السبت، أغسطس 09، 2008

مشاريع عملاقة تؤكد القوة الشاملة للصين

لاسا 29 يونيو / اوشك ان يدخل خط تشينغهاى ـ التبت الحديدى الى طور التشغيل قبل الموعد المحدد بسنة واحدة. وهذا يدل على ارتفاع فى القوة الوطنية الشاملة الصينية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية السريعة فى الصين.
استغرق مد هذا الخط اكثر من 50 سنة, اذ توقفت اعمال المد مرتين بسبب ضعف القوة الاقتصادية والتكنولوجيا. وفى نوفمبر 2000, عقدت الحكومة الصينية العزم على تنفيذ هذا المشروع مرة ثالثة باستثمار 33 مليار يوان / حوالى 4 مليارات و125 مليون دولار امريكى /. وفى خلال التنفيذ واجهت الصين سلسلة من المشاكل العويصة فى مجال الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا وحماية البيئة.
يرى مسؤول من حكومة منطقة التبت ذات الحكم الذاتى الواقعة جنوب الصين الغربى ان هذا الخط لهو مشروع عملاق من حيث الاستثمارات قبل 5 الى 6 سنوات. ومع التطور المطرد لاعمال بناء الخط, شهد الاقتصاد الصينى تطورا اسرع بحيث حققت مجموعة من المشروعات العملاقة مثل مشروع محطة المضائق الثلاثة الكهرمائية ومشروع تحويل المياه من جنوب الصين الى شمالها ومشروع نقل الغاز الطبيعى من غرب الصين الى شرقها حققت تقدما كبيرا او اكتملت قبل الموعد المحدد بفضل الدعم القوى لقوة الدولة الشاملة.
ومثل هذا الخط الحديدى, اكتمل مشروع نقل الغاز الطبيعى من غرب الصين الى شرقها قبل الموعد المحدد بسنة واحدة واستثماراته 140 مليار يوان / حوالى 17.5 مليار دولار امريكى /. وايضا اكتمل مشروع المضائق الثلاثة قبل الموعد المحدد للخطة المقررة واستثماراته 180 مليار يوان / حوالى 22.5 مليار دولار امريكى /.
فى اكثر من خمس سنوات من التنمية الكبرى لغرب الصين نفذ 60 مشروعا رئيسيا فى منطقة غرب الصين وحدها, اجمالى استثماراتها 850 مليار يوان / حوالى 106.25 مليار دولار امريكى /. اما بشأن بناء سكك الحديد فى عموم الصين فخططت الصين لاستثمار 160 مليار يوان / حوالى 20 مليار دولار امريكى / فى هذه السنة.
اوضحت الاحصاءات ان نسبة النمو الاقتصادى السنوى الصينى وصلت الى 9.4 بالم ئة بالمعدل فى اكثر من 20 سنة من الاصلاح والانفتاح بالصين مسجلة رقما قياسيا فى العالم فى هذا الصدد. فى عام 2005 بلغ اجمالى الناتج الوطنى الصينى 18.23 ت ريليون يوان / حوالى 2.28 تريليون دولار امريكى / مع تجاوز نصيب الفرد من اجمالى الناتج الوطنى 10 الاف يوان / حوالى 1.25 الف دولار امريكى /. وقبل ايام اصدرت اكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية كتابا اصفر حول الوضع الدولى يحمل عنوان // سنة 2006 : تقرير عن السياسة والأمن فى العالم // واعلن نتائج عملية لاختبار قوة الدولة الشاملة لدول كبرى رئيسية. وبينت هذه النتائج ان الصين تحتل المركز السادس فى الترتيب متجاوزة اليابان لاول مرة.
اضافة الى مشكلة الحاجة الى استثمارات ضخمة, واجه بناء هذا الخط مشاكل عويصة عالمية فى تكنولوجيا الهندسة كالاتربة المتجمدة ونقص الاوكسجين فى المنطقة عالية البرودة وضعف البيئة الحيوية. وكانت وسائل الاعلان الغربية تتوقع : هذا الخط لن يخترق جبال فنغهوه ابدا اذ ان هناك جليدا سمكه اكثر من 150 مترا ويواجه حفر الانفاق فى الجبال الجليدية صعوبات لا تخطر على بال بشر.
لكن بعد الاستعدادات الشاقة والدؤوبة فى عشرات السنوات الماضية وممارسات البناء فى الخمس سنوات الاخيرة تغلب بناءو سكك الحديد الصينيون على اكثر من 20 مشكلة عويصة عالمية لتنفيذ مشروعات على الاتربة المتجمدة فى الهضبة, علما بان السرعة القصوى على هذا الخط تبلغ 120 كيلومترا / الساعة. وذلك اعلى بكثير من سرعة ما يتراوح بين 40 و60 كيلومترا / الساعة على سكك الحديد على التربة المتجمدة فى روسيا ودول اخرى فى العالم.
لحماية البيئة الحيوية الضعيفة للغاية فى هضبة تشينغهاى ـ التبت استثمرت الصين 1.54 مليار يوان / حوالى 192.5 مليون دولار امريكى / لحماية البيئة الحيوية على طول هذا الخط, اذ اتخذت سلسلة من الاجراءات منها نقل وزراعة المعشوشبات وانشاء الاراضى الرطبة فى المنطقة عالية البرودة وتوفير ممرات لانتقال الحيوانات البرية. واوضحت الاحوال الحالية ان الصين قد حققت نجاحا فى هذا المجال من حيث الاساس.