


    وكما اوضحت سالفا ان الانسان من صنع الله لا من صنع الشيطان وبالتالى فان الذى يتغير فى الانسان هو العرض و ليس الجوهر ، هو الصورة وليست الحقيقة . اذن فان الاصل فى الانسان انه كائن فطرته الثبات ، وعلى هذا فالاديان اتى نزلت عليه من عند الله عن طريق الرسل والانبياء انما هى صالحة تماما له وتناسب طبيعته وفطرتة ، اذ ان الذى خلق الانسان هو نفسه الذى انزل هذه الاديان، الا ان الله لم ينزل الدين الاسلامى دفعة واحدة ولم يامر الانسان ان يتحمل ما فوق طاقته بل سبق التشريع الاسلامى النهائى رسالة ادم ، ثم رسالة شيث ثم رسالة ادريس ، وكلها كانت رسالات تعنىبشىء واحد ، هو الايمان بوجود الله فقط. ثم كانت رسالة نوح امتدادا لهذا الرسالات ثم رسالة ابراهيم ، ثم بعد ذلك بدأت التكاليف تنزل مع نزول الرسالات فالصلاة شرعت فى رسالة ابراهيم والصوم شرع فى رسالة موسى ، وهكذا الى ان اتى الاسلام مكملا ومتمما لهذ الرسالات الا انه زاد عليها فى التكاليف الساسية والاقتصادية وغيرها من نواحى الحياة الدنيوية المختلفة .


    ثم اننى اهدى العلمانيين هدية اخرى واسألهم ، مالذى حدث عندما ارتكن الانسان الى عقلة وحدة دون الاهتداء بهدى من الله او على الاقل دون السماح لفطرتة السليمة بان تتنفس ، الجواب ببساطة انه عبد الحجارة وجذوع الاشجار وسجد للبقر وللبشر . هلى العقل الذى تنادون باعماله يقر هذا ويصدقة ، لماذا لم يعبد سيدنا محمد الاصنام مثله فى ذلك مثل عشيرته ، لماذا اعتزلهم ، الجواب ببساطة اشد ان ترك فطرته التى فطرها الله تتنفس هواء الحقيقة فاخبرته ان هذه الاصنام ماهى الا حجارة لا تضر ولا تنفع. ثم من الذى فطره على هذه الفطرة السليمة ، انه الله سبحانه وتعالى .


    ................................................................................................................................
هذا والله اعلم
..................


اخوانى واخواتى اكتفى بهذ القدر على ان استطرد ان شاء الله عما قريبا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق