الاثنين، يوليو 28، 2008

فقه العلم محاضرة نوعية للباحث علاء الدين حسن

عامر علاوي الاثنين 17-4-2006 هكذا بدأ الباحث علاء الدين حسن محاضرته النوعية المرتجلة في ثقافي الحسكة بتاريخ 30/3/2006 في قاعة المحاضرات التي امتلأت أو كادت برواد الثقافة والأدب .نور الابصار : وأضاف : إن العلم نور الابصار ، وقوة الابدان ، يبلغ به الانسان منازل الابرار .قال الله تعالى : « قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الالباب » . وفي الحديث : « اغد عالماً أو متعلماً أو مستمعاً أو محباً ، ولا تكن الخامس فتهلك » . والخامس هو المعرض عن العلم .
وظائف المتعلم ومهام المعلم :‏
وذكر المحاضر للمتعلم وظائف كثيرة منها : تزكية النفس ، وتنقية القلب ، والصبر ، والتواضع ، والسؤال عما لا يعرف ، أن يقوم بتعليم ما قد تعلم .‏
جاء في الحديث المتواتر عن ابي هريرة] عن رسول الله \ : « من علم علماً فكتمه ، ألجمه الله يوم القيامة بلجام من النار ».‏
وروي عن المسيح \ قوله : ( من علِم وعمل وعلَّم فذاك يدعى عظيماً في ملكوت السماء ) .‏
ومن وظائف المتعلم : أن يحترم معلمه ومن مهام المعلم : أن يكون ميسراً لا متعنتا قال عليه الصلاة والسلام : « إن الله لم يبعثني معنتاً ولا متعنتا ولكن بعثني معلماً ميسرا » .‏
وفي ظل فهم قيمة العلم وادراك حقيقته وفروعه نبع العديد من العلماء فاخترع الخوارزمي علم الجبر واختص ابن حيان بأسرار الكيمياء ونمت المباحث الروحية والنفسية والفلسفية عند ابن سينا والغزالي وابن رشد وغيرهم وغيرهم ..‏
قال تعالى : « اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الانسان من علق اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم » .‏
ومن اراد الدنيا فعليه بالعلم ، ومن اراد الآخرة فعليه بالعلم ، ومن ارادهما معاً فعليه بالعلم . و « من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً الى الجنة » .‏
وروى الترمذي عن انس مرفوعاً : « من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع » .‏
وقال عليه الصلاة والسلام : « إن الملائكة لتضع اجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع » ومعنى تضع اجنحتها هو انها تكف عن الطيران وتحفه في مجلس العلم كما جاء في الصحيح .‏
وقال تعالى : « إنما يخشى الله من عباده العلماء » فالخشية ثمرة المعرفة بخلاف من يجهل مقام الله فهو اجدر ان لا يخشاه .‏
وتمام العقل بالعلم ، ومهمة العقل لا تنحصر في جانب محدد ؛ بل تمتد الى ساحة النظر في الكون وتأمل السماء والبحار .‏
وقد جاء التأكيد على ضرورة المشاهدة الصحيحة باستخدام السمع والبصر والعقل والفؤاد كأساس للمنهج العلمي التجريبي .‏
العقلية العلمية‏
وقال الباحث : العقلية العلمية ترفض الجمود الذي كان عليه الآباء والأجداد،ولاتقبل أن نقلد هؤلاء فيما اعتمدوه أو فعلوه ،بل لابد من وضعه موضع الاختبار .وإنه لمن الخطأ الفادح أن نفكر برؤوس غيرنا : (أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئاً ولايهتدون ) .‏
والانسان إذا لم يتفقه ضاع ،ولربما شرق وهو يريد الغرب ،ولربما غرب وهو يريد الشرق .‏
ولقد علم الله الانسان مالم يعلم ،وسخر له مافي السموات ومافي الأرض ،وذلك من أجل أن يعرف الغاية ..من أجل حسن الخلافة وأداء الرسالة ،قال عليه الصلاة والسلام : «من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ويلهمه رشده » .‏
والناس رجلان : عالم أو متعلم ،ولا خير فيمن سواهما ،والعلم هو الذي يبين لنا الحق من الباطل في المعتقدات ،والصحيح من الخطأ في المعاملات ،والحلال من الحرام في التصرفات .والمحمود من المذموم في المصطلحات وسيسأل كل إنسان عن عمله ماذا عمل به .‏
دليل الايمان :‏
واسترسل المحاضر حديثه قائلاً: إن العلم دليل الايمان ،ولذلك جاء الأمر بطلب الزيادة من العلم : (وقل ربي زدني علماً ) .‏
تعلم ،فليس المرء يولد عالما وليس أخو علم كمن هو جاهل !‏
واشتهر بين الناس قولهم : /اطلبوا العلم ولو في الصين / على أن يكون العلم المطلوب نافعاً ،فقد استعاذ النبي عليه السلام من العلم الذي لاينفع . عن زيد بن أرقم أن رسول الله \ كان يقول :«اللهم إني أعوذ بك من علم لاينفع ، ومن قلب لايخشع ،ومن نفس لاتشبع..».‏
وكثيرة هي النصوص القرآنية والأحاديث النبوية التي تحث على ضرورة العلم والبحث عنه بأسلوب منهجي سليم ، وعندما يطلب الانسان علماً وفق هذا المنهج ،يكون فهمه للحياة صحيحاً ،ويكون تصوره لقيمة العلم أعم وأشمل وأدق .‏
واختتم المحاضر قائلاً : إن العلم بحاجة الى اطار أخلاقي وعقيدي يسمح لنا بالاستفادة من منجزاته دون أن تنقلب نجاحاته إلى أسلحة ضدنا .والعقيدة تخبرنا أن أسرار الله في الوجود لاتنتهي : « قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولوجئنا بمثله مدداً » ولذلك كان الانسان طالب علم على الدوام :« وفوق كل ذي علم عليم » .وفي بعض الآثار : من قال أنا عالم فهو جاهل.‏
وعقب انتهاء المحاضرة فتح باب الحوار مع الحاضرين ،فجاءت المداخلات من الدكتور أحمد الدريس مدير الثقافة بالحسكة ،والدكتور ياسين محمد الأستاذ في الجامعة ،والدكتور نزار محمود ،والأستاذة خنساء إبراهيم ،والمحامي عبد العزيز أحمد وغيرهم ..وتركزت المداخلات على ضرورة الربط بين العلم والايمان ،والتركيز على أهمية القراءة ومراعاة المنهجية العلمية في التواصل ،على أن تكون الغاية خيرة تنفع البشرية ولاتضرها ،وأكدت المداخلات على أن القاعدة في طلب العلم والمعرفة هي حرية البحث وتعدد المناهج وتنوع الرؤى والتصورات ،وخاصة في وقتنا الراهن الذي يعد بخير كثير ؛ لكنه في الوقت نفسه ينذر بشر مستطير ..‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق