السبت، أغسطس 22، 2009

نسمات رمضانية

خذ الكتاب بقوة

أتى شهر رمضان، شهر التجاوز والغفران، أعاده الله عليكم وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والرضوان.


وبدأ السباق...
{وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ} [سورة آل عمران: 133].
فهيا نسابق لنكون من أهل الركوع والسجود، قبل أن تنطبق علينا اللحود، ويأكل لحومنا الدود...

يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أدبر
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة:183]

ثمرة الصيام التقوى... فهل نحن من المتقين؟

قال عمر بن عبد العزيز: ليس تقوى الله بصيام النهار ولا بقيام الليل والتخليط فيما بين ذلك، ولكن تقوى الله ترك ما حرم الله وأداء ما افترض الله.

قال صلى الله عليه وسلم: «اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن» [حديث حسن]

يا هذا أتصون النفس عن الحلال، وتمنعها المباح، ولا تصون السمع والعين واللسان وجميع الجوارح عن الحرام؟قال جابر : إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم، ودع أذى الجار، وليكن عليكم وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء. فإن لم يحيا القلب في رمضان فمتى سيحيا؟ وإن لم تفر الروح فيه إلى بارئها فمتى ستفر؟

لنتوب إلى الله حقا ونرجع إليه صدقا وننوي من الآن العتق من النيران والفوز بالجنان.

حتى لا يكون رمضان العام مثل كل عام
{مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ} [الشورى:20]


قال صلى الله عليه وسلم : « إنما الأعمال بالنيّات، وإنما لكل امريء ما نوى » [البخاري ومسلم]

قال داود الطائي: رأيت الخير كله يجمعه حسن النية وإن لم تنصب (تتعب).

لا تعمل أي عمل إلا بنية، فالنية هي أساس العمل، و بسببها يكون قبوله أو رده، فلا يقبل الله إلا ما كان خالصا لوجهه، ويتنوع الأجر يتنوع النية، فتتحول العادة إلى عبادة بالنية الحسنة، وتتحول العبادة إلى عادة بفقدان النية، و ربما تتحول إلى معصية بسوء النية، فاستحضر النية في كل شيء في الأكلة والشربة وحتى النومة، وتذكر: من سَمّع سَمّع الله به ومن يرائي يرائي الله به.

حكمة الصوم
قال أحدهم عن الصوم: "وإذا كان الجهاد لتقرير منهج الله في الأرض، وللقوامة به على البشرية، وللشهادة على الناس؛ فالصوم هو مجال تقرير الإرادة العازمة الجازمة، ومجال اتصال الإنسان بربه اتصال طاعة وانقياد، كما أنه مجال الاستعلاء على ضرورات الجسد كلها، واحتمال ضغطها وثقلها، إيثارًا لما عند الله من الرضا والمتاع.. فالصوم سبيل أول للسير على طريق الجهاد، ويتطلب سموًّا عن متطلبات الجسد. إنه طريق من طرق ممارسة الجهاد.. جهاد النفس".

حاول ان تدرب نفسك...
{كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: 183]

قال أحدهم: "فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب، وهي تؤدي هذه الفريضة، طاعة لله، وإيثارًا لرضاه. والتقوى هي التي تحرس هذه القلوب من إفساد الصوم بالمعصية، ولو تلك التي تهجس في البال"... {فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 100].

استشعر نعمة رمضان
{وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [سورة البقرة: 185]

استشعر نعمة فتح أبواب الجنة، وغلق أبواب النيران: «إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب جهنم» [رواه البخاري].

وقد قالوا: "رمضان طبيب رفيق.. يحمل إليك الدواء فكيف ترده خائبا وقد جاءك هاديا؟!! وكيف تحسن استقباله وبين يديه أسباب شفائك وبالمجان؟!!".

هذا أوان التوبة
{وَاسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ} [هود: 90].

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من رجل يذنب ذنبا، ثم يقوم فيتطهر ثم يصلي ثم يستغفر الله، إلا غفر الله له، ثم قرأ هذه الآية: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 135]» [الراوي: أبو بكر الصديق- المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - خلاصة الدرجة: حسن لا نعرفه إلا من هذا الوجه].

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية".

قف وقفة جادة مع نفسك
هل بالفعل تريد أن تعتق من النيران؟ هل بالفعل تريد أن تدخل جنة الرحمن؟

فأين أنت من الصلاة والصيام وقراءة القرآن؟ أين أنت من حفظ الجوارح من عينٍ وفرجٍ ولسان؟ أين أنت من أكل الربا والسحت وأموال الأيتام؟

قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَلَا إِلَى هَؤُلَاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} [النساء: 142-143].

الله يناديك فلبي النداء
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } [الزمر:53]

يا صاحب الذنب الثقيل والعمل القليل، أبشر بخير فقد جاء شهر رمضان الذي تتنزل فيه البركات و تغفر السيئات وترفع الدرجات وتغلق أبواب النيران وتفتح أبواب الجنات، تب إلى الله ولا تخف، فهو يحب التوابين ويغفر للمستغفرين، فبادر فإن الله يناديك لتتوب، فأسرع لتلبية نداء الله لك، أسرع إلى التوبة، فما أجمل أن نبدأ رمضان بتوبة! صدقني الله يناديك فقد قال الحبيب: « إنّ الله تعالى يمهل حتى إذا كان ثلث الليل الأخير ينزل إلى السماء الدنيا فيقول:هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من سائل فأعطيه ؟ حتى يطلع الفجر » [رواه البخاري ومسلم ]

قال مجاهد: من لم يتب إذا أصبح وإذا أمسى فهو من الظالمين، وقال علي رضي الله عنه: العجب مما يهلك ومعه النجاه، قيل له: وماهي؟ قال: الاستغفار. وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: اجلسوا إلى التوابين فإنهم أرق أفئدة.

يا الله، ما أجمل أن نبدأ رمضان بتوبة حقيقية نمحو بها عنا أدران الذنوب ونعتق أنفسنا من النيران ونفوز برضا الرحمن ، ونترك أهل العصيان ونصاحب من يذكرنا بالإيمان، لندخل الجنة بأمان.
.....................................................................................
معخالص الشكر لادارة موقع وذكر الاسلامى

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم

    كل سنة وانت بخير
    وكل سنة وجميع أحبابك بخير وصحة وسعادة
    وكل سنة وكل المسلمين علي شريعة الله وسنة الحبيب المصطفي رضي الله عنه وأرضاه

    وان شاء الله نستفيد من رمضان بكل السبل
    ونخرج منه أفضل مما ولجنا به
    يا رب أعنا علي القيام والصيام والصلاة
    ووفقنا لما فيه الخير للجميع يا رحيم يا كريم

    وارزقنا العفاف والرضا - والمحبة واهدينا يا عظيم

    وأعنا علي القيام والصيام والصلاة والارتقاءالي جنة الفردوس

    واجعلها لنا ميراث خير وسعادة

    واجعلنا من عتقاءك في هذا الشهر يا معطي يا وهاب

    وارزقنا حلاوة القرآن و حسن تلاوته
    وتدبر معانيه وفهمها علي النحو الصحيح
    ورطب ألسنتنا بذكرك يا الله

    ردحذف
  2. اخى الفاضل hasona : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
    وحضرتك بخير حال واتم صحة وابلغ سعادة.
    احنا والمسلمين باذن الله تعالى :
    شكرا لك اخى لمرورك وتواصلك واتمنى دوام التواصل
    استجاب الله تعالى لدعواتك وجعلها فى ميزان حسناتك

    ردحذف